بدأت أعمال المؤتمر البرلماني العربي الافريقي الحادي عشر الذي تسضيفه هذا العام العاصمة السورية (دمشق) بمشاركة اليمن ضمن 28 برلمانا عربيا وافريقيا يشاركون بالمؤتمر إضافة الى الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبرلماني العربي الانتقالي. وفي كلمة الجمهورية اليمنية الى هذا المؤتمر أكدت اليمن على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وأراضيهم التي طردوا منها بالقوة لإنهاء معاناتهم في الشتات وبناء الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف وطالبت في نفس الوقت الدولة اليهودية (اسرائيل) بالإنسحاب الفوري لقواتها من الأراضي الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة في الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وإنهاء الإحتلال لكل الاراضي العربية. كما طالبت اليمن بالإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني مؤكدة على دعم كفاحه المشروع. وأكدت اليمن في كلمتها الى إفتتاح أعمال المؤتمر البرلماني العربي والإفريقي (11) الذي القاها يحي علي الراعي نائب رئيس مجلس النواب اليمني رئيس الوفد المشارك انه بالرغم من أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد والخطورة إلا أن تجد اليمن فرصة طيبة ومن على هذا المنبر أن تجدد مواقفها تجاه مجمل القضايا الساخنة والملتهبة في المنطقة". وقال الراعي أن اليمن تعبر أيضا عن دعمها لوحدة السودان الشقيق أرضا وإنسانا واستنكارها لمحاولات التدخلات الأجنبية الهادفة الى تفتيت أراضيه ونهب ثرواته. ودعت اليمن في المقابل الدولة اللبنانية الى وحدة الصف اللبناني وحل الخلافات ووجهات النظر( المتباينة ) عبر الحوار والتفاهم للحيلولة دون دخول لبنان الشقيق مرحلة التصادم الداخلي. وجدد نائب رئيس مجلس النواب تأكيد موقف اليمن التضامني مع القطر السوري الشقيق تجاه كافة الضغوط الخارجية التي تمارس عليه. وناشدة في كلمة اليمن الأشقاء في الصومال على احتواء الخلافات فيما بينهم مطالبا بإسم اليمن الجميع بتعزيز التعاون مع الشعب الصومالي الشقيق لتمكينه من تجاوز أزمته وإنهاء الإقتتال الداخلي والتفرغ لبناء مجتمعه إقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. كما دعت اليمن كلا من دولتي إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة الى إيجاد حل عادل لقضية الجزر الإماراتيةالمحتلة وذلك عن طريق المفاوضات الثنائية أو من خلال التحكيم. وقال الراعي في كلمة الجمهورية اليمنية"لقد تعرضت بلادنا (اليمن) الى اعمال إرهابية عديدة كان آخرها العمل الإرهابي الإجرامي الذي تعرض له فوج سياحي أسباني مطلع هذا الشهر بالقرب من أهم معلم تاريخي حضاري وسياحي بمحافظة مأرب وراح ضحيته عدد من السياح الأسبان ومواطنين يمنيين الى جانب خسائر مادية فادحة". وأضاف"نحن ندين الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ونعتبر أن مكافحة الإرهاب لاتبرر التشهير بأي دين أو ثقافة أو حضارة بأي شكل من الأشكال كما نعتبر أن أي عمل إرهابي هو سلوك غير أخلاقي وغير مقبول في أي ظرف ولا يمكن تبريره بالسعي لتحقيق أهداف دينية أو سياسية وندعو الجميع الى التعاون الجاد لمكافحة هذه الظاهرة والقضاء على أسبابها العميقة على أساس مقاربة شاملة قوامها الحوار والتضامن والتنمية". مشيراً الى إن الواقع الذي نعيشه اليوم مؤلم، يتطلب منا جميعاً ان نتدارس ونتداول الأفكار والآراء الموضوعية والواقعية بكل صراحة وشفافية مطلقة لتخفيف الأعباء الكبيرة عن كاهل الشعوب من قبل الدول الشقيقة والصديقة المزدهرة إقتصادياَ وتحويل الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات ورؤوس الاموال العربية والافريقية إلى منطقتنا التي هي بأمس الحاجة إليها من غيرها من المناطق البعيدة خاصة في ظل مايشهده العالم اليوم من تحولات ومتغيرات وتطورات تجعل الاستثمارات ورؤوس الاموال في غير منأى عن الخطر في اماكن وجودها حالياً خارج بلداننا. واضاف الراعي قائلا"علينا أن لانتخلف عن طفرات النمؤ الاقتصادي السائد في العديد من مناطق العالم الآن فالملاحظ انه كلما حدث التقدم الاقتصادي وتحقق النمو على المستوى العالمي ازداد القلق والإحساس بإنعدام الأمن الفردي والجماعي والوطني على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث أصبح هذا التقدم الاقتصادي غير متكافئ لكي يستفيد منه الناس جميعاً بل اصبح يفصل ويفرق بينهم بصورة لا تتواكب مع ماحققته الإنسانية من تقدم مادي ومعنوي في هذا الزمن". ومضى يقول "إن الهوة بين دول الشمال والجنوب تتسع في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية والثقافية وتزداد التحديات في معدلات البطالة والفقر والافتقار إلى البنية الأساسية للتنمية". وأكد نائب رئيس مجلس النواب اليمني يحي الراعي في ختام كلمة اليمن إن ذاك الوضع أصبح خطير لذا يتطلب من المؤسسات المالية الدولية والاقليمية أن تعيد النظر في السياسات المالية والمساعدات والقروض تجاه البلدان النامية ومنها البلدان العربية والافريقية بدرجة أساسية بما يؤدي بالمحصلة النهائية إلى تحقيق حلم وتطلعات الشعوب إلى عالم خالي من الفقر وخالي من الازمات المالية. وكان المؤتمر افتتح بكلمة لراعي المؤتمر الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ألقاها الدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب السوري حيث أكد فيها على أهمية هذا المؤتمر بأنه دلالة أكيدة قائلا" أننا نتقاسم هموما مشتركة ونواجه تحديات متشابهة وأن شعوبنا فى الوطن العربى وافريقيا عانت من سطوة الاستعمار ومن سلب ونهب خيراتها ومواردها ما خلف فجوة عميقة بيننا وبين المستعمر الذى زرع فى بلداننا مشكلات كبيرة كالحروب القبلية والعرقية والدينية والحدودية". كما القى عددا من رؤوساء وممثلو الوفود البرلمانية العربية والأفريقية المشاركة بالمؤتمر عدة كلمات أكدت في مجملها بأهمية تعميق الحوار لازالة العقبات والمعوقات وزيادة التعاون بين اللجان والمؤسسات المشتركة بين البرلمانات العربية والافريقية بما يخدم مصالحهم المشتركة ويحقق لشعوبهم التقدم والازدهار والاستفادة من الخبرات والامكانيات المادية والبشرية المتوافرة ومواجهة المخططات الرامية الى السيطرة على مقدرات الشعوب. وكان المؤتمر انتخب فى جلسة العمل الاولى الدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب السوري رئيسا للمؤتمر وبابا شيخو اقاى نائب رئيس البرلمان النيجيرى نائبا لرئيس المؤتمر واحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى السودانى مقررا واقروا جدول اعمال المؤتمر. وقد حضر افتتاح المؤتمر المهندس محمد ناجى عطرى رئيس مجلس الوزراء السوري و أسامة عدى والدكتور ياسر حورية عضوا القيادة القطرية لحزب البعث السوري وعدد من الوزراء والمسؤولين بالحكومة السورية وأعضاء مجلس الشعب وسفراء الدول العربية والافريقية المعتمدون بدمشق.