تصاعد الغضب الشعبي - يوم الجمعة - تجاه الحملة الأمريكية بواسطة الطائرات بدون طيار ضد مسلحي القاعدة في اليمن، وسط معلومات تفيد بأن معظم الذين قتلوا في غارة جوية استهدفت حفل زفاف - الخميس - كانوا من المدنيين. وقال مسئولون في المستشفى بمحافظة البيضاء (الجمعة): إن عدد القتلى بلغ 17 بين عشية وضحاها. وقال مسئولون أمنيون يمنيون: إن خمسة من ضمن القتلى يشتبه في تورطهم بنشاطات تنظيم القاعدة، في حين البقية لم يكن لهم علاقة بالتشدد. وقد أصبحت هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية شيئًا مألوفاً في اليمن، حيث أثبتت الإجراءات الحكومية عدم فاعليتها ضد ما يعتبر أحد الفروع الأكثر خطورة لتنظيم القاعدة في المنطقة. ومع ذلك، فإن سقوط قتلى من المدنيين بهذا الكم الذي خلّفته ضربة الخميس قد ولد مشاعر شعبية ضد كل من الولاياتالمتحدة والحكومة المركزية الهشة باليمن. وعموماً، لا تكشف إدارة أوباما علنًا التفاصيل المتعلقة بالضربات الفردية، على الرغم من اعترافها بوجود حملة الطائرات بدون طيار.. وكانت جماعات مهتمة بحقوق الإنسان قد طالبت في الأشهر الأخيرة بمزيد من الشفافية فيما يتعلق بضربات الطائرات بدون طيار. ومن المرجح أن تؤجج هذه الحادثة المخاوف القائمة في الكونجرس وأماكن أخرى حول نية البيت الأبيض لوضع معظم نشاطات برنامج الطائرات بدون طيار تحت السيطرة العسكرية. وقالت السيناتورة ديان فاينشتاين (من الحزب الديمقراطي من كاليفورنيا) في مايو آيار: إنها تعتقد أن الجيش لم يكن دقيقاً فيما يتعلق بالضربات بطائرات بدون طيار كما كانت وكالة المخابرات المركزية. وفي اليمن، تزداد المخاطر بشكل متصاعد مع ارتفاع وتيرة العنف. حيث يشتبه أن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة يقفون وراء الهجوم على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء في 5 ديسمبر، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل 56 شخصاً، بما في ذلك بعض الأجانب. وكثير من القتلى كانوا يعملون في مستشفى داخل المجمع. وقد أظهرت لقطات فيديو حول هذا الهجوم، بثها الأسبوع الحالي التلفزيون الحكومي، أظهرت المهاجمين أثناء مطاردتهم للعاملين في المجال الطبي داخل المستشفى، من بينهم ممرضة مصابة بجروح. في مشهد تقشعر له الأبدان، اقترب مهاجم بهدوء من مجموعة من المدنيين، ثم قذف قنبلة يدوية عليهم، ومن ثم غطى الغبار والحطام الذي خلفه الانفجار على عدسة الكاميرا. وقد عانت العاصمة صنعاء من توتر شديد في أعقاب الهجوم على وزارة الدفاع، حيث نُصبت العديد من نقاط التفتيش ووضعت المنظمات الدولية في حالة تأهب قصوى. إن الهجوم بطائرة بدون طيار يوم الخميس، جنوب شرق صنعاء، كان الثاني خلال أسبوع في اليمن. وكون المنطقة بعيدة حال دون الحصول على تقارير فورية ودقيقة بشأن الحادث، ولكن بحلول يوم الجمعة، قالت مصادر أمنية: إن معظم القتلى كانوا يسافرون في موكب لضيوف حفل زفاف. وفي أعقاب ذلك، تركت السيارات المحروقة وأجزاء الأجسام متناثرة على طول الطريق. حيث أوضحت الحادثة حقيقة أن العديد من المتشددين لديهم روابط قبلية تجعلهم يشاركون في الفعاليات والمناسبات في المنطقة، مثل حفلات الأعراس.