قال قال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن "المواجهات استؤنفت في الليل بين اتباع الحوثي والجيش اليمني في منطقة جبال مران شمال اليمن". وذكر أحد الشهود في منطقة ملاحيظ بالقرب من جبال مران أن القوات الحكومية تستخدم المدفعية لقصف المسلحين. وأضاف الشاهد أن "تجدد هذه الاشتباكات حصل بعد عدة كمائن نصبها اتباع الحوثي خلال اليومين الماضيين لقوات الجيش، وأسفرت عن مقتل قرابة عشرين جنديا وتسعة من المواطنين، كما تم اعتقال اثنين من اتباع الحوثي". وهو ما يراة مراقبون أنها بداية مؤشرات لحرب خامسة تتصاعد في الأفق اليمني بين القوات الحكومية وحركة الحوثي المسلحة المتمردة علي النظام في محافظة صعدة، اثر استئناف القتال بين الجانبين خلال اليومين الماضيين . واندلعت المواجهات بين الجانبين بعد أن شهدت حالة من الهدوء لعدة أشهر علي خلفية الوساطة القطرية التي حاولت وضع حد للأزمة المتفاقمة بين السلطة وحركة الحوثي، غير أن اصرار كل طرف علي موقفه أدي الي انهيار الوساطة القطرية وانهارت معه حالة الهدوء الحذر، لتنفجر الأوضاع في صعدة من جديد، وتنذر بنشوب حرب خامسة علي غرار الحروب الأربع السابقة التي تخللت السنوات الأربع الماضية. ووفقا للعديد من المصادر استؤنف التمرد الحوثي المسلح في محافظة صعدة اليمنية، بمقتل واصابة العديد من أفراد القوات الحكومية وأتباع حركة الحوثي، بعد هدنة استمرت بضعة أشهر، استجابة لوساطة قطرية لحل هذه الأزمة المتصاعدة بين الجانبين والتي كانت بدأت بقطف الثمار، في ظل رغبة الطرفين المتصارعين بوضع حد نهائي للأزمة بينهما. وبدأ استئناف القتال حاليا كالعادة بكمائن ضد القوات الحكومية المرابطة في محافظة صعدة بأقصي شمال اليمن، والقريبة من الحدود مع السعودية، ويتوقع أن تتسع دائرة المواجهات المسلحة بين الجانبين خلال الفترة القادمة، كما اتسعت في المرات الأربع السابقة التي كانت تبدأ بكمائن فردية وأعمال عسكرية محدودة، ثم سرعان ما تتسع لتشمل كافة المناطق الجبلية المؤيدة والمتعاطفة مع حركة الحوثي المتمردة علي النظام. وجاء الهجوم بعد هجوم مماثل نفذوه مساء أول أمس أدى، إلى مقتل أحد وجهاء مديرية حيدان وأربعة من مرافقيه. وكان يحيى الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي، والموجود في الخارج قد أكد في بيان وزع أمس تواصل المعارك بين ما أسماه “الجيش الظالم”، من جهة وبين المواطنين من جهة أخرى في جبل آل فاضل، وآل الجعون، وآل الجرادي، في عزلة ولد عياش، وولد نوار، من مديرية حيدان”. واعترف الحوثي بأن “الطرق قطعت من قبل الفريقين، وأن البعض يحاصر البعض الآخر”، إلا أنه قال إن الجيش أصبح في مأزق، محرج جدا، حيث قام المواطنون بقطع الطريق من الرقة، باتجاه طريق الملاحيظ فتهامة، غربا، ومن جهة جبل المفتاح في الطريق المتجه شرقا باتجاه مركز المحافظة. وأشار إلى أن الجيش يلجأ للضرب العشوائي الذي يزيد المواطنين حماسا، وإصرارا على الرد، لما رأوه من قتل في أطفالهم، وضعفائهم والأذى المتواصل، كما أكد مقتل قائد المنطقة ويدعى “الحرازي”. وتؤكد الحقائق على الأرض أن الأخطاء التي وقع فيها الجيش طوال الحروب الأربع السابقة عاد للوقوع فيها من جديد، وهي عدم ملئه للفراغ الذي تركه الحوثيون في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، خاصة في مناطق حيدان ومران والنشور، وهي المناطق التي عادت منها المواجهات من جديد. واعتمد الجيش على موالين له من رجال القبائل، وهو ما أضعف قبضة الجيش على هذه المنطقة، وكبد الدولة المزيد من النفقات من دون تحقيق نتائج على الأرض، الأمر الذي أضعف هيبة الجيش في أوساط الناس، إضافة إلى تلكؤ الدولة في معالجة الأزمة التي تعاني منها المحافظة والمتمثلة في ضعف البنية التحتية وانتشار الثارات القبلية وإيجاد مناخ صحي وتعليمي يشجع الناس على الثقة بالحكومة والالتفاف حولها في هذه الظروف الصعبة.