عتاب التي أبكت الملايين عند مشاهدتها وهي تقول "ارحل قاتل بابا"، ظهرت مجدداً على منصة خليج الحرية في محافظة إب وكانت قبلها في ساحة التغير في صنعاء, ولسان حالها يقول خذوا "أقراطي" ودعوني أعيش وأنسى كل المآسي ألا يكفيكم أني فقدت أبي.. أنا بنت الشهيد". ما يحدث لعتاب هل هو الوفاء للشهيد الذي وهَبَنا روحه وأروى بدمه ودماء بقية الشهداء هذه الثورة وجعل من أبنائه أيتام لنحيا نحن لأبنائنا، لنأتي من بعده لنستخدم دموع ابنته بعد تهييجها بالمؤثرات الصوتية وأمام الجماهير الغفيرة التي تأتي لتسمع بكائها ومواجهتها بالأسئلة المحزنة التي تبكي أصحاب القلوب الشديدة ما بالك بطفلة بريئة لا تتمالك نفسها عند ما نذكرها بوالدها ونُبَكِّيهَا ثم نصورها وتنقلها القنوات الفضائية ويراها الناس ويبكوا أو يتباكوا، ويزدادوا غيظاً وحقداً على قاتل النساء والأطفال كحملة موجهة ضد الرئيس السابق كلما نقض عهداً أو أُختلف معه. هل هي المبادئ السامية والقيم النبيلة وأخلاقياتنا تجاه حقوق الطفل الذي نعرفها جميعاً ونتجاهلها؟ الأطفال يمرحون بجانبها وهي عيناها تكاد تقطر دماً لا دمعاَ ونحن نعيد لها ذكريات مؤلمة تحطم كل ما هو جميل في داخل هذه الطفلة البريئة ولا ندري لمن نقدم العتاب , هل لعتاب التي لا تعي ولا تعلم أنها سلعة إعلامية لحملة سياسية ؟ أم نعاتب أسرتها التي لم تقدر الشهيد حق قدره ولا تعلم ما قد يحل بابنته التي تركها أمانة في أعناقهم وأعناقنا من إحباط قد يكون أشد تأثيراً عليها مستقبلاً من استشهاد والدها. عتاب أتعبها التنقل من محافظة إلى أخرى، وأضواء الإعلام سببت لها صدمة. صونوا بنت الشهيد وأبعدوا عنها كلما يكدر صفوها وينسيها طامتها بفقد أبيها الذي لا ولن يعوضها عنه أحد وهذه المواقف هي أصدق شاهد على ذلك. يجب أن نعلم بأن أبناء الشهداء وأسرهم خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو العبث به أو المزايدة عليه حزبياً أو اجتماعياً أو سياسياً، وكان الأحرى أن نجعل عتاب وأختها وأمهما وكل أسر الشهداء يعيشوا حياة الأمراء والعمل على أن ننسيهم شعور الحرمان بفقدهم آبائهم ، هذا أقل واجب نقدمه لأناس ضحوا بأنفسهم من أجلنا وهل هناك شيء يوهب أغلى من النفس. نأمل من كل من له يد في تلك الحملة إبعاد أبناء الشهداء والكف عنهم إن لم نستطع توفير الرعاية لهم.