شدد اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي اليوم الأربعاء على ضرورة فك الحصار الإسرائيلي الجائر عن قطاع غزة. مؤكدا أن استمرار الحصار يشكل انتهاكا للعدل والحقوق الإنسانية والقانون الدولي وعقوبة جماعية وكارثة إنسانية تهدد حياة مليون ونصف المليون مواطن. كما أكد الاتحاد في مؤتمر استثنائي بدأت أعماله في العاصمة السورية دمشق اليوم بمشاركة وفد اليمن برئاسة رئيس مجلس النواب يحيى على الراعي أهمية تحقيق وحدة صف الشعب الفلسطيني الذي لا بديل عنه لتحقيق انتصاره وللحفاظ على حقوقه ومستقبل أجياله. وقال رئيس مجلس النواب الاندونيسي نائب رئيس مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي مرزوقي علي أن استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وأضاف" إن إسرائيل لم تكتف بحصار غزة بل زادت من جرائمها واعتدت على أسطول الحرية وقتلت عددا ممن كانوا على متنه ما أدى إلى ظهور معارضة دولية قوية لهذا الحصار. وطالب رئيس البرلمان الاندونيسي بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية لمواجهه هذه التحديات ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية والضرورية لشعب غزة. كما طالب بتشكيل لجنة تقصى حقائق دولية محايدة في حادث الاعتداء على أسطول الحرية وتقديم كافة المساعدات للشعب الفلسطيني. مناشدا في الوقت نفسه البرلمانيين إلى المسارعة بالمساهمة في إعادة بناء البرلمان الفلسطيني في غزة الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية. ودعا رئيس البرلمان الاندونيسي إلى الإفراج عن البرلمانيين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية واتخاذ موقف قوى ضد إسرائيل حتى تتحرر الأراضي الفلسطينية والجولان السوري. وقال إن زيارة الوفد البرلماني الاندونيسي إلى غزة أمس كانت وسيلة للضغط من اجل رفع الحصار الإسرائيلي الجائر عن غزة. مطالبا البرلمانات الإسلامية بأن تخطو مثل هذه الخطوات لإظهار دعمها للشعب الفلسطيني. من جانبه قال الأمين العام للاتحاد محمود ارول قليج أن الاتحاد مستمر في دعم غزة والشعب الفلسطيني وانه لن يدخر جهدا من أجل رفع الحصار الإسرائيلي الجائر عنها والإفراج عن أعضاء البرلمان الفلسطيني من السجون الإسرائيلية. وأضاف الأمين العام للاتحاد إن "القضية الفلسطينية تمر بمنعطفات دقيقة وعلينا تقديم كل الدعم لها ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وإظهار صورة إسرائيل الحقيقية أمام العالم خاصة بعد الاعتداء الآثم على قافلة أسطول الحرية" . وبين الأمين العام للاتحاد أن مشاركة 31 برلمانا منها 16 على مستوى الرئاسة وستة على مستوى نواب الرئيس هي أكبر دليل على دعم الاتحاد القوى للقضية الفلسطينية. من جهته قال رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش في كلمة له أمام المؤتمر أن حصار شعب غزة من قبل العدو الإسرائيلي بات معروفا للعالم بعد الجريمة النكراء بالاعتداء على أسطول الحربة. مؤكدا أن تمادي إسرائيل في سياستها الإجرامية وتحديها للشرعية الدولية جرها إلى الاستمرار في سياسة القتل والتدمير والتهجير غير عابئة برد المجتمع الدولي وميثاق الأممالمتحدة والاتفاقيات الدولية التي تعاهدت على احترامها شعوب العالم وحكوماتها. وأضاف رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش إن هذا الاجتماع يمثل روح الأمل المتجدد في إرادة تنمو وسياسة تسمو عن أي خلافات في التقدير والاحتساب من نصرة شعب فلسطينوغزة المحاصرة. داعيا المجتمع الدولي بصورة عامة والعرب والمسلمين بصورة خاصة إلى الوقوف معا بإرادة لا تقبل العجز أو التأجيل مع شعب غزة لكسر الحصار الجائر ولفتح كل المعابر والسبل لوصول شرايين الحياة الى قطاع غزة. وأعرب الابرش عن تقدير بلاده العالي لمؤتمر الدول الإسلامية ودورها وبكل مؤسساتها في الوقوف مع قضية الشعب العربي في نضاله العادل لاسترجاع كامل أراضيه حتى خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة تنفيذا لقرارات الأممالمتحدة. وأكد الابرش أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني باعتباره أمرا لا بديل عنه لتحقيق انتصاره وللحفاظ على حقوقه.. موضحا أن اسرائيل لا تؤمن بالسلام ولا تؤمن بحق الفلسطينيين في العودة وبناء دولتهم المستقلة على أرضهم والانسحاب من الجولان السوري المحتل وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان. ودعا الابرش برلمانات العالم عبر الاتحاد البرلمان الدولي والتجمعات البرلمانية الإقليمية إلى الضغط على حكومات دولها من اجل المطالبة بكسر الحصار ومعاقبة إسرائيل على جرائمها وتشكيل لجنة دولية حيادية للوقوف على جرائمها في مهاجمة أسطول الحرية واعتبار الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لما سمته "التخفيف" من الحصار باطلة. مشددا على ضرورة انهاء الحصار من كافة جوانبه. وناشد الابرش الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي اتخاذ كل الإجراءات لردع إسرائيل عن القيام بأي اعتداء واستخدام للقوة ضد السفن المدنية والمطالبة بإطلاق سراح السفن والأفراد الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية.