أكدت لجنة حماية الصحفيين في تقرير لها استهداف (إسرائيل) لمقر صحيفتي 26 سبتمبر واليمن في العاشر من شهر سبتمبر الجاري وقتل 31 صحفيا وجرح 22 آخرين بأنه الهجوم الأعنف عالميا منذ 16 عاما . وقالت : " يُعد هذا الحادث ثاني أعنف هجوم فردي على الصحافة تسجله لجنة حماية الصحفيين، بعد مذبحة ماجوينداناو عام 2009 في الفلبين، والتي قُتل فيها 32 صحفيًا عندما تعرض موكبهم لكمين." وأوضحت في تقريرها الذي نشرته في 19 سبتمبر الجاري بأن إسرائيل برزت منذ 7 أكتوبر كقاتل إقليمي للصحفيين حيث تكررت حوادث قتل الصحفيين في غزة ولبنان وإيران، والآن اليمن، مؤكدةً بذلك نمط إسرائيل الراسخ في وصف الصحفيين بصفات لا صلة لهم بها لتبرير عمليات القتل. في حين قال مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر ناصر الخذري : "تعرض الصحفيون في صحيفتي 26سبتمبر واليمن لإبادة جماعية في هجوم وحشي وغير مبرر ، في استهداف أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يعملون في مجال الإعلام وليس لديهم سلاح سوى قلمهم وكلمتهم . وأضاف في تصريح للجنة حماية الصحفيين : " هذه المجزرة غير المسبوقة بحق الصحفيين هي الأكبر في تاريخ البشرية ، ويجب أن يكون هناك موقف حازم من المجتمع الدولي ، الذي فقدنا الثقة بشعاراته التي يرفعها مدعيا الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة ، ولم نسمع منهم إدانة واضحة لجريمة الحرب التي راح ضحيتها 31 صحفيا بينهم امرأة وكذا طفل هو ابن أحد الصحفيين كان قد اصطحبه معه إلى مقر العمل . وأردف قائلاً " ما يزال لدينا عديد من الزملاء يتلقون العلاج في المستشفيات.. وقد دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي مرافق ومطابع الصحيفتين وإرشيفهما.. موضحا أن أرشيف صحيفة 26سبتمبر من أهم الأراشيف والمراجع التاريخية في البلد يوثق مراحل تاريخية لليمن منذ القرن الماضي وأن خسارة هذا الأرشيف مؤلمة أيضا . إلى ذلك قالت سارة مديرة البرنامج الإقليمي في لجنة حماية الصحفيين: "تمثل الغارات الإسرائيلية في 10 سبتمبر/أيلول على مكتبين لصحيفتين في اليمن تصعيدًا مُقلقًا، يُوسّع نطاق حرب إسرائيل على الصحافة إلى ما هو أبعد من الإبادة الجماعية في غزة. وأضافت :إن موجة القتل الأخيرة هذه ليست انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي فحسب، بل هي أيضًا تحذير مُرعب للصحفيين في جميع أنحاء المنطقة:" لا يوجد مكان آمن". فيما وصفت صحيفة واشنطن بوست الهجوم على صحيفة 26 سبتمبر هذا الشهر بأنه "الأكثر دموية ضد الصحفيين بالشرق الأوسط على الإطلاق".