أبين.. مقتل شاب بانفجار عبوة ناسفة في لودر    مكتب الصناعة بشبوة يغلق ثلاث شركات كبرى ويؤكد لا أحد فوق القانون "وثيقة"    مصرع 54 مهاجرا افريقيا وفقدان العشرات قبالة سواحل ابين    انصار الله يستنكر انتهاك المجرم بن غفير للمسجد الاقصى    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    عدن.. البنك المركزي يوقف ويسحب تراخيص منشآت وشركات صرافة    المعتقل السابق مانع سليمان يكشف عن تعذيب وانتهاكات جسيمة تعرض لها في سجون مأرب    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    ابوعبيدة يوافق على ادخال طعام للاسرى الصهاينة بشروط!    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    اجتماع للجنتي الدفاع والأمن والخدمات مع ممثلي الجانب الحكومي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    وفاة مواطن بصاعقة رعدية في مديرية بني قيس بحجة    بدلا من التحقيق في الفساد الذي كشفته الوثائق .. إحالة موظفة في هيئة المواصفات بصنعاء إلى التحقيق    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    مونديال السباحة.. الجوادي يُتوّج بالذهبية الثانية    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    وكالة الطاقة تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    العسكرية الثانية بالمكلا تؤكد دعمها للحقوق المشروعة وتتوعد المخربين    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    خيرة عليك اطلب الله    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأرب برس من أوربا وعبر تحليل سياسي يكشف
كيف أصبح الرئيس بوش عميلا إيرانيا... ولماذا قرروا الإعدام في يوم العيد؟
نشر في مأرب برس يوم 02 - 01 - 2007

تعالوا نتذكر عبارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب عن المرحوم الرئيس صدام حسين في عام 1991 ( لقد تمرّد علينا) وتعالوا أيضا لعبارة الرئيس صدام حسين أثناء قصف العاصمة بغداد في العام نفسه ( لقد غدر الغادرون) فالعبارة الأولى تفسّر العلاقة القوية التي كانت بين نظام صدام والولايات المتحدة إسوة بالأنظ مة العربية في المنطقة، ولكن بإختلاف وتيرة العلاقات السرية في الغرف المغلقة حيث كانت شبه معدومة، فهناك بعض الأنظمة العربية التي أصبحت تصبح وتمسي في هذه الغرف وللأسف الشديد، أما العبارة الثانية فتفسّر لنا مدى الغدر الأميركي وعدم وفاءهم للأصدقاء ومن ثم عدم إحترامهم للوسطاء كدول وأشخاص من الوزن الثقيل، والذين كانوا بصدد حل الأزمة بين بغداد وواشنطن، وإذا بهم يقصفون بغداد الرشيد بآلاف القنابل المحرمة دوليا.
فمن القرارات التي إتخذتها القيادة العراقية هي رسم صورة بوش الأب على الأرض، وفي المدخل الرئيسي لبوابة فندق الرشيد الذي كان مقرا للشخصيات الدولية الزائرة لبغداد، ومقرا لجميع الوفود الصحفية والإعلامية والحكومية والسياسية ،أي وضعت بطريقة لا يمكن تحاشي السير عليها ،فخلقت تلك الصورة وذلك القرار حقدا دفينا من قبل آل بوش ضد شخص وعائلة الرئيس صدام حسين، ولهذا فبركوا محاولة أغتيال الرئيس بوش الأب في الكويت، وإتهموا بها نظام صدام حسين، لهذا تطور السيناريو الحاقد بين العائلتين والرئيسين، ويبدو أن الإبن جورج بوش تعهد لأبيه بأن يأتيه برأس العراق وبغداد وصدام ثمنا لصورة أبيه التي ديست بأقدام زوار العاصمة بغداد، ولهذا نُسج سيناريو الحرب وبكذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تبيّنت أنها كذبة إشترك بها السيد كوفي عنان ، والسيد محمد البرادعي ، ومجلس الأمن والأمم المتحدة وبعض العواصم الغربية والإقليمية والعربية، والتي هدفها تدمير العراق وتقديم رأس صدام حسين الى أبيه بوش الأب ، فهو الثأرالبوشي على طريقة بدو تكساس!.
التقاء الرغبات الشريرة عند رقبة الرئيس صدام ...!
لهذا إلتقت الرغبات الشريرة نحو العراق وثرواته وعقوله عند رقبة المرحوم الرئيس صدام حسين والتي هي
أولا:
الرغبة البوشيّة التي يمثلها الرئيس جورج بوش الإبن و التي غلفت بمصالح الإدارة الأميركية في العراق وببسط الحرية والديموقراطية الزائفة.
ثانيا:
الرغبة الطبطبائية الأصفهانية التي يمثلها عبد العزيز الطبطبائي الأصفهاني الحكيم والتي غلفها بثأر الشيعة المظلومين زورا وبهتانا.
ثالثا:
الرغبة الملاّئية الآياتية الفارسية التي يمثلها النظام الإيراني والتي غلفت بحقوق إيران عند صدام والعراق.
رابعا:
الرغبة الإسرائيلية بالتشفي من القائد العربي الوحيد الذي تجرأ وضرب إسرائيل ب 39 صاروخا، ناهيك عن دعمه وحبه لفلسطين والشعب الفلسطيني.
خامسا:
رغبة الأكراد ومعهم الحالمين بكراسي الحكم في العراق والموالين للولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وبعض الدول .
لهذا جاء التشفي بالعراق، وبالرئيس الشرعي للعراق المرحوم الرئيس صدام حسين وكل على طريقته، ولكن المرحوم صدام حسين إنتزع وبشجاعة قلّ نظيرها ، و من الجميع شرف الشهادة وبقوة ما ورائية لا نستطيع تفسيرها لحد الآن، انها معجزة من الله ،فرجل يُشتم لسنين من قبل الأعداء والدول ووسائل الإعلام، وإذا به يُخلد من قبل وسائل الإعلام التي شتمته، ومن قبل العراق وكذلك من قبل الشعب العراقي والعربي، لقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه رضينا أم أبينا أي انه دخله من باب الشهادة الخالدة، وهو جبلا بل أسدا قبل الموت في مأسدته دون أن يساوم أو يتنازل أم يطلب العفو والرحمة .
تفسير بسيط للمحطات الماورائية التي مر بها صدام بعد الحرب..!
لقد تقررت الحرب الأميركية البريطانية على العراق وبدأت في 18/3/2003 وسقط النظام في 9/4/2003، ولكن ميعاد الحرب الحقيقي كان منذ قرار الحصار الأول على العراق والذي كان يحمل الرقم 661 في آب 1990، لهذا فإن الحرب إستمرت منذ ذلك التاريخ وليس منذ 18/3/2003 ، ولهذا عتب الكثيرين على الرئيس صدام حسين، ولقد وصل العتب لحد التجريح والتخوين لأنه لم يقاتل في شوارع بغداد حتى الموت كونه القائد العام للقوات المسلحة، والرئيس الشرعي للعراق، فيبدو أن عدم حدوث ذلك جاء بقوة ما ورائية، وحتى عدم قتله أثناء وبعيد الحرب أيضا جاء بقوة ما ورائية ، وكذلك فحتى سيناريو ( هوليود) حول ملجأ وحفرة صدام حسين جاء بقوة ما ورائية أيضا ، ولهذا بدأت تتكشف للشعب العراقي والعربي وللعالم أجمع الحقائق الحقيقية من خلال سير المحاكمة المهزلة في العراق ،أي محاكمة الرئيس صدام حسين ،فمنذ اليوم الأول للمحاكمة أخذت القوة الماورائية تكشف عن خيوطها وحقائقها لتجيب على جميع التساؤلات وتشفع للرئيس صدام، بل أظهرت بأن معظم الكلمات والخطابات والتوجسات التي قالها صدام حسين كانت صحيحة، ولهذا كشفت لنا المحكمة وللعالم أجمع الحقائق التالية:
أولا:
كشفت لنا هشاشة و نوعية ومرجعية ووطنية ومصداقية هؤلاء الناس الذين سكنوا المنطقة الخضراء ( السجن الأخضر) وأصبحوا أسيادا على العراقيين بحراب الأميركان والإحتلال، فلو كان صدام ميتا في بداية الحرب لما إستطعنا كشف نوعية ومرجعية ووطنية هؤلاء الذين لا يستحقون قيادة روضة أطفال وليس كبلد مثل العراق.
ثانيا:
كشفت لنا مسلسل الكذب الذي مارسته الإدارة الأميركية على العراقيين والشعب الأميركي والرأي العام العالمي، ومنذ الحرب العراقية الأيرانية ( 1980 1988) ولحد الآن..
ثالثا:
أسقطت كذبة ومسلسل ملجأ وحفرة الرئيس صدام حسين، وكشفت حجم الفبركات الأميركية اللاأخلاقية، والتي تعتمد في ثقافتها وسياستها على الكذب والأكشن... والتي صورت الرئيس العراقي جبانا خائرا خائفا ، وصورت الشعب العراقي مجرد حفنة من اللصوص من خلال تسليط الضوء على حالات قام بها بعض الناس إسوة بما قامت به الشعوب الأخرى عندما مرت بنفس ظروف الحرب على العراق.
رابعا:
كشفت لنا كذب الشخصيات السياسية العراقية التي تتعاطى مع النشر والإعلام والمؤتمرات الصحفية، فبالأمس قالوا قبض عليه كالجرذ في حفرته، وإذا به أسدا في المحكمة غير الشرعية التي قررها وأدارها المحتل الأميركي.. ولقد تبيّن العكس أي من هو الأسد ومن هو الجرذ.
خامسا:
كشفت لنا نوع إسلام ومذهب هؤلاء الذين يقطنون في المنطقة الخضراء، حيث تبيّن إن إسلامهم أنجيليا، وإنهم يكرهون العروبة بطريقة لا يمكن وصفها.
سادسا:
كشفت لنا مدى التدخل الإيراني ( الفارسي) في العراق وفي مفاصل الدولة العراقية، وحتى في مجريات محاكمة الرئيس المرحوم صدام حسين.
سابعا:
كشفت لنا مديات كذب مستشار الأمن القومي ( موفق الربئيي) والذي قال بأن الرئيس صدام حسين كان مهزوزا وخائفا ومنهارا أمام حبل المشنقة، وإذا به شامخا كالجبل، بل رد عليهم بعبارات أخرستهم تماما ،وهو ينطق باسم العراق وفلسطين والأمة العربية.
ثامنا:
أحرجت المحكمة معظم المعارضين لنظام صدام حسين ولشخص الرئيس صدام حسين، وجعلتهم يراجعون أنفسهم لينصفوا هذا الرجل ويكونوا معه لأنه أثبت انه أشرف من الذين هم في الحكم الآن جميعا.
تاسعا:
كشفت مدى حقد هؤلاء الذين يقودون العراق الآن، والذين هم خطر حقيقي على العراقيين ومستقبل الأجيال العراقية، وأن محاربتهم ومعارضتهم شرعية وأخلاقية.
دلالات بأن الرئيس بوش عميلا إيرانيا...!
لقد دار جدل فكري بيني وبين صحفيّة ألمانية وهي السيدة ( ريتا منفريد فيشر) حول قضية التخادم بين الإدارة الأميركية وإيران، فالسيدة تقول لي:( أصبحت لا أصدق أي كلمة تخرج من فم الرئيس الأميركي جورج بوش لأنه يتكلم عكس الحقائق تماما، فبالأمس قدم أعظم هدية الى إيران عندما أسقط لها نظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق، وسكت عن التغلغل الإيراني في العراق) ..
فأجبتها :
يا سيدتي ربما هناك جوانب لم تنتبهي لها، فالرئيس الأميركي جورج بوش قدم رأس الرئيس صدام حسين، وبيوم العيد الإسلامي ( السني) هدية الى النظام الإيراني والى إيران التي عيدها ( الشيعي) في اليوم الذي يلي عيد السنة، وكأن الرئيس الأميركي يقول لهم ( أرجوكم إقبلوني أن أكون شيعيا صفويا، وهذا رأس صدام ثمنا لإنتمائي ومصداقيتي) وربما سيقدم رأس برزان التكريتي ورفاقه في الأيام التالية وسيقول لهم ( هذه قرابين لكم يا آيات الله راجيا منحي عمامة من نوع SMALL على أقل تقدير).
فقد قال الإتحاد الأوربي عن عملية إعدام الرئيس العراقي صدام حسين ( أنها همجيّة ،وسيرتفع الرئيس صدام لمرتبة الشهداء) ولقد حصل ذلك، وفي جميع المقاييس، وبشهادة معظم الناس في العالم ، أما الفاتيكان فلقد أستنكر عملية الإعدام، وهكذا توالت الإنتقادات والقرف من عملية تنفيذ الإعدام، ولكن القادة العرب بلعوا ألسنتهم جميعا بإستثناء الزعيم الليبي الذي قرر إعلان الحداد في ليبيا لمدة ثلاثة أيام وقد أحسن صنعا ، وهكذا تحرك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نحو طقوس ومواقف عروبية إتجاه عائلة الرئيس صدام، ولكن ومن أجل الحقيقة فإن روح صدام حسين ستبقى تحوم حول وفوق رؤوس القادة العرب، وسوف تسبب لهم أرقا كثيرا، وخصوصا الى الذين تآمروا عليه وعلى نظامة والعراق، ولا نعتقد أن فرحة الكويت وإيران وإسرائيل سوف تستمر ، خصوصا وأنهم أصدروا بيانا وكأن كاتبه قلم واحد يا سبحان الله إضافة لمفردات التشفي، ولكن المقرف هو طلب الرئيس الأميركي المهزوم عندما أبلغ أفراد إدارته ب ( عدم إيقاظة من النوم أثناء إعدام الرئيس صدام حسين) وهو الشعور بالذنب والإنهزامية والشعور بالنقص إتجاه صرخات الحق في أركان مكتبه كون الرئيس العراقي قتل مظلوما، ولكنه شهيدا شامخا، فكم حاولوا ومن خلال الماكينة الإعلامية والثقافية الأميركية والغربية أن ينسونا ثورة العشرين وقادتها العظام و التي من خلالها تم طرد المستعمر الإنجليزي من العراق، وكم حاولوا أن ينسونا البطل الشهيد عمر المختار والجزائري ولكنهم فشلوا من خلال ثبات وقوة وإصرار وشموخ الرئيس صدام حسين، فلقد رفع هاماتنا الى السماء نحن أبناء الشعب العراقي، وكذلك أبناء الأمة العربية جميعا .
ولهذا لم يهنأ الرئيس الأميركي جورج بوش عندما قدم الى مرشد الجمهورية الإسلامية رأس صدام حسين قربانا له، والى إيران والذي ثبت بأنه عميلا مخلصا لإيران، وقبل أن يهزأ بنا أحدهم نجيبه ( فالرئيس بوش ليس بالضرورة أن يكون عميلا مباشرا الى إيران، بل هو عميلا الى إسرائيل التي منحها العراق وثرواته وموقعه الإستراتيجي و دون أن تطلق رصاصة واحدة ودون أن تخسر شيئا، ومن خلال دماء أبناء الشعب الأميركي والدول المتحالفة خدمة لإسرائيل.. وبما أن المشروع الإسرائيلي شريكا فاعلا للمشروع الإيراني في العراق والمنطقة، أي أنهما مشروعان متخادمان ومتلاصقان بصمغ كراهيتهما للعراقيين بشكل خاص، وللعرب والعروبة بشكل عام، وكذلك للمشروع القومي، وبهذا أصبح الرئيس بوش عميلا مزدوجا الى إسرائيل وإيران) فها هو الرئيس الأميركي يناقض نفسه بنفسه عندما يقدم رأس الرئيس صدام حسين هدية ( ضحيّة العيد) الى إيران التي هي قطب من أقطاب محور الشر ، وبلسان وترتيب الرئيس بوش نفسه!!.
لماذا تم تنفيذ الإعدام في صباح العيد ..؟
فلو عدنا الى تاريخ السياسة الفارسية، فلقد كانوا يطلقون على الفرس عبارة ( ثعالب السياسة) وهم الوارثين الحقيقيين للسياسة اليهودية، فأينما يتحرك المشروع اليهودي والإسرائيلي في العالم ستجدون هناك المشروع الأيراني بجواره، وكأنه الظل له وفي جميع الأوقات والأزمان، وخصوصا في الجغرافية العربية، لهذا فإن توقيت إعدام الرئيس العراقي صدام حسين جاء بتوقيت فارسي صهيوني من أجل تجسيد عملية تقسيم العراق تماما، أي أن هذا اليوم سيكون إحتفالا سنويا للشيعة الذين يوالون إيران في العراق وفي الداخل الإيراني، وكذلك هو إحتفالا سنويا في الكويت وإسرائيل ولا داعي لذكر العبارة التي يطلقونها قديما على الكويت، وبعض رجالات الكويت الفاعلين، ففرض الحداد على الجانب السني والوطني الشيعي في يوم العيد مقابل الفرح عند الجانب الشيعي الذي يوالي إيران له تداعيات نفسية ومذهبية وسياسية في المستقبل، أي هو تجسيد للمشروع الطائفي، ولتقسيم العراق، فلقد قسّم إعدام صدام حسين العراق الى ( جنوب يهزج، ووسط حزين، وشمال يترقب ومبتسم)، لهذا جاء التوقيت خبيثا للغاية، فبما أن هدفه إهانة العالم الإسلامي والعربي عندما تم إختيار يوم العيد لتنفيذ الإعدام ، وكذلك هو إهانة المشروع العروبي والقومي عندما أصروا على إعدام الرئيس صدام حسين.
ولكن هل يعتقد الرئيس بوش بأن القضية أنتهت وسوف يرتاح داخل العراق ، فإن كان يعتقد ذلك فهذا دليل على سذاجة هذا الرجل، فالمقاومة العراقية بصدد التوسع، بل توسعت من اليوم الذي أعدم به صدام حسين ، ولقد بدأت الإجتماعات منذ ليلة أمس برسم إستراتيجية جديدة، وعلى ضوء التوسع في هيكليتها ورجالها وإنتماء العدد الهائل من أفراد والجيش العراقي لها في هذين اليومين، إضافة لبعض شيوخ القبائل الذين أرسلوا إشارات للمطالبة بالثأر لإعدام الرئيس صدام وإن من وحّد هذه الأصوات والنيات هو شموخ الرئيس صدام، والهدية التي قدمها للشعب العراقي عندما عبر بصموده وثباته عن الإنسان العراقي الحقيقي، فقال للعالم ومن خلال ذلك الشموخ ( هذا العراقي الذي تعرفونه ..يتقدم نحو الموت شامخا) وليس هؤلاء الذين يحجون الببيت الأبيض وطهران على كل صغيرة وكبيرة، فإن هؤلاء دخلاء وسيرحلون حتما..
المالكي أنتهى سياسا.. ومقتدى الصدر سينتهي نهائيا ..!
أما بالنسبة لتوقيع نوري المالكي على إعدام الرئيس صدام حسين وهروب الرئيس جلال الطالباني من هذه المهمة فلقد دل على سذاجة الرجل سياسيا، فهو وقّع في لحظة توقيعه على إعدام صدام حسين على إنهاء مستقبله السياسي تماما وبترتيب أميركي إيراني،حيث إنتهت صلاحيته ولن ينفعه التوقيع الذي جاء من أجل إستمالة السيد مقتدى الصدر وجيش المهدي والتيار الصدري ليكون قويا بهم إتجاه الخصوم السياسيين ، وأن التيار الصدري ومقتدى الصدر طالب ويطالب بإعدام الرئيس صدام حسين كون الأخير متهم بمقتل آية الله محمد صادق الصدر، ولكن لو فكر مقتدى الصدر جيدا، وقرأ التاريخ سيعرف بأن الذي تخلص من أبيه هم الإنجليز وإيران وبرغبة من السيستاني ورجالات أيران في المرجعية الشيعية، وليس صدام حسين، وبهذا نجحت إيران بإتهام التيار الصدري ومقتدى الصدر، وتخليص المجلس الأعلى ومنظمة بدر من تهمة ما يحصل في الشارع العراقي من إجرام وتهديد وتهجير وأغتيال في صفوف رجالات وضباط وعلماء العراق، وما حصل أثناء عملية الإعدام من خلال الصلوات بلكنة إيرانية و الهتاف المتشنجع من المجموعة التي كانت حاضرة و بلكنة إيرانية ضد الرئيس صدام حسين أثناء عملية الإعدام ،والإصرار على ذكر مقتدى الصدر كي يجعلوه خصما لقبيلة صدام حسين ولحزب البعث، وحينها سيتخلصون من مقتدى الصدر بحجة أنها ردة فعل من عشيرة الرئيس صدام ومن البعثيين، وحينها ستطوى عائلة الصدر للأبد مثلما يعتقدون بأنهم إستطاعوا طي صفحة وعائلة صدام حسين ،وبذلك سيرتاح السيستاني من الشوكة الصدرية، وهكذا سيتبخر التيار الصدر من الساحة السياسية، وهذا ماتريده أيران والإحتلال الأميركي ، وبنفس الوقت عرفوا كيف يغرروا بالمالكي كي يوقع على إعدام الرئيس صدام وهو التوقيع على أنهاء مستقبلة السياسي وربما حتى حياته من قبلهم ،ولم يوقعه خادمهم عادل عبد المهدي الذي سيستلم قريبا رئاسة الحكومة بدلا من المالكي ، وبدعم الخارجية الأميركية وإيران وستكون هناك حصة جيدة من نصيب أياد علاوي للتمويه ولإستمالة البعثيين نحو الحكم ،لأن أياد علاوي كان بعثيا كبيرا، وكذلك عادل عبد المهدي فكان بعثيا هو الآخر وفي الحرس القومي، ثم أصبح شيوعيا ثم أنتقل يساريا ثم ماويا بعدها أصبح إسلاميا على الطريقة الإيرانية، ثم إنتقل بعد إحتلال العراق ليكون إسلاميا أميركيا ،ولا ندري ماذا سيكون بعد ذلك!!!.
ماذا سيحدث في الأيام المقبلة..!
نحن نعتقد ومن خلال التحليل لمجريات الأمور ولسيناريوهات الأطراف المتصارعة في العراق، فإن هناك أجندة تمتلكها القوى المؤثرة في العراق لما بعد إعدام صدام حسين ، ولمن لا يعرف فأن القوى الفاعلة في العراق هي ( الأميركية ومعها البريطانية، الإيرانية ، الإسرائيلية، الكويتية ، المرجعية الشيعية السيستانية، التركيبات السياسية في المنطقة الخضراء)، لهذا نعتقد بأن الهجمات الإنتحارية والتفجيرية سوف تزداد وفي داخل المدن الشيعية العامة كالأسواق والمدارس والساحات والكراجات العامة لخلق إنطباع بأنها ردود فعل من البعثيين والسنة العراقيين، وسوف يكون الرد بإتجاه الأطراف السنية هي الإغتيالات في صفوف الساسة ورجال الدين السنة ، وسوف تنتشر قوات أميركية في الشوارع بحجة الفصل بين الفرقاء، وتجسيد الحرب الطائفية عند ذلك ستقوم إيران ومن خلال الحلفاء لها داخل العراق بتفجير عدد من المراقد المقدسة للشيعة ،وذلك من أجل نقل قسما منها الى إيران والى الجنوب العراقي لتكون بنوكا إضافية لرجالات إيران في العراق، أما القسم الباقي قيتم عزله بسياج ويتحول الى محميّات دينية الغرض منها دويلات صغيرة تكون بمثابة بنوك ومكافأة الى رجال الدين الذين قدموا الخدمات الى الإحتلال والى إيران في العراق، وبذلك ستقوم خلايا الأحزاب الشيعية التي توالي إيران بالرد على المزارات السنية في العاصمة بغداد من أجل نسفها تماما، وإجبار السنة على نقلها من بغداد، وهكذا سيتم تفجير المساجد المهمة مثل مسجد هيئة علماء المسلمين، وكل هذا تمهيدا للمعركة الكبرى في بغداد من أجل تفريسها بلسان عربي، وعند ذلك يتم التقسيم الحقيقي للعراق، ومن ثم توزيع القواعد الأميركية بشكل دائم .. ولكن كل هذا يعتمد على قوة وصلابة المقاومة العراقية، فعندما تأخذ زمام الأمور بشكل أوسع، فسيكون العراق بألف خير ،وأن شاء الله سيكون ذلك بعون الله وبسواعد شرفاء العراق.
كاتب ومحلل سياسي
مركز البحوث والمعلومات أوربا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.