نشرت صحيفة الأيام العدنية في تقرير تابع تفاصيله محرر شبوة برس معاناة المتقاعدين المعاقين من الجيش والأمن، الذين أكدوا أن رواتبهم التقاعدية المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر لا تتجاوز 25000 ريال شهريًا، أي ما يعادل نحو خمسة عشر دولارًا فقط، وهو مبلغ لا يضمن الحد الأدنى من متطلبات المعيشة في ظل موجة الغلاء المتصاعدة. وأوضح المتقاعدون في إفاداتهم للأيام، كما رصد محرر شبوة برس، أن رواتب شهري أغسطس وسبتمبر لم تُصرف حتى الآن رغم أن راتب الشهر الواحد لا يتعدى ثلاثين ألف ريال، وهو مبلغ لا يغطي حتى نصف كلفة مؤنة شهرية لأسرة واحدة. وناشد كبار السن من العسكريين والأمنيين القدامى، الذين خدموا الجنوب لعقود، رئيس الوزراء ووزير المالية سالم بن بريك بسرعة صرف الرواتب المتأخرة لوزارتي الدفاع والداخلية، بعد الارتفاع الجديد لأسعار المواد الغذائية خلال أكتوبر ونوفمبر.
وأشار المتقاعدون إلى أن تكاليف العلاج والأدوية أصبحت فوق طاقتهم مع ارتفاع أسعارها دون أي مبرر، مؤكدين أن المتقاعدين المصابين بإعاقات دائمة يعيشون وضعًا أكثر قسوة بعدما اضطر كثير منهم إلى زيارة مكاتب البريد بحثًا عن "الفتات"، بل إن أجرة المواصلات إلى أي فرع بريد صارت عبئًا يفوق قدرتهم المالية.
ويرى مراقبون أن استمرار تعطيل الرواتب المتدنية أصلًا يحول حياة آلاف الأسر الجنوبية إلى دائرة فقر خانقة، ويكشف عمق الأزمة المعيشية التي يواجهها من قضوا أعمارهم في خدمة الوطن.