سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش ينسحب من مواقعه بسب إخفاق وحدات الجيش في تنفيذ خططها قيادات حوثيه تدعو إلى إيقاف الحرب فوراً، والجلوس إلى طاولة الحوار عبر وساطة مقبولة للطرفين تعزيزاً للثقة وتقريباً لوجهات النظر
شرعت قوات الجيش التي كانت ترابط في معظم مناطق بني معاذ بتنفيذ عملية انسحاب من تلك المناطق في ساعة مبكرة من صباح يوم أ مس. ونقلت صحيفة الأيام أن عملية الانسحاب تلك جاءت بعد إخفاق بعض وحدات تلك القوات في تنفيذ خطتها التي هدفت من خلالها إلى تصفية تلك المناطق من عناصر الحوثي الذين لا يزالون منتشرين هناك ويقومون بشن هجمات على قوات الجيش من حين إلى آخر كل يوم مما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا من صفوف أفراد الجيش وتدمير آلياته العسكرية .. ومن المتوقع بحسب التكتيك العسكري أن يعقب انسحاب قوات الجيش من تلك المناطق هجمات عنيفة ستشنها تلك القوات على عناصر الحوثي هناك. وعند نحو الساعة الحادية عشرة قبل ظهر يوم أمس شن عناصر الحوثي هجوما بقذائف البازوكا على أحد مواقع الجيش في جبل السنارة الواقع شرق مدينة صعدة، لكن تلك القذائف سقطت على مسافة بعيدة من الموقع. وشنت طائرتان مقاتلتان نفاثتان غارة عنيفة صباح يوم أمس على عدد من مواقع عناصر الحوثي في جبال مديرية حيدان، كما حلقت مقاتلة نفاثة أخرى فوق سماء مدينة صعدة والمناطق المجاورة لها في وقت من قبل ظهر أمس الأربعاء. وفي ليلة أمس الأول هاجم عناصر الحوثي موقعا للجيش في منطقة آل الصيفي بمديرية سحار واستولوا على سلاح رشاش. ومن ناحية أخرى لقي أحد جنود الجيش مصرعه ليلة أمس الأول في ظروف غامضة بينما كان يقوم بالحراسة في بوابة أحد المعسكرات بمنطقة آل الصيفي. وأفاد «الأيام» مصدر عسكري بأن زملاء ذلك الجندي قد أعلنوا اعتصامهم داخل ذلك المعسكر مطالبين بالكشف عن القاتل بعد تأكدهم أن الرصاصة التي قتلت زميلهم قد انطلقت من داخل المعسكر، وقالوا إن زميلهم ذلك كانت له مشاكل سابقة مع شخص آخر في المعسكر كما قام عدد من قادة الجيش يوم أمس بإجراء مشاورات فيما بينهم في ذلك المعسكر لتدارس تلك الواقعة. أما معظم مناطق مديرية الصفراء الواقعة شرق مدينة صعدة فقد سادها الهدوء ليلة أمس الأول بعد المواجهات والهجمات المتبادلة التي دارت فيها طوال أيام الأسبوع. وفي مدينة ضحيان تواصلت يوم أمس المواجهات بين جنود الجيش المرابطين على أطراف المدينة وعناصر الحوثي، وأفاد مصدر «الأيام» بأن أكثر من عشرة ما بين قتيل وجريح قد سقطوا من صفوف الجانبين خلال تلك المواجهات. وفي سياق منفصل كشف زعيم التمرد يحيى بدر الدين الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي الذي يقود مواجهات مسلحة مع الجيش في محافظة صعدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر عن مبادرة جديدة لحل الأزمة بين الجيش وأتباع شقيقه في أكثر من منطقة في صعدة، إلا أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن رفضها. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب طارق الهاشمي ل صحيفة ا"الوطن" السعودية إن مبادرة الحوثي تستهدف على ما يبدو إيجاد بعد دولي لممارسات أنصاره في صعدة ضد الدولة. وقال الحوثي في مبادرته الجديدة إنه يدعو الرئيس علي عبدالله صالح إلى "إيقاف الحرب فوراً، والجلوس إلى طاولة الحوار عبر وساطة مقبولة للطرفين تعزيزاً للثقة وتقريباً لوجهات النظر والبحث في الحلول الجذرية للمشكلة وإعادة الجيش إلى مواقعه قبل الحرب الأولى وذلك حقناً لدماء اليمنيين واعتباراً لما تمر به اليمن من تردٍ اقتصادي". وتأتي هذه الدعوة امتداداً لدعوات سابقة وجهها الحوثي إلى الرئيس علي عبدالله صالح كان آخرها عن طريق الرئيس الليبي معمر القذافي. وسبق للبرلمان اليمني أن رفع الشهر الماضي الحصانة عن يحيى الحوثي كعضو في البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس صالح، وطلبت الحكومة من الإنتربول تسليمها إياه. وفي وقت بدأت تطغى تطورات الأحداث الدامية في صعدة على حديث الشارع اليمني الذي بدأ يظهر قلقاً من استمرار الحرب مع الحوثيين من دون ظهور بوادر على حسمها سريعاً تحرص القيادات الرسمية في الدولة على التأكيد أن الحرب لا تأخذ بعداً طائفياً. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الحاكم، رئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال أن "الأحداث الدائرة في صعدة لا تمثل بأي حال من الأحوال صراعا مذهبيا أو طائفيا مهما حاولت بعض الأوساط أن تصوره أو الإيحاء به".