تحت شعار "الإصلاح رصيد من التضحيات وسفر من النضال الوطني في حماية الجمهورية واستعادة الدولة"، أقام التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الحديدة، مساء أمس الاثنين، مهرجاناً خطابياً وفنياً بمدينة مأرب، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، بحضور رسمي ومشاركة واسعة من أعضاء وعضوات الاصلاح وعدد من الضيوف من مختلف المكونات السياسية والرسمية. وفي الحفل، أكد الأمين المساعد للمكتب التنفيذي للإصلاح بالحديدة، الشيخ إبراهيم شامي، أن ثورة 26 سبتمبر تمثل ميلاداً جديداً، وقطعت دابر الإمامة العنصرية، وأعادت لليمنيين إنسانيتهم وكرامتهم وحقهم في الحياة الكريمة، "كما أننا ندرك أن معركة اليوم هي امتداد لمعركة سبتمبر وأكتوبر، وأن النصر لليمنيين كما كان النصر للأجداد".
وأضاف الأمين المساعد. بأنه خلال خمسة وثلاثين عاماً، قدّم الإصلاح مواقف وتضحيات ستظل محفورة في ذاكرة الوطن الجمعية سطرها التاريخ بأحرف من نور، في معارك الدفاع عن الجمهورية والوحدة، ووقف سداً منيعاً في وجه المشاريع الطائفية والإمامية، وكان شوكة في حلق كل من أراد العبث بهوية اليمن وقيمه، ضحى بقياداته وكوادره ورجاله في سبيل الدفاع عن اليمن، ولم ينكسر رغم حملات الاستهداف والتشويه والاعتقالات والاغتيالات التي طالت قادته وأفراده.
وقال شامي إن الإصلاح اليوم، وهو يطوي خمسةً وثلاثين عاماً، يجدد العهد بأن يظل أميناً على دماء الشهداء، ماضياً على درب التضحيات، واقفاً مع كل القوى الوطنية في خندق واحد، حتى يستعيد اليمن دولته، وينهض من جديد حراً أبياً، تسوده قيم العدل والمساواة، ويحكمه دستور يضمن الحقوق ويصون الحريات.
وأشار إلى أن التجمع اليمني للإصلاح، الذي انطلق منذ تأسيسه وهو يحمل روح سبتمبر وأكتوبر، ويؤمن بمبادئ الجمهورية والوحدة والحرية.
وتابع: "لقد وجد الإصلاح في كل قرية ومدينة، في السهل والجبل، والساحل والصحراء، ليكون معبراً عن قضاياهم وتطلعاتهم".
وخاطب الشيخ شامي أبناء تهامة الأحرار بالقول: "ونحن في هذه المناسبات، لا يمكن أن نغفل جراحنا في الحديدة، نتذكر ذلك اليوم الأسود حين اجتاحت مليشيا الحوثي الانقلابية مدينتنا، قتلت أبناءها، هجّرت أسرها، جوّعت أهلها، وحوّلت البحر الأحمر إلى ورقة ابتزاز للعالم. كما أرادت المليشيا الحوثية أن تركع الحديدة، لكنها فشلت، لأن تهامة لا تعرف الركوع، ولأن أبناءها ونساءها وأحرارها ظلوا صامدين في وجه الطغيان.
وذكّر بالجريمة المروعة في 18 سبتمبر 2021 حين نفذت المليشيا الإعدامات الجماعية في ميدان التحرير لخيرة أبناء الحديدة ووجهائها، في مشهد بشع يندى له جبين الإنسانية، تحت ذريعة باطلة، لافتاً إلى أن ذلك المشهد وصمة عار في جبين هذه الجماعة الكهنوتية وجريمة مروعة لن تسقط بالتقادم، بل ستظل تلك الدماء لعنة تطارد المليشيا الإرهابية الإيرانية التي رفعت شعار الموت والدمار والإرهاب.
وأكد الأمين المساعد للإصلاح بالحديدة، أن معركة تحرير الحديدة هي معركة كل اليمنيين، وأن انتصارها هو مفتاح لانتصار الجمهورية على كامل تراب الوطن، داعياً كل القوى السياسية والاجتماعية إلى الاصطفاف الوطني، لتوحيد الكلمة ورص الصفوف، وجعل الحديدة نقطة انطلاق للتحرير الشامل.
وفي كلمة الجهات الرسمية، أكد وكيل وزارة الثقافة الدكتور عبد الرحمن النهاري، إن تزامن احتفال الإصلاح بذكرى التأسيس، مع الأعياد الوطنية، له دلالة تحمل في ثناياها معاني الوطنية، وتتجلى فيها ثنائية الاقتران بين الإطار السبتميري العظيم المتمثل بالصورة اليمنية الأم وبين تأسيس الإصلاح اليمني منبتا ومنشأ وهدفا وميدانا واهتماما وانتماء ووفاء وولاء.
وخاطب الجماهير قائلا: "أيها الاصلاحيون والاصلاحيات: أنتم نداء الوطن، وصوت الجندي في المترس، وبلسم الجريح، وأمل المعتقل والمختطف، وعزوة أهل الشهيد، عرفتكم السياسية، أعدتم الاعتبار لها، بدأتموها وحين أريد لها أن تنتهي أو تصبح تهمة، كنتم أنتم بها، ولها".
وأوضح النهاري أن الإصلاح حمل على عاتقه هموم الوطن، وتطلعات أبنائه، وحين أرادت مليشيا الحوثي الارهابية إسقاط البلد، هب أعضاء وأنصار الإصلاح يفدون البلاد بأرواحهم، ووقف الإصلاح كحزب سياسي منتصرا للسياسة والوقوف سدا منيعا وحاجزا صلبا لمنع ذهاب اليمن إلى الملشنة وطريق الفوضى واللاعودة.
وأكد أن إصلاح الحديدة كان ضمن هذا الجسم الوطني عددا ووحدات وأداء وخدمة اجتماعية وشراكة سياسية، وقدم جهودا وتضحيات، ورفد الفضاء العام بكتلة كبيرة من الكوادر التي تكونت في أروقته ومؤسساته، وكان مدركا لأهمية الجغرافيا الوطنية التي ينطلق منها.