أكدت الجمهورية اليمنية على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم التي طردوا منها بالقوة لإنهاء معاناتهم في الشتات وبناء الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وطالبت بسرعة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة في الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وإنهاء الاحتلال لكل الأراضي العربية. كما طالبت بالإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، مؤكدة على دعم كفاحه المشروع. وأكدت كلمة اليمن في أعمال المؤتمر البرلماني العربي الافريقي الحادي عشر المنعقد حاليا في العاصمة السورية دمشق وألقاها نائب رئيس مجلس النواب رئيس الوفد اليمني يحيي على الراعي أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد والخطورة، وقال الراعي لذلك نجدها فرصة طيبة ومن على هذا المنبر أن نجدد مواقفنا تجاه مجمل القضايا الساخنة والملتهبة في المنطقة. وعبرت كلمة اليمن عن دعمها لوحدة السودان الشقيق أرضا وأنسانا واستنكارها لمحاولات التدخلات الأجنبية الهادفة إلى تفتيت أراضيه ونهب ثرواته، ودعت إلى وحدة الصف اللبناني وحل الخلافات ووجهات النظر المتباينة عبر الحوار والتفاهم للحيلولة دون دخول لبنان الشقيق مرحلة التصادم الداخلي، مجددة موقف اليمن التضامني مع القطر السوري الشقيق تجاه كافة الضغوط الخارجية التي تمارس عليه. وناشدة الكلمة الأشقاء في الصومال احتواء الخلافات فيما بينهم مطالبة الجميع بتعزيز التعاون مع الشعب الصومالي الشقيق لتمكينه من تجاوز أزمته وإنهاء الاقتتال الداخلي والتفرغ لبناء مجتمعه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، كما دعت إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى أيجاد حل عادل لقضية الجزر الإماراتيةالمحتلة عن طريق المفاوضات الثنائية أو التحكيم. وقال الراعي في الكلمة لقد تعرضت بلادنا إلى أعمال إرهابية عديدة كان آخرها العمل الإرهابي الإجرامي الذي تعرض له فوج سياحي أسباني مطلع هذا الشهر بالقرب من أهم معلم تاريخي حضاري وسياحي بمحافظة مأرب وراح ضحيته عدد من السياح الأسبان ومواطنين يمنيين إلى جانب خسائر مادية فادحة. وأضاف نحن ندين الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ونعتبر أن مكافحة الإرهاب لا تبرر التشهير بأي دين أو ثقافة أو حضارة بأي شكل من الأشكال كما نعتبر أن أي عمل إرهابي هو سلوك غير أخلاقي وغير مقبول في أي ظرف ولا يمكن تبريره بالسعي لتحقيق أهداف دينية أو سياسية وندعو الجميع إلى التعاون الجاد لمكافحة هذه الظاهرة والقضاء على أسبابها العميقة على أساس مقاربة شاملة قوامها الحوار والتضامن والتنمية، مشيرا إلى أن الواقع الذي نعيشه اليوم مولم، يتطلب منا جميعا ان نتدارس ونتداول الأفكار والآراء الموضوعية والواقعية بكل صراحة وشفافية مطلقة لتخفيف الأعباء الكبيرة عن كاهل الشعوب من قبل الدول الشقيقة والصديقة المزدهرة اقتصاديا وتحويل الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات ورؤوس الأموال العربية والافريقية إلى منطقتنا التي هي بأمس الحاجة اليها من غيرها من المناطق البعيدة خاصة في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحولات ومتغيرات وتطورات تجعل الاستثمارات ورؤوس الأموال في غير منأي عن الخطر في أماكن وجودها حاليا خارج بلداننا، وأضاف علينا أن لا نتخلف عن طفرات النمو الاقتصادي السائد في العديد من مناطق العالم الآن فالملاحظ انه كلما حدث التقدم الاقتصادي وتحقق النمو على المستوى العالمي ازداد القلق والإحساس بانعدام الأمن الفردي والجماعي والوطني على كافة المستوىات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث أصبح هذا التقدم الاقتصادي غير متكافئ لكي يستفيد منه الناس جميعا بل أصبح يفصل ويفرق بينهم بصورة لا تتواكب مع ما حققته الإنسانية من تقدم مادي ومعنوي في هذا الزمن. وقال أن الهوة بين دول الشمال والجنوب تتسع في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية والثقافية وتزداد التحديات في معدلات البطالة والفقر والافتقار إلى البنية الأساسية للتنمية، مشيرا في ختام الكلمة إلى أن هذا الوضع الخطير يتطلب من المؤسسات المالية الدولية والإقليمية أن تعيد النظر في السياسات المالية والمساعدات والقروض تجاه البلدان النامية ومنها البلدان العربية والافريقية بدرجة أساسية بما يودي بالمحصلة النهائية إلى تحقيق حلم وتطلعات الشعوب إلى عالم خالي من الفقر وخالي من الأزمات المالية.