افتُتحت الدورة ال38 من مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA) وسط حضور عالمي واسع، واختار المنظمون أن تكون انطلاقة هذا العام صريحة في انحيازها لقضايا التحرر، عبر عرض ثلاثة أفلام قصيرة عن الثورة والاحتجاج، من إيران وفلسطين وتركيا، في لحظة عالمية مشحونة بالحروب والإبادات. شهد المهرجان حضوراً عربياً لافتاً، تصدرته شبكة الجزيرة الوثائقية بثلاثة أفلام في المسابقات الرسمية، أبرزها "توأم غزة.. عودا إليّ" الذي أبكى الحضور، و"32 متراً" التركي الذي نال تصفيقاً حاراً، و"بين ضفتين" الذي تناول المنفى العاطفي والبحث عن الجذور. قرار تاريخي ضد التطبيع في خطوة غير مسبوقة، رفض المهرجان اعتماد ثلاث مؤسسات إسرائيلية تتلقى تمويلاً حكومياً، انسجاماً مع مبادئه الرافضة لانتهاكات حقوق الإنسان، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لمقاطعة المؤسسات الثقافية الداعمة لحرب غزة. فن مقاوم في زمن الإبادة المديرة الفنية الجديدة إيزابيل أراتي فيرنانديز أكدت أن المهرجان لا يتهرب من السياسة، بل يرى في السينما الوثائقية ضرورة وجودية لمواجهة العنف والتاريخ المنسي، مشيرة إلى أن "الفن يساعدنا على الإصغاء والتخيل والبقاء متصلين بالتعاطف". إلى جانب العروض، يحتضن المهرجان برنامجاً صناعياً ضخماً يضم أكثر من 2500 محترف، ويقدم فرص تمويل وتشبيك، ليؤكد أن "إدفا" ليس مجرد مهرجان، بل سوق عالمي للأفكار والرؤى التي تصنع الفرق.