يدور جدل في اليمن بشأن احتمال تدخل الجيش لوقف تقدم جماعة الحوثي واستمرارها في فتح جبهات حروب مع القبائل في أكثر من منطقة، وكذلك لاستعادة هيبة الدولة ونفوذها في كافة مناطق البلاد. وقد ساهمت مؤشرات معينة في الفترة الأخيرة، في ارتفاع سقف التوقعات بقيام الجيش بتحرك ما ضد الحوثيين، ومن تلك المؤشرات، وقوع اشتباكات محدودة بين وحدات من الجيش والحوثيين بعد سيطرتهم على مناطق في مديرية همدان قرب صنعاء، واتهامهم من قبل رئيس لجنة الوساطة الرئاسية المستقيل, اللواء علي الجائفي بعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار والتوسع في مناطق جديدة. وعززت اللجنة الأمنية احتمالية تدخل الجيش ضد الحوثيين وإن بشكل محدود وذلك عندما هددت باستخدام القوة العسكرية لإجبار المسلحين على مغادرة همدان وإخلاء المواقع ومنع التجوال بالطواقم العسكرية والأسلحة المتوسطة. ومع انتهاء مهلة الاثنتي عشرة ساعة التي حددتها اللجنة لم ينسحب الحوثيون إلا من بعض المواقع بينها جبل الريان ولا يزالون يتمركزون في مواقع أخرى. وفي هذا السياق قال فارس السقاف -مستشار الرئيس اليمني- إن خيار لجان الوساطات قد انتهى وحان وقت تدخل الدولة بقوة القانون وفرض هيبتها في كل المناطق. سيطرة وتمدد وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن سيطرة الحوثيين على مناطق في همدان وتمددهم فيها -وهي ليست من دائرة نفوذهم- واقترابهم من العاصمة أحدث قلقاً محلياً ودولياً واستدعى تدخل الدولة لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ومنع تكرار المواجهات مجدداً. وأكد السقاف أن عدم تعاطي الدولة بحزم قد أغرى الحوثيين في التمدد بفضل امتلاكهم لأسلحة تضاهي تلك التي يمتلكها الجيش, مشيراً إلى توجه حكومي لنزع أسلحة الحوثي والجماعات المسلحة الأخرى وفق جدول زمني مدعوم دولياً. في المقابل, استبعد الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام, تدخل الجيش في مواجهة عسكرية معهم بيد أنه اتهم ما سمّاه بجناح اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً ومستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن حاليا بمحاربتهم في الماضي والحاضر. ودعا عبد السلام -في حديث للجزيرة نت- وحدات الجيش الأخرى لعدم الدخول في مواجهة عسكرية والبقاء على حيادها وعدم الانجرار إلى سيناريو من هذا القبيل. يذكر أن الحوثيين خاضوا ست حروب ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح انتهت بسيطرتهم على محافظة صعدة التي تعتبر معقلهم الرئيسي ومركز القيادة. كارثة وفوضى أما الكاتب والمحلل السياسي علي الشريف, فقد حذر من كارثة وفوضى ستعم البلاد في حال عدم تدخل الجيش لمواجهة الحوثيين لعدم إظهارهم أي نية حسنة للجنوح للسلم أو التزامهم بالاتفاقات الموقعة معهم. واعتبر الشريف عدم قيام الجيش بذلك تخلياً منه عن واجباته الوطنية في حماية البلاد من جماعات العنف، متسائلاً عن جدوى المليارات التي تنفق عليه من خزينة الدولة إن لم يتعامل بحزم مع كل من يحمل السلاح. وأكد أن استمرار الرئيس في تدليل الحوثيين وعدم مواجهتهم خوفاً من القول إن الجيش ليس محايدا، هو أمر ينذر بكارثة وفوضى لأن الجيش يكون محايداً في الصراع السياسي السلمي وليس الصراع المسلح. واتهم الشريف الحوثيين باستخدام خطاب الثورة المضادة من أجل تضليل الرأي العام بتصويرهم الصراع وكأنه بينهم وبين اللواء علي محسن أو حزب الإصلاح بغية استجلاب دعم دولي.