على مدار الأيّام، تستحدث منظومة اللّيبراليّة موجات العواصف المُشينة بتدحرج كرة الضّلال في رقعة الأمّة الإسلاميّة؛ لإلهائها عن دورها المُناط في مواجهة الحروب بشتّى تشكيلاتها، وأبرزها الحرب النّاعمة التي تستحوذ على لبيب الشّعوب المُحافظة - لا سيما المرأة - المُفهرسة في أولويّات الاستهداف الغربيّ، والتي نراها على أرض واقعهم مُضطهدةً، ومُشرَّدة، ولا مكان للحريّة لها كما هرَّجوا في فضائيّاتهم وقوانينهم المُكرَّسة بمداد الافتراء أنّ المرأة الغربيّة تنعم بطلاقة الانفتاح والحريّة. ولردم الهُوّة المُستحدثة غربيّاً؛ وصوناً لجوهريّة المرأة المؤمنة - اليمنيّة بعين الخصوص- ، كان لمدارس الكوثر القرآنيّة هذا الأثر العظيم في تأهيل المرأة اليمنيّة عمليّاً في تغيير واقعها النّفسي والمعنوي عبر ارتباطها الدّائم بهدى الله تعالى، الحصن المنيع الذي يردع زخّات العقائد التضليليّة، وأراجيف الأهداف الصّهيو أمريكيّة. أمام هذه العثرات المُنبثقة شيطانيّاً عبر إبعاد النّاس عن قُدسيّة القرآن الكريم ودستوره الشّامل لحياة الإنسان، كان لمدارس الكوثر القرآنيّة هدفها السّامي في تعظيم وتقديس وإجلال كتاب الله الأعظم، عبر تخصيص أولى برامجها لتلقين وقراءة الآيات الكريمة بمخارجها الصّحيحة عبر القراءة الجماعيّة بصوت المنشاوي، ثُمّ قراءة بضع كلمات القرآن بالقاعدة البغداديّة.. إلى القراءة الفرديّة، وصولاً إلى التأمّل الدّقيق لمغزى كُل آيةٍ وأخذ عِبَرِها على محمل الواقع المُعاش. .أضف إلى الاستشفاء من ملازم الهدي النّوراني، وروحانيّات القائد العَلَم ومحاضراته التي تجعل أفئدتنا روضةً غَنّاء، وللوعي العام، ولغة القرآن، والعلوم الشرعيّة... وهي كُل يومين في الأسبوع حضوراً، وخمسةُ أيامٍ قراءة ذاتيّة تمعُّناً وتأمّلاً؛ واستخراجاً للتوجيهات العمليّة في مُقررات الشّهر. من منهل مدارس الكوثر القرآنيّة التي جعلت المرأة اليمنيّة ياقوتةً تحمل في صدفاتِها الثقافة القرآنيّة الصّحيحة، وفي مِرجان التآلف مدى الوحدة المنهجيّة في الشِّبر اليمنيّ وفق منظور "الأمّة الواحدةُ المُنظَّمة" نرى أن لا تعرَّجاتٍ مُعقدة تحول في الالتحاق مُبادرة لهذه المناهل الثّمينة، والفرصة الذهبيّة التي تغتنم المرأة وقتها اليسير أمام مئات السّاعات المُنقضية هباءً في تضييعها لأشياءٍ لا جدوائيّة فيها. وكإحدى الدّارسات في هذه المدارس العظيمة والنّبيلة، والتي رأيتُ فيها الخير الكثير في حياتي.. لِزامٌ عليَّ أن أوجِّه النُّصح لكل أختٍ تُهدر وقتها في ضوضائيّات الحياة ومشاغلها، استثمري وقتكِ ولحظاتٍ من عمركِ بالالتحاق لهذه المدارس، فخمسُ ساعاتٍ في الأسبوع كفيلة أن تُدوّن في حسنات سِجلِّكِ وتكون مِرآة نجاتكِ من طامّة العذاب الأكبر، سترين التغيير الجذري في حياتكِ، في ترسيخِ ثقتكِ المُطلقة لله تعالى، في إتقان تلاوتك للقرآن على أحسن وجه، في تعاملكِ مع نفسكِ ومن حولكِ، وفي شوقكِ المُرتقب لتجديد روحيّتكِ الإيمانيّة، لا روتيناً يجعلكِ مجبولة على الاعتياد في الذّهاب والإياب إليها.