سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما ارتسم في مخيلة الكثيرين عن مشاكلها الأمنية كان له الأثر السلبي على الناحية الاستثمارية تقرير برلماني يگشف سوء الأوضاع الصحية بالجوف ويشير لاختلاسات بالعملات الصعبة
كشف تقرير برلماني ان الاوضاع الصحية في محافظة الجوف سيئة للغاية، وأن «90%» من المشاريع الصحية اما مغلقة أو لا تعمل. وأكد النائب اسامة محمد قاسم عمر-عضو اللجنة البرلمانية التي زارت المحافظة برئاسة الدكتور نجيب سعيد غانم- لصحيفة «أخباراليوم» صحة المعلومات التي حواها التقرير، وقال:ان محافظة الجوف تحتاج للفتة كبيرة من الحكومة ومن وزارة الصحة. وأضاف انه لم يعرف إلى الآن الحلول التي ستعالج بها الوزارة الاوضاع الصحية المتردية في محافظة الجوف. وأوضح تقرير اللجنة في منتصف عام 2005م، أن الوضعَ الصحي في الجوف متدهور إلى حد كبير، وأن المباني في وضع سيئ وبحاجة إلى ترميم، كما أن الكوادر بحاجة إلى تأهيل وإعادة الهيكلة والتوصيف الوظيفي، كما أنه لا يوجد الكادر الطبي المتخصص، والمعدات الطبية ضعيفة وبحاجة إلى استكمالها لأن ما هو موجود قد انتهى عمره الافتراضي. وأضافت اللجنة في تقريرها بأن الكادر الصحي العامل في المحافظة يبلغ «743» موظفاً يتوزعون على الآتي: «مستشفى عام» مغلق، و«مستشفى ريفي» مغلق، و«18» مركزاً صحياً أكثرها مغلقة أو لا تعمل، و«62» وحدة صحية أكثرها مغلقة أو لا تعمل، بالإضافة إلى «33» منشأة صحية تحت الإنشاء الحكومي. وجاء في التقرير بأن «33» موظفاً إدارياً يعملون في غرفة واحدة هي عبارة عن مكتب الصحة بمحافظة الجوف يقومون بعملية التحصين ضمن الحملات التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية. وبحسب التقرير: يفتقر مكتب الصحة بالجوف إلى المؤشرات الإحصائية عن المواليد والوفيات للأطفال والأمهات، ويعود ذلك إلى أسباب أهمها: العجز في موازنة القطاع الصحي، حيث تقدر المشاريع الرأسمالية للسنة المالية 2004م لعدد «12» مركزاً صحياً فقط ب«68.193.863» ريالاً والمعتمد فقط «75.803.000» ريال موزعة، وهي المركز الصحي بالزاهر، والوحدات الصحية في «البلة وملاحة ومداجر ودحية والصلل وآل ذوي، وآل مريم، وجبلة، والمهاشعة، وآل قاسم، والزعنة». وكشفت اللجنة في تقريرها اختلاسات في صندوق الدواء، حيث أنه في شهر ديسمبر 2003م تم استلام أدوية ومستلزمات طبية من المخزن الإقليمي بصنعاء بمبلغ قدره «59.400» دولار أميركي» والتي وصلت إلى مخازن المحافظة فعلياً قدرت قيمتها «25.840» دولاراً أميركياً بواقع عجز «33.560» دولاراً أميركياً. وأوضحت اللجنة بأنها قامت بزيارة ميدانية لمستشفى «الحزم» العام، وقد وجدت أن المستشفى عرضة للسقوط بالرغم من أنه تم ترميمه بمبلغ «مليون ومائتي ألف يورو» مقدمة من الحكومة الألمانية.. وجاء في التقرير: يبدو أن هذا الترميم كان شكلياً، حيث أنه وبالرغم من حجم المبلغ المنصرف للترميمات إلا أننا وجدناه مغلقاً وبحالة يرثى لها؛ أثاثاته قديمة متهالكة، وجدرانه كثيرة التشققات، وأجهزته الطبية البسيطة قد انتهى عمرها الافتراضي. وأوصت اللجنة بتوفير الميزانية التشغيلية اللازمة للقطاع الصحي بالمحافظة، ومعالجة أوضاع الكادر الطبي العامل، وبناء معهد صحي بالمحافظة، وتخصيص قطعة أرض حكومية، واعتماد مشروع بناء مستشفى عام يحتوي على كل التخصصات الطبية، والإسراع في بناء مكتب مستقل للشؤون الصحية بالمحافظة، ودعوة وزير الخدمة المدنية والصحة العامة إلى مجلس النواب لمناقشة وضع المحافظة إدارياً وصحياً بحضور محافظ المحافظة والمعنيين فيها، وحث رؤساء اللجان بمجلس النواب لترتيب زيارات ميدانية دورية لتفقد المحافظة، وتكليف الوزراء وخاصة المعنيين بالخدمات الصحية والتربية والكهرباء والثقافة بزيارة المحافظة وتفقد المشاريع فيها ومعالجة المشاكل الناجمة فيها أولاً بأول. وأوصت اللجنةُ بالإسراع في تفعيل قرار مجلس الوزراء والخاص بالنهوض بمحافظة الجوف واستكمال البنية التحتية وخاصة قطاع الكهرباء. وبحسب التقرير فقد اعتبر محافظ الجوف عدم زيارة المحافظة من قبل الجهات الحكومية أهم المعوقات التي تحول دون النهوض بمحافظة الجوف، إضافة إلى ما ارتسم في مخيلة الكثيرين عن مشاكلها الأمنية وكان له الأثر السلبي على الناحية الاستثمارية، حيث لا يوجد أي استثمار في المحافظة على الرغم من أنها غنية بالموارد سواء الأثرية أو الزراعية، وضعف البنية التحتية، والبطء في التنمية وخاصة في قطاعي التربية والصحة كان له الأثر السلبي في النهوض بالوضع، وأرجع البطء في قطاع الصحة إلى سوء في الإدارة، كما أن التغيير الإداري يواجه صعوبة، وضعف المتابعة من الجهات ذات العلاقة في الدولة. وأشار المحافظ إلى وجود منشآت صحية متوقفة كونها بحاجة إلى إعادة ترميم وتأهيل من حيث الكوادر والمستلزمات الطبية، ولعل الانقطاع المتكرر للكهرباء كان له الأثر السلبي على الخدمة الصحية خاصة في أوقات الذروة في النهار والليل مع وجود مناخ حار نسبياً.