* ماتقوله الاحداث والمعطيات في ارض الواقع ان المبادرة الخليجية المتزرة بالقرارين الامميين ليست سوى طعماً وسماً زعاف تجرعته اليمن وذلك للاسباب التالية : 1- ان المبادرة عملت على اغتيال الثورة وترسيخ الانقسامات الجهوية والمذهبية والمناطقية ،بل وأحيت النعرات وأذكت الانقسامات والانكسارات وأستجمعت نقاط الوهن وعززتها وهناً وبالتالي عمقت الشعور بالهزيمة حيث اضحت غصة في حلوق اليمنيين وافساداً لشعورهم واحاسيسهم المعانقة للروح المشتركة والمتوثبة في كيانيةٍ جامعة "اليمن " وبالتالي زادت من تهميش المجتمع بفئاته وخلقت كنتونات جماعية مغلقة وانساق متنافرة وسياقات تتجه نحو الشتات والتذرير ،وهي بهذا تهشّم الثورة في العمق وتجعلها مطية للانتهازية وتحويلها الى ارهاب "سياسي /ايدلوجي" بيد فئويات متعفنة ان من جهة الثورة والمتقمصين لها او ممن ناهضها وقاسمها العداء _سيان_ تستحكم بها روح الثأر وداء الانتقام وتعميق الهوة وتوسيع دائرة الشقاق والنفاق. - الامر الذي جعلها لاستنزاع السيادة أهلها ، وتحولت هي الشرعية ومصدر المشروعية حيث لا شرعية ثورية ولادستورية ،كما اضحى المتغير الخارجي هو الاصيل وماسوه الاّ تابعاً مرتكساً ومنتكساً. 2- انها لم تقضي على العنف بل جعلته مستباحاً ومذروراً ومستساغاً وهنا مكمن الخطورة ، حيث أفضى الى انه جزء من السياسة والفعل السياسي ولم يعد جريمة ومحظور استخدامه، وبالتالي مبارزته للسلمية وثقافتها وخلخلة صفوفها المتراصة في 2011 باتجاه اسقاطها تماماً. 3- قضت على روح الثورة ونجاحاتها التي حملتها بضربة واحدة ومباغته وسريعة ان على مستوى النظام او على مستوى الثورة ذاتها او على مستوى الاجماع المبدئي لدول الاقليم والمجتمع الدولي ، وحيث اعادة الثورة الى فسيفساء التناقض والتعادي والتطاحن والادعاء وبالتالي الانكشاف بعدان كانت الثورة قد نجحت في تعرية النظام وانكشاف مراكزه وبناه المهترئة واحدثت تصدعات عميقة في جبهات تشكيلاته ونتواءات في وجوهه وتجريده من اهم نقاط قوته "تحالفاته الخارجية والداخلية واسقاطه من الداخل وتهاوي اعمدته الرئيسة والفرعية تلك. 4- حولت العملية السياسية ونقلتها والنظام السياسي من واحدية التسلط والفساد وأوجه الخلل والفرز والاستقطاب والمواجهة الى ثنائيات متناقضة ومتقاطعة ومتعددة الفرز وسياسات التذرير وتبديد الجهود واغتيال الطاقات ،حيث التواقف لا التوافق ، والمحاصصة لا النظام والقانون ، وبالتالي تجذير البنى والمرتكزات الهدامة للنظام وانتاج مولود مسخ وطفل خدج لايقوى على الحراك والحركة وبالتالي فلا تقدم بل ارتكاس ونكوص وانشداد للخلف حيث لا امام ، والى تحت حيث لا فوق ،وما الشلل العام والعجز الظاهر وانعدام الامن واجتياح العنف لكل مناحي الحياة الاّ احد شواهده الرئيسة. 5- لقد احالت "الانتصار" ووهمه الى عجز واعتراف صريح بالهزيمة وتبديد الثورة واغتيال الامل كجنين في رحمها كان يتشكل حيث لا أمل ولا توافق ولا خدمات ولاحياة ولاتجنب العنف والحرب ،بل حرب مستعرة وتتخذ اشكالاً شتى ومسميات عديدة ، وممتدة من الجنوب الى الشمال ، ومن الغرب الى الشرق ، ومن الوسط الى حيث وسط الوسط في العاصمة والوزارات واهمها الداخلية والدفاع وغيرها، حيث هي حرب مفتوحة وممتدة ولها ابعاد مختلفة ونتائج كارثية ومدمرة. 6- لقد افسدت المشترك وأحالته الى مسخ، بعد ان كان بمثابة الاساس الذي يمكن ان يكون من خلاله مدخلاً وتأسيساً للقطيعة مع القطيعة ذاتها ، حيث هي ومهندسوها كانوا يدركو مدى هشاشة البنى وضعفها ومظاهر الاختلالات العميقة والبنيوية بالفعل حيث لا فعل ولا فاعلية ،وبالتالي تحول من واحة وجهاز ممانعة وتغلي على النظام الى نقطة ضعف مركزية وبنيوية في قوة الحراك الجماهيري والشعبي وسحقاً لارادته واعمالاً لاغتياله وضرب انويته المتشكلة والغضة والطرية تلك،"روح الثورة " اعني وبالتالي تقاسمه ومحاصصته وتبدبد جهده وتعميق انقساماته قبل ان يؤتى على المشترك نفسه فأصبح خائرا ورعديداً وهامشياً وخائناً غادراً ومنقسماً على الانقسام ذاته. 7 هاهي تضع اليمن على مستقبل كل خياراته قاتلةً وبحيث اضحت هي بمثابة "خيار اللاخيار"،"اللاحسم" وبحيث ان اياً من الحلول اللمطروحة اللحظة تشتمل على طائفة من الالغام المصنوعة والمتوهمة واللاعملية ،ناهيك عن اللامجال وانسداد الافق ،ان على مستوى الاقلمة او الفرز او الجماعات المنتشرة عنفاً او العجز والشلل العام وانعدام مظاهر الحياة ،او قتل المستقبل واغتيال اهم حملته وروحه واعمدته وغيرها. ملحوظة: اكتفي بذلك وقد تكون لي وقفة اخرى ومثقة بالشواهد والمعطيات واكثر عمقاً وتناولاً لتموضعات الابعاد برمتها.