أوضح حسن تشاليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أن "الانقلاب الذي حدث في مصر على الشرعية الديمقراطية، له دعم خارجي"، لافتا إلى أن "هناك بعض الدول الغربية لم تستوعب حتى الآن مجئ الأخوان المسلمين إلى السلطة، ولم يكن لديها رغبة في الاستيعاب". ونقلت وكالة "الأناضول" عن تشاليك حول تقييمه للأحداث الأخيرة في مصر، أن الانقلاب على سلطة منتخبة من قبل الشعب، تم فعليا بإعلان اليوم، بعد انتهاء مهلة ال48 ساعة التي أمهلها الجيش للأطراف السياسية في مصر. وتابع قائلا "إن الأطراف التي لم تستسيغ وصول الاخوان المسلمين إلى السلطة – في إشارة إلى الدول الغربية-، بدأت قبل أن تتحرك لإزاحتهم عن سدة الحكم بتحريك الشارع المصري، ثم أمهلوهم 48 ساعة، وهاهم ينقلبون بشكل نهائي عليهم ويزيحوهم عن السلطة". وأشاد تشليك بعدم انصياع الرئيس المصري لإنذار الجيش الذي وجه له قبل يومين، وقال في ذلك "عدم انصياع مرسي لانذار الجيش أمر جدير بالاحترام" وتساءل تشاليك، الناطق الرسمي باسم الحزب التركي، عن موقف الرئيس مرسي من هذا الانقلاب، قائلا "هل سيقاوم موقف الجيش؟ وإذا قاوم هل سيؤدي ذلك إلى حرب أهلية داخلية؟"، لافتا إلى أنهم لا يعرفون حاليا إجابة عن تلك الأسئلة. وذكر أنهم ليسوا مع اندلاع صراع بين مؤيدي مرسي من جهة ومعارضيه والجيش من جهة أخرى، لأن هذا الأمر سيحول البلاد إلى حمامات دماء، لكنه أضاف في الوقت ذاته "لكن هذا لا يعني أننا نقول لهم تقبلوا هذا الانقلاب، وإنما ينبغي على الكتلة العريضة التي أتت بمرسي للسلطة، أن تحافظ على صوتها الذي صوتت به في الانتخابات، وشرعيتها" ولفت إلى أن المشهد الحاصل في مصر في الوقت الراهن يشبه إلى حد كبير ما حدث في تركيا في انقلابي 1960، و1980، مبينا أن هذا الانقلاب يعد "سمة من سمات التخلف والرجعية"، ومعربا عن أسفه لحدوث ذلك في مصر التي وصفها بالصديقة والشقيقة التي تمتلك مكانة مهمة في العالمين العربي والإسلامي. وأفاد تشليك أن وجود القوة العسكرية في الحكم لن يفيد الاقتصاد على الإطلاق، ولن يصحح مساره، وقال في هذا السياق "العسكر ليس في مقدورهم تحسين الاقتصاد، فالاقتصاد المصري كان يعتمد في المقام الأول على السياحة، والمرحلة الحالية التي تشهدها مصر وجهت ضربة ثقيلة مباشرة للسياحة وللاقتصاد وللشعب المصري بأكمله. وأضاف "قد تتقدم بعض الدول الغربية بمساعدات مادية محدودة، لكنها لن تنفع في تحسين الأداء الاقتصادي". وشدد على أن الرئيس المصري محمد مرسي فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بجدارة، بشكل أشاد الجميع بنزاهته معارضون ومؤيدون، وأردف أنه فاز بها على الرغم من أنها تمت تحت "مراقبة عقليات الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وزمرته" حسب قوله.
