الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجوف.. محافظة منسية تعاني الحرمان من التنمية
نشر في براقش نت يوم 21 - 06 - 2009

عمره دون العاشرة، لكنه لا يعرف طريق المدرسة، ويعرف جيدا كيف يحمل سلاح الكلاشينكوف.
ورغم مرارة الحياة، فإن براءة الطفولة مازالت ترتسم على ملامح "محمد" وهو يعود من السوق إلى منزله مارا وسط طريق ترابي.
ليس الأطفال وحدهم في الجوف يتفاخرون بزينة السلاح، فزائر هذه المحافظة النائية يفاجأ بنساء تغطيهن أحزمة الرصاص.
مسؤولو هذه المحافظة يرون أنه بعد 47 عاما من قيام الثورة ليست الجوف سوى مبنى المحافظة، فهي "سلة هموم، متأخرة عن اليمن أكثر من عشرين عاما"؛ إنها "صورة مأساوية للإهمال".

مدينة الأشباح
زائر الجوف لا يعرف أن مركز هذه المحافظة يخلو من أدنى الخدمات الضرورية، فمدينة الحزم فيها شارع يتيم معبد، ولا توجد إنارة ولا فنادق ولا عمارات ولا أسواق...
"لوكندة معين" هي الوحيدة التي يتزاحم عليها العمال القادمون من محافظات أخرى، ويملكها شخص من محافظة إب. يقول أحد العاملين القادمين من تعز: "هذه اللوكندة تزدحم جدا في المساء، وأغلب من ينامون فيها هم العمال من المحافظات الأخرى".
مطعمان فقط في المدينة، وأربعة صالونات حلاقة، ومثلها مراكز اتصالات. وإذا صادف أن تأخرت عن ال12 ظهرا فلن تجد سوى عصير وبسكويت تشتريها من بوفيه ودكان الحرازي، الذي يقع في إطار المجمع الحكومي.
زائر الجوف يستخدم الدراجة النارية للتواصل الداخلي، فليس هناك وسائل نقل عامة، والشوارع كلها ترابية، عدا الشارع الرئيسي. وإذا فكرت بالتواصل مع أسرتك عبر الانترنت فليس هناك أي مقهى للخدمة الالكترونية الحديثة.
تشتهر المدينة بسوقين، إحداهما للقات، والأخرى للخضروات. والكل هنا يحمل السلاح، حتى النساء، اللواتي قد يتزوجن في العاشرة من العمر، يحملن السلاح ويقدن سيارات "الشاص" القديمة.
تمارس النساء هناك رعي الأغنام من فوق ظهور الحمير، لكنهن أكثر طموحا في التعليم من الرجال. تقول إحدى التربويات: "بنت الجوف بمجرد أن تصل التاسع الأساسي، 15 عاما، تحمل البندقية خوفا من الثارات".
يتخرج من الثانوية في هذه المحافظة سنويا ثلاثة آلاف طالب، معظمهم من خارج المحافظة، ومن ينتمي منهم إلى المحافظة يقول المهتمون إنهم في عداد الأميين، لأنهم لا يذهبون للمدارس. كما أن مدرسي المواد العلمية معظمهم من خارج المحافظة ولا يحضرون – حسب أحد المدرسين.
يتناقل الناس هنا حوادث كثيرة عن مدارس الجوف، فأحدهم يقول: "ذات مرة وفي مواجهة قبلية بين المصلوب والمتون سقطت قذيفة مدفع هاون على مدرسة خولة في المتون"، وآخر يقول: "قتل أحد الطلبة وأستاذه السوداني وهما عند باب مركز امتحاني بسبب الثار".

الجوف تأريخ وحضارة
تقع محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء، وتبعد عنها حوالي 170 كم. هي ذات تضاريس سهلية ومناخ صحراوي، حيث تتداخل مع صحراء الربع الخالي. تمتلك تأريخا حضاريا، فهي موطن مملكه معين القديمة، وفيها مدن أثرية مثل: قرناو، الخربة البيضاء، الخربة السوداء، وبراقش.
تبلغ مساحة الجوف حوالي 39.495 كيلومترا مربعا، ووفقاً لنتائج التعداد العام في 2004 فإن عدد سكانها يصل إلى 443.797 يتوزعون في 12 مديرية.
يلخص الوكيل الأول للمحافظة، منصور بن عبدان، الأوضاع في هذه المحافظة النائية، بالقول: "المحافظة تأخرت عن اليمن عشرين عاما، ولم تحظَ باهتمام الدولة إلا في عهد الرئيس علي عبد الله صالح الذي كان أول من وضع حجر أساس مشروع تنموي فيها؛ ويعود ذلك إلى أن الجوف تتنافس عليها الجبهة الوطنية من جهة والجيران من جهة والإمامة من جهة، وكل جهة تضع أجندتها".

تقطعات وثارات قبلية
لا أحد ينسى معركة طاحنة دارت بين قبيلتين في صحراء الجوف عام 2004، فقد استمرت المواجهات بين قبلية "آل صيدة" و"المرازيق" ساعات وأدت إلى مقتل أكثر من 15 وجرح أربعين.
هذه المحافظة تكثر فيها الثارات والتقطعات القبلية، ففي المديريات القريبة من مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، والتي تمر من مناطقهم الطرق الرئيسية، يعتقد السكان هناك أن موقعهم يمثل مصدر قوة من خلال التحكم في الطرقات بالتقطعات القبلية.
في إحدى عمليات التقطع لقبائل من همدان، والتي صادفت ليلة انعقاد المؤتمر الفرعي الموسع للمجلس المحلي بالمحافظة، لم تفلح الجهود في إنهائها إلا بعد 24 ساعة.
في هذه العملية نصب عشرات المسلحين الحاملين لأسلحة خفيفة وثقيلة خيمة جوار الطريق، ووضعوا برميلا منتصفه، ولم يرفعوا التقطع حتى لبت وزارة الداخلية مطالبهم.
وقد حالت الثارات القبلية دون مشاركة محلي مديرية الخلق في المؤتمر الخامس للسلطة المحلية. ومحافظة الجوف الوحيدة التي لم تنتخب محافظا، والتركيبة الاجتماعية القبلية حالت حتى دون انتخاب أمين عام للمجلس المحلي.
قبيل الانتخابات المحلية الأخيرة قتل أمين عام المجلس المحلي، عبد الوهاب الشريف، الذي وصل المنصب بتوافق قبلي وليس ديمقراطيا، ومنذ ذلك الوقت لا يوجد أمين عام، وقد تعاقب منذ انتخابات المحافظين في 2008 ثلاثة محافظين.
يؤكد هنا علي بن صالح شطيف، عضو برلماني سابق، أن القبائل تلجأ للمشايخ لحل قضاياهم، خاصة المستعصية التي فيها دماء ويعجز القضاء عن حلها.
ويؤكد أن القضاء وإن كان حل كثيرا من القضايا لكنه يعجز عن التنفيذ "فتظل القضايا مفتوحة".
تستغرب أن تجد في الجوف أشخاصا عاديين يمتلكون أرقاما عسكرية برواتب لا تتعدى ألف ريال، والبعض منهم محسوب على حرس الحدود برواتب تصل إلى 7 آلاف ريال فقط.
العقيد عبد الله الفجغمي، نائب مدير أمن الجوف، يقول إنه يعرف هذه المحافظة منذ الثمانينيات، ويتذكر جيدا كيف كان رجال الأمن يجوبون المحافظة دون أية محاذير، لكنه يقول: "الأمر تغير اليوم تماما".

إهمال وتطور
تعد مديرية "خب والشعف" أكثر مديريات المحافظة حرمانا من الخدمات الأساسية، فيما تعد مديرية "برط العنان" الأكثر تطورا.
رغم أن مديرية "خب والشعف" أكبر المديريات من حيث المساحة والسكان، إلا أن الإحصائيات تظهر أن عدد الطلبة الملتحقين بالصفوف الثانوية في هذه المديرية أقل من ألف طالب، وفي الصفوف الأساسية يقارب 8 آلاف طالب.
ورغم أن عدد الفصول ارتفع إلى 258 فصلا بعد أن كان عددها 109 فصلا فقط في 2003، إلا أنه لا يوجد ارتفاع في أعداد الطلاب يوازي ارتفاع عدد الفصول.
يرجع الكثيرون عزوف أبناء هذه المديرية عن التعليم إلى ارتفاع معدلات الفقر، ما يجعل كثيرا من الشباب يفضلون العمل في المناطق السعودية التي تجاورهم عن الدراسة.
وحسب الأهالي فإن المملكة العربية السعودية تمنح القبائل المجاورة معونات عبر برنامج خاص يسمونه في الجوف "الفكة" ويحصل الشخص فيه على كرت يتم منح مالكه مساعدات وتسهيلات.
تحتوي مديرية "خب والشعف" على أغلب المواقع الأثرية والسياحية في المحافظة، وتوجد بها مقومات السياحة الصحراوية، وفيها مواقع أثرية، مثل "جبل الخصي" الذي يوجد عليه اسم الرسول الكريم ومدن مطمورة وقرية الأسود العنسي وعشرات الكهوف والنقوش؛ لكن الحكومة لم تنفذ هنا أي برنامج سياحي، بسبب الأوضاع المتوترة وغير المستقرة بين القبائل.
وحسب المحافظ حسين حازب فإن هذه المديرية ليس فيها مجلس محلي منذ انتخابات 2006؛ "نظرا للخلافات القبلية".
أما مديرية "برط العنان" فقد استفادت كثيرا حين كانت تابعة لمحافظة صنعاء إداريا، وتتميز بأن الطريق الذي وصفه محافظ الجوف بأنه "رئة المحافظة" يمر بها.
وتتعرض طرق المحافظة لتقطعات قبلية توقف تحديثها أو تعبيدها، كما هو الحال في طريق "الحزم – رجوزة"، التي قال حازب إنه إلى جانب "تلكؤ الشركة المنفذة، هناك متقطعون".
ويضيف: "إذا كان لأحد طلب من الشركة المقاولة فليأتِ إلينا بدلا من عرقلة المشروع وسنتعاون معه".
في مديرية "برط العنان" سوق تجارية يحكمها قانون قديم، وهو ما أسهم في تطور هذه المديرية عن مثيلاتها، فهي "أكثر المديريات استيعابا لنظام السلطة المحلية، وتعادل إيرادات مجلسها المحلي إيرادات بقية مديريات المحافظة"، كما قال عنها مديرها أحمد العنسي.
لا يعد غياب الدولة في برط مشكلة كباقي مديرياتها، ففي هذه المديرية مجمع حكومي ومجمع تربوي وإدارة أمن ومكاتب للتربية والصحة والضمان الاجتماعي والأشغال والمواصلات؛ لكن المشكلة هي الإقبال المتدني على التعليم.

الكهرباء ل4 بالمائة فقط
بحسب تقارير المحافظة فإن مشاريع البنية التحتية في الجوف خلال الفترة 2003 - 2008 لم تصل تكلفة تنفيذها إلى مليارين ونصف، شاملة الطرق وتحسين المدن والاتصالات والكهرباء والمياه والصرف الصحي. والكهرباء في الجوف لا تغطي 4 بالمائة من نسبة السكان، وجملة ما أنفقته الحكومة في الخمس السنوات الأخيرة على هذه الخدمة نصف مليون ريال.
يقول أهالي الحزم إن المولد الكهربائي متهالك ويتعطل باستمرار وانطفاء الكهرباء متكرر.
مدير عام الكهرباء بالجوف، علي مقري، يقول: "أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الجوف والمشايخ لا يتعاونون معنا في متابعة المؤسسة العامة للكهرباء من أجل توسيع الشبكة".
ويؤكد أن الطاقة الكهربائية زادت من 255 كيلووات إلى 3 ميجا ونصف، أي 3500 كيلووات، لكنه يشير إلى انعدام الصيانة، الذي جعل الطاقة الفعلية 600 كيلووات فلا تغطي بشكل أساسي سوى عاصمة المحافظة.

تعليم الأمية
في دراسة أعدتها جمعية السلام والتنمية في الجوف حوالي 49 بالمائة ممن هم في سن التعليم لا يلتحقون بالمدارس و51 بالمائة يلتحقون، وهم في سن التعليم بمدارس تنقصها الكتب والمدرسين والمباني.
فرغم أن عدد الملتحقين بمدارس المحافظة 33893، فإن الملتحقين بالثانوية فقط 5995 طالبا، تمثل الفتيات نسبة ضئيلة جدا، كون العادات والتقاليد لا تسمح بالاختلاط، فتترك كثيرا من الطالبات مقاعد الدراسة بعد الوصول إلى الصف السادس الأساسي، رغم أن هذه المحافظة تسجل ارتفاعا في معدل الراغبات في الدراسة.
كما أن مسؤولا في التربية يؤكد هنا أن المحافظة "تستقبل سنويا ما يقارب ألف طالب ثانوي من محافظات أخرى، وحصل الكثير منهم على معدلات مرتفعة، وفي أكثر من عام كانت كل المنح الدراسية لطلبة من خارج المحافظة".
ويشكو محافظ المحافظة من قضايا إدارية، يقول: "لقد واجهنا مجلس النواب من أجل إيقاف نقل 186 مدرسا من الجوف، وهناك توجيهات بألا ينقل أحد إلا بدرجة بدل، فلسنا وعاء في الجوف. إن آلية نقل الموظفين غير منفذة هنا، ومدراء التربية في المديريات يعملون على إخلاء طرف الموظفين والاستغناء عن المدرسين ويحملون قيادة المحافظة. المدرسون المنقطعون بالمئات. مشكلتنا إدارية، فمعظم الإجراءات الإدارية خاطئة والمسؤولون لم يستوعبوا القوانين واللوائح، وهناك مدراء عموم يرفضون منح صلاحيات للآخرين".
ويشير إلى أن هناك "سوء استخدام للموجود من الإمكانيات". ويضرب بعض الأمثلة مثل: "يتم بناء مركز صحي في مكان لا يخدم أحدا أو يتم بناء مدرسة من أجل توظيف من حولها فقط".

لا حديث عن الصحة
حين أصيب رجل بصاعقة رعدية تم استدعاء سيارة إسعاف من محافظة مأرب. وبحسب معايير منظمة الصحة العالمية، فإن الجوف بحاجة إلى 48 طبيبا – حسب ما يقول مسؤولوها، لكن لا يوجد فيها سوى أربعة أطباء، ومن المقلق أن محافظة كاملة لا تملك سيارة إسعاف.
يقول الدكتور حسين الغانمي، مدير مكتب الصحة في المحافظة: "الجوف الأسوأ صحياَ بين محافظات الجمهورية، وأكثر من نصف مليون في أمس الحاجة للخدمات الصحية. وحتى المرافق المهيأة للعمل أغلبها إما مغلق وإما مفتوح شكليا وخدماته متدنية".
ويؤكد أن الأشد خطورة من ذلك "افتقار الجوف إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية، مما يجعل الأوبئة أكثر فتكا حال تفشيها".
ويقول الغانمي الذي عين مؤخرا: "السلطة المحلية بالمديريات لم تقم بدورها في تفعيل الأنشطة الصحية والرقابة على الكادر الصحي وسير العمل كما لم تتقيد قيادات الوحدات الإدارية بالتعاميم الصادرة من المكتب بعدم صرف النفقات التشغيلية للمكاتب إلا بعد الضبط والمراقبة".
ويضيف: "ميزانية الصحة غير كافية ووسائل المواصلات غير متوفرة، والهيئة الإدارية بالمحافظة لم تجتمع لإقرار الخطة التفصيلية".
وبخصوص مستشفى الحزم في مركز المحافظة يقول: "ما فاقم المشكلة هو قلة الكادر الصحي الموجود وغير مؤهل للعمل نتيجة توظيف مخرجات غير صحيحة، وهناك أجهزة صحية ومعدات لا يفقه فيها أحد في الجوف".
ويطالب مدير مكتب صحة الجوف وزارة الصحة "بتوفير الكادر المتخصص لتشغيل المرافق الصحية والاستفادة من المعدات الطبية قبل انتهاء عمرها الافتراضي".
وبخصوص استقدام كادر من خارج المحافظة يقول: "هنا تنعدم الخدمات الضرورية لأي موظف من خارج المحافظة وهو ما يحول دون القيام بعمله".
المحافظ من جهته يقول: "مئات الموظفين في الصحة بالجوف لا يحملون مؤهلات وقد تحولت الوظائف في الصحة وغيرها إلى ضمان اجتماعي، وهناك عشرون مرفقا صحيا مغلقا بسبب المشاكل بين القبائل أو بسبب تحيز ومجاملة البعض لأصحابه وأقاربه".

محافظة طاردة
يقبل الكثير من محافظات الجمهورية على التوظيف في محافظة الجوف، لكن انعدام الخدمات الأساسية تجعلهم لا يستمرون، ففي الجوف لا توجد فنادق ولا شقق ولا مطاعم، ومن يُوظفون بدرجات المحافظة ينقلون بعد سنة من التوظيف أو في نفس العام إلى محافظات أخرى، وهنا دخلت لعبة توزيع وبيع الوظائف بين المسؤولين والوجهاء والمشايخ دون أية اعتبار للمؤهلات واحتياجات المحافظة.
ويؤكد المحافظ أن هناك 7 آلاف موظف محسوب على المحافظة، ثلثاهم من خارجها.
يقول أحد موظفي فرع البنك المركزي اليمني: "هناك صعوبة أحيانا حتى في الحصول على شربة ماء ولا نجد ما نأكل، ولذا نأخذ معنا أكلا لأسبوع".
ويشير إلى أن الجهة التي تريد معاقبة أي موظف تنقله من المركز في صنعاء إلى الجوف.
وتشير تقارير الانضباط الوظيفي خلال السنوات الماضية في الجوف إلى أنها الأقل بين المحافظات.
مدير عام الخدمة المدنية والتأمينات في الجوف، ربيع الغانمي، يقول: "هناك تحسن في أداء المكتب ولم يعد هناك بيع للدرجات الوظيفية، خاصة وأن المجلس المحلى أسهم بدور فعال في ضبط العملية من خلال التدقيق في بيانات المتقدمين ووثائقهم، وقراره في 2008 فيما يخص التوظيف قضى بأن تكون المفاضلة بين أبناء الجوف فقط"، مؤكدا أن عدد الذين تم توظيفهم العام الماضي كانوا 60 شخصا كلهم من أبناء المحافظة عدى 5 بالمائة من خارجها ولديهم تخصصات علمية لا تتوفر في أبناء المحافظة.

من سلة غذاء إلى سلة هموم
تؤكد دارسة لبعثة هولندية أنه إذا تم زراعة محافظة الجوف فإن إنتاجها يكفي 40 مليون نسمة، وهو ما اعتبره وكيل المحافظة منصور بن عبدان واقعيا.
ويرى أن المحافظة "تحتاج إلى إعادة نظر"، مؤكدا أن الفقر والبطالة اكبر خطر يتهدد أبناءها.
ويقول: "لو أنجزت المشاريع الإستراتيجية فإنها ستوفر فرص عمل ستساعد على امتصاص البطالة وستخفف من الفقر، والجوف غنية بثرواتها الطبيعية والزراعية وفيها الاحتياطي الثاني بين محافظات الجمهورية في المياه الجوفية".
ويشير إلى أن هناك أكثر من 43 مدينة أثرية وهو مقوم سياحي ضخم، والغاز والنفط والمعادن والرخام في باطن أرضها.
وأبدى تفاؤله بتعاون الحكومة في استيعاب التوصيات والخطط التي ترفع من المحافظة.
رئيس مجلس النواب، يحيى الراعي، يقول: "أبناء الجوف غير مدركين لقيمة الأرض الزراعية التي بين أيديهم وسيجدون فرص عمل كبيرة إذا زرعوها، فإنتاج المحافظة من القمح في 2007 لا يزيد عن 6 آلاف كيس، وكان الإنتاج العام الماضي في حدود 53 ألف كيس، وهناك توجيهات من رئيس الجمهورية للحكومة بشراء القمح من مزارعي الجوف، ولو زرعت الجوف ستكفي اليمن، فهي ستكون سلة غذاء لليمن".
ويرى الكثيرون أن غياب التنمية في محافظة الجوف سبب رئيس لواقع التخلف الذي تعيشه.
مدير فرع البنك الزراعي بالجوف، درهم عاطف، يقول: "عدم توفر الأمن والاستقرار في المحافظة وتدخلات السلطة المحلية تعوق نشاط البنك".
ويضيف: "الودائع في البنك بلغت 116 مليونا وخلال فترة وجيزة صرف البنك قيمة الحبوب للمواطنين بمبلغ 423 مليون ريال وقدم 216 مليون ريال قروضا زراعية من مضخات ومعدات".
ويقول: "البنك قدم أكثر من 160 مضخة و76 حراثة و4 حصادات عملاقة لكبار المزارعين، والقروض التي قدمها البنك لكافة القطاعات بالمحافظة بلغت 892 مليون ريال".
عضو محلي مديرية الخلق، هادي جريم، من جهته يطالب المؤسسة الاقتصادية بفتح المزيد من الفروع في المديريات بالجوف، ويقول: "العام الماضي شهد ازدحاما كبيرا، الثارات والمشاكل حالت دون وصول البعض إلى مركز المحافظة، ونهضة الجوف هي في الزراعة".

فجوة بين الموارد والإمكانات
يصف منسق السلطة المحلية للمؤتمر العام الموسع بالجوف، يحيى الكينعي، هذه المحافظة بأنها "سلة من الهموم والتحديات التي تحتم على الحكومة العمل على تسريع التنمية فيها".
ويرجع الكينعي تردي الأوضاع التنموية في الجوف إلى عدة عوامل، منها: "التركيبة القبلية المعقدة التي انعكست سلبا على العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي".
ويضيف: "الجوف تختلف كليا عن بقية المحافظات من حيث عدم اكتمال منظومة البناء التنظيمي والهيكلي على مستوى المحافظة ناهيك عن المديريات، إذ إن بعض المجالس المحلية خارج إطار اكتمال المنظومة الانتخابية، مما أعاق استمرارية العمل الخدمي فيها".
ويؤكد أن الجانب البنيوي الناظم لإيقاعات الأداء التنموي لا يزال دون المستوى، إذ إن "قطاع الخدمات الأساسية ومشاريع البنى التحتية وجهود الإصلاح المالي والإداري عقبة في سبيل التطور والنماء في المحافظة".
ويشير إلى وجود فجوة بين الموارد والإمكانيات ، ويقول: "الموارد المركزية غالبا ما تعتريها نوازع الرغبات في إبقاء مراكز القرار بعيدا عن التأثير والمشاركة فهناك رغبة غير مدركة في إبقاء الأوضاع كما هي عليه من الجمود ويتحمل أبناء الجوف الجزء الأكبر من المسؤولية".
ويرى الكينعي أن تشغيل المرافق الخدمية سيعمل على رفدها بالمخرجات، وهو ما يجعل الجوف – حد تعبيره "تبحر نحو التنمية".
ويؤكد أن الجوف "بحاجة إلى إرادة مجتمعة جامعة ترسي الاستقرار والسلم على مستوى المحافظة بالتزامن مع تعزيز مقومات التنمية بالروافد المادية من المستويات المركزية المختلفة، على ألا يكون هناك تهميش لدور السلطة المحلية".

أبناء الجوف وغياب التنمية
وكيل المحافظة، نايف الاعوج، يرى أن المشكلة في الجوف تنموية. ويضيف: "الوعي متدنٍّ لدى أبناء الجوف بسبب الوضع الاجتماعي والتركيبة القبلية والانعكاسات الحزبية".
ويشير إلى أن المحافظة ضحية لتشويه الإعلام. ويقول: "بعض المشاكل في المحافظة يتطلب حلها من جهات عليا وليس من المحافظة، والمعالجات العليا تحتاج إلى المزيد من الوقت، وإذا ما تأخرت فإن المشاكل تتعقد وتتسع والحاضر في الجوف يرى ما لا يراه الغائب".
وكيل المحافظة، خالد بن هضبان، يقول: "الجوف حرمت من خيرات الثورة، لكن أملنا حين يتم استخراج النفط والمعادن كما هي مأرب".
عضو المجلس المحلي في المحافظة، محمد المعالم، يقول: "محافظة الجوف تأخرت عن بقية المحافظات 47 سنة". ويؤكد أن المحافظة تريد "إرادة سياسية قوية للدفع بالتنمية".
أما عضو المجلس المحلي بالمحافظة، احمد مرعي، فيقول: "نظرة القيادة السياسية لأبناء الجوف ليست كنظرتها لغيرهم، مما جعل الحكومة تتعامل مع الجوف وكأنها مديرية في الأمانة أو تعز".
ويقول العقيد منصور محمد ابواصبع: "عدم وجود كوادر إدارية مؤهلة أكبر المشاكل. كما أن الجوف بحاجة إلى التفاتة من الدولة لدعمها كمحافظة بدائية وما دامت بدائية فإن الواجب مدها بمقومات وبنى تحتية من طرق ومستشفيات ومدارس وكهرباء واتصالات تهيئ لبيئة استثمارية وتتحول إلى مدنية".
ويرى أن انتشال وضع الجوف "لن يكون إلا بتوجه خاص من القيادة السياسية. وهنا أطالب الرئيس بأن ينظر للجوف كما ينظر لغيرها من المحافظات، وأن يوجه بدعم المحافظة بالمشاريع الإستراتيجية التي هي من اختصاص الدولة المركزية مثل الطرقات والمستشفيات والكهرباء".
المواطن محمد عبده ابواصبع يرى أن عدم وجود الأمن والاستقرار في المحافظة تسبب في تأخر التنمية.
ويقول: "الفارق بين مأرب والجوف هو أن مأرب تطورت بوجود المنشآت النفطية والتي لاقت اهتمام كل الحكومات المتعاقبة".
ويضيف: "بنية الجوف متعثرة وتعاقب أكثر من محافظ على المحافظة وعدم وجود الكوادر المؤهلة في المجالس المحلية أبرز أسباب التعثر، و90 بالمائة من أعضاء المجلس المحلي ومسؤولي المكاتب التنفيذية غير مؤهلين، ولذا فإن الجوف مشكلتها إدارية وأمنية". ويشير إلى خريجي تربية موظفين في الصحة، ويقول: "هذا خلط إداري".
مدير مديرية برط، تحدث عن مشكلة تأخر صرف المرتبات في الجوف بسبب تأخر المصرحات المالية في السابق خاصة في التربية.
ويرى أن تقليص السقف المالي للمديريات إلى 15 مليونا والسقف المالي للمحافظات إلى 150 مليونا يتعارض مع توجهات الرئيس نحو الحكم المحلي واسع الصلاحيات. ويقول: "السقف المالي للمديرية يمكن أن يستنفد في ثلاثة فصول مدرسية، فأي صلاحيات يتحدثون عنها؟!".
رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك في الجوف، عبد الحميد عامر، يطالب هنا بزيادة الاعتمادات المخصصة للمحافظة.
ويقول: "اعتمادات المحافظة ما بين 200 إلى 300 مليون ريال سنويا، وهي لا تغطي حتى الالتزامات للمقاولين، ولذلك فإن كثيرا من المشاريع متعثرة في الجوف وبعضها لم ينفذ من عهد أول مجلس محلي بالمحافظة".
ويعتبر قلة الاعتمادات والجهل المطبق على الجوف وسوء مخرجات التعليم والإهمال الرسمي للمحافظة والفساد المالي والإداري أسباب أدت إلى تأخر التنمية في الجوف.
وعن الثارات والتقطعات يقول: "هي نتاج للجهل وهناك استغلال من أصحاب المصالح لها". ويضيف: "مازالت مشكلة همدان والشولان تتجدد والضحايا بالعشرات، وقد تكون أكبر قضايا الثار تعقيدا في الجوف".
ويقول: "رغم التحاق الطلبة بالمدارس إلا أن خريج الثانوية في الجوف كالأمي، يحصل البعض على الشهادات الثانوية والجامعية أحيانا بلا دراسة".
ويؤكد أنه في مديرية الزاهر كل المدارس والمكاتب الخدمية مغلقة "بسبب الاختلالات الأمنية".
أما رئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي في الجوف وعضو المجس المحلي بالمحافظة، علي العجي، فيقول: "الجهل والتعليم المتدني والفقر وعدم وجود مشاريع التنموية في الجوف أسباب تؤدي إلى انحراف الشباب وكذا انحراف بعض المشايخ مع الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة أو مع الحوثيين".
ومن هنا يؤكد مدير أمن محافظة الجوف، العميد عبد ربه الحليسي، أن التنمية في الجوف تتحقق "عندما يشعر المواطن أن التنمية تعود عليه بالنفع الخاص والعام، وعندما يشعر بمسؤوليته في تثبيت الأمن والاستقرار، فلا تنمية ولا استثمار بدون أمن".
ويطالب الحليسي بدفعة قوية من قبل الدولة المركزية من أجل استكمال البنية التحتية "كي تلحق بالمحافظات الأخرى".

إذا غابت الدولة حضرت القبيلة
الدكتور محمد الظاهري، أستاذ العلوم السياسية، من جهته يطالب بتواجد الدولة بوظائفها التنموية في الجوف وكل المناطق المحرومة. ويقول: "المواطنة تتعزز لدى المواطن عندما يجد خيرات الدولة ويجب أن تتوزع خيرات الدولة على كل أقاليم الدولة".
ويضيف: "تأخر تنمية بعض المحافظات ومنها الجوف من اكبر المخاطر الحقيقية التي تواجه الدولة كبناء سياسي واقتصادي".
ويؤكد أن الدولة حين تغيب "تحضر مؤسسات ما قبل الدولة، ممثلة في الكيان القبلي". ويقول: "المحافظات التي هي محل انكشاف نحو الخارج مسألة في غاية الخطورة، لأنها محط انتشار وانطلاق للجماعات والعصابات، إذ يجب أن تتجه الدولة نحوها لتسريع عملية التنمية ولتفادي الانتكاسات في المستقبل".
ويضيف الظاهري: "إحدى المديريات أصبحت ملاذا آمنا لعصابات سرق السيارات وقطاع الطرق، وبين الحين والآخر قبائل هذه المديرية تضغط على الدولة بولائها".
ويشير إلى مؤسسة خارجية معنية بدعم العمل الديمقراطي، يقول: "تربطها علاقات بمشايخ من الجوف تسعى من خلال ذلك إلى التغلغل بين أوساط القبائل خلال السنوات الماضية من اجل حل قضايا الثارات والضغط على السلطات بالعمل على التدخل بين القبائل، وهو ما تفسره الدولة أنه اختراق".
المصدر: السياسية الصادرة عن وكالة سبأ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.