أُجل، أمس، مشروع قرار خليجي إلى مجلس الأمن، من شأنه أن يفرض عقوبات على أطراف داخلية، ويضع عليهم جملة من الشروط للقبول بالحل السياسي، بعد طرح الجانب الروسي ملاحظات عليه، تتدارسه الأطراف الخليجية، وبالتزامن مع تحركات لقطع حربية في المياه الدولية للسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى. وأعلنت إيران، أمس، عن إرسال قطع بحرية إلى خليج عدن وباب المندب، ونفت أن تكون البحرية المصرية قامت بأي عمل ضد قطعها المتواجدة في باب المندب، فيما وجهت قيادة التحالف العشري تهديدات ضمنية لإيران بأنها سوف ترد بقوة في حيال قيامها بأي عمل عدائي أو تزويد الحوثيين بالسلاح، بالرغم من أنها أقرت بأحقية إيران في التحرك ضمن المياه الدولية. وأعلن قائد سلاح البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، أمس، بحسب ما أوردته وكالة إنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أن المجموعة البحرية ال34 التابعة للجيش توجهت إلى خليج عدن ومضيق باب المندب، و"ذلك في إطار مهامها في ضمان تأمين خطوط الملاحة الإيرانية، والحفاظ على مصالح إيران في المياه الحرة". وأضاف سياري أن المجموعة البحرية ال34 تضم سفينة بوشهر ومدمرة البرز. ونفى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن إرغام سفن مصرية، قطعاً بحرية إيرانية على مغادرة خليج عدن. وبيّن أن القوات البحرية الإيرانية تقوم بمهامها بكل اقتدار، في إطار الالتزام بالقوانين الدولية، و تعمل على ضمان أمن خطوط الملاحة البحرية، و مواجهة القراصنة. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف ضد اليمن أحمد عسيري، في الإيجاز الصحفي اليومي له، أمس، رداً على سؤال حول تحرك القطع الحربية الإيرانية، إن حركة السفن في المياه الدولية مسموحة، ولم يحدث من قطع إيران أي عمل عدائي، وقوات التحالف تمتلك حق الرد حيال أي عمل عدائي أو إمداد الحوثيين بأي شيء. وكان قادة الجيش الإيراني، صعدوا من لهجتهم تجاه السعودية، في تطور خطير يدخل على خط الأزمة. وقال اللواء فيروزآبادي، رئيس أركان الجيش الإيراني، في تصريح له أمس، بحسب وكالة أنباء "فارس"، إن الهجوم السعودي على اليمن، ما زال مستمرا بمنتهى القسوة. وأشار إلى "أن السعوديين لم يتمكنوا من السيطرة على معارضيهم ومنافسيهم الداخليين، ومن هنا وبغية التغطية على عجزهم وخلافاتهم، قد بادروا لهذا العمل المتمثل بالحرب على الشعب اليمني"، حد قوله. وتابع اللواء فيروزآبادي، أن صمت الدول الغربية والأوساط الدولية تجاه هذه الأعمال العدوانية ضد اليمن، وتدمير بنيته التحتية، يوحي هذا الأمر لدى الرأي العام العالمي، بأن عدوان آل سعود بدأ بضوء أخضر منهم. وفي التفاعلات السياسية للأزمة، أعلنت روسيا رفضها المبدئي لمشروع القرار الخليجي بشأن اليمن، ل"كونه غير متوازن"، في الوقت الذي ما زالت المشاورات تراوح مكانها في نيويورك، حول مشروع القرار المذكور الذي يتضمن فرض تطبيق القرار ۲۲۰۱ تحت الفصل السابع، محدداً حركة "أنصار الله" (الحوثيين) والمجموعات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، دون ذكر الأطراف اليمنية الأخرى، ومن المتوقع أن يتم طرحه للتصويت عليه، غداً الجمعة. وتحدث نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف -بحسب ما نقلته وكالات أنباء روسية- عن رفض بلاده المبدئي لمشروع القرار الخليجي بشأن اليمن، لكونه موجهاً ضد "أنصار الله"، وغير متوازن. ويطالب مشروع القرار "أنصار الله" بالتخلي عن السيطرة على المؤسسات والعاصمة والسلاح، والدخول في حوار يخضع لمطالب مجلس التعاون الخليجي ومبادرته. ويهدد بإجراءات لاحقة في حال عدم الامتثال. ويبدو أن المسودة الخليجية المطروحة حالياً تذهب أبعد من ذلك، بإبقاء الغارات الجوية إلى حين تطبيق کل مندرجات القرار 2201. کما يتضمن مشروع القرار فرض حظر تسليح على طرف دون آخر، وهو ما انتقدته روسيا، غير أن سفير السعودية في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي، قال إن "حظر الأسلحة على الحكومة اليمنية غير عادل". وطرحت روسيا في تعديلاتها للقرار وقفاً فورياً لتسليح کل من علي عبدالله صالح، الرئيس السابق، وابنه أحمد، وعبدالملك الحوثي، زعيم "أنصار الله"، وفرض حظر على تسليح كافة الأطراف اليمنية دون تمييز، کما هو الحال في کل النزاعات الأهلية. بدوره، كشف مندوب السعودية في مجلس الأمن عبدالله المعلمي، أن الدول الخليجية والعربية بصدد دراسة الملاحظات التي أبدتها بعض الدول خلال جلسة النقاش التي عقدت أمس لمناقشة مشروع القرار. وأعرب المعلمي -في تصريح خاص لقناة "سكاي نيوز بالعربية"، الليلة الماضية- عن أمله في ألا تعترض روسيا على مشروع قرار قدمته الدول الخليجية بشأن الأزمة اليمنية. ولفت إلى أن رد فعل موسكو لم يلحظ رفضا لأي عنصر، بما في ذلك أسماء الأشخاص المتوقع أن يدرجوا على قائمة العقوبات، متمنيا أن تتعاون الإدارة الروسية مع الدول الخليجية وباقي أعضاء مجلس الأمن، للخروج بقرار متوازن وشامل يؤكد على ما سبق أن أقره مجلس الأمن بموافقة موسكو. وأوضح المعلمي أنه سيتم بحث بعض التعديلات الطفيفة، ولكن القرار سيظل كما قدمته الدول العربية، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية وضمان وصولها أدرجت في المشروع. ولا زالت الدول الخليجية تتطلع إلى اعتماد مشروع القرار بعد نيل موافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي كافة عليها، علماً أنها وعدت بالتصويت عليه، الاثنين، دون حصول ذلك. وأمس؛ قال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، في مؤتمر صحفي، عصر أمس، مع وزير خارجية هادي، رياض ياسين، إن "الحوثي هو المسؤول عن تردي الوضع الإنساني، ومعاناة الشعب اليمني، وأن هناك مساعي للوصول إلى قرار دولي يجمع الجميع على طاولة الحوار، وينزع سلاح الحوثيين"، وقال إن الحملة العسكرية مستمرة "حتى يصل اليمن إلى بر الأمان". واعتبر زايد "أن سلوكيات الحوثي هي التي حتمت علينا التدخل"، مضيفا: "لا يمكن القبول بخطر استراتيجي على أمن دول الخليج"، معتبراً أيضاً أن "الدرب طويل، ولن ينتهي بعمليات عسكرية، وأنه لا يمكن استثناء أي طرف من العملية والحوار السياسي"، كما نقلته عنه "سكاي نيوز". وقال وزير الخارجية الإماراتي: "لا نضع حدوداً لخياراتنا، هدفنا حماية الشرعية، ولن نضع عراقيل لذلك"، مضيفا: "نريد حلا سياسيا، لكن الحوثيين يرفضون". وأضاف أن "هناك عدداً لا بأس به من الحوثيين تدربوا في إيران، وهناك قوات من الحرس الثوري تقوم بعمليات عسكرية في اليمن"، متحدثاً عن أن "التدخل الإيراني في اليمن ليس جديدا، ولا يزال مستمرا". ووعد عبدالله بن زايد، خلال مؤتمره الصحفي مع ياسين، اليمنيين بالوقوف إلى جانبهم، قائلا: "نعدهم بنظام يمني توافقي لا يقوم عبر الضغط والقوة، ولكن عبر التمثيل العادل"، موضحا أن اللقاء مع نظيره اليمني "كان فرصة لبحث الوضع، والوقوف مع الشعب اليمني والشرعية". ورداً على تصريحات الوزير الإماراتي، رحب مسؤول في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، بما سماها "المبادرة" التي طرحها وزير الخارجية الإماراتي بالعودة إلى الحوار، لكنه اشترط أن يجري الحوار بمنأى عمّا وصفه ب"مظلة هادي" و"الدول المشاركة في العدوان"، فيما شن هجوما على دول الخليج، متهما إياها بأنها "وراء كل الفتن التي عصفت باليمن". وقال رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أحمد حامد، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس الأربعاء، إنهم يرحبون بالعودة إلى الحوار، لكن "ليس تحت مظلة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والدول المشاركة في العدوان على الشعب اليمني". وفي رده على تصريحات لوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، بأن الهدف من العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، هو "إجبار الحوثيين على العودة للحوار"، قال حامد: "ما علاقة الإمارات ودول الشر باليمنيين وحوارهم؟ نحن مع الحوار من قبل الحرب وبعد الحرب، هم لا يريدون نجاح الحوار، وهذه الحرب من أجل إفشال الحوار". وتابع: "نحن نرحب بالعودة إلى الحوار اليمني اليمني"، رافضاً أن يكون "للدول التي شاركت في العدوان على اليمن، أي صلة لا من قريب أو من بعيد بالحوار، ولا بالشأن اليمني الداخلي"، مشددا على أنهم لن يقبلوا بالحوار تحت مظلة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي وصفه ب"المجرم". واتهم حامد دول الخليج بأنها "وراء كل الفتن التي تعصف باليمن"، كما اتهمها "بدعم داعش والقاعدة، والحيلولة دون استقرار اليمن منذ 40 عاما". إلى ذلك، غادر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، صباح أمس الأربعاء، العاصمة طهران، متوجها إلى مسقط، في زيارة قصيرة يبحث خلالها مع المسؤولين العمانيين آخر التطورات الإقليمية، لاسيما الوضع في اليمن. وأفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، بأن زيارة ظريف إلى سلطنة عمان تستغرق ساعات قليلة، يغادر بعدها إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، صرحت في وقت سابق، بأن زيارة ظريف إلى باكستان تأتي في إطار العلاقات الثنائية، وبهدف دراسة أحدث التطورات في العلاقات، والمزيد من التعاون بين الجانبين. كما سيبحث مع كبار المسؤولين في هذا البلد، التطورات الإقليمية والدولية. وفي المساعي ذاتها، صرحت مصادر في الرئاسة الإيرانية، أمس، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا على العمل المشترك من أجل تحقيق حل الأزمة اليمنية المستمرة منذ عدة سنوات. وقالت هذه المصادر إن أردوغان وروحاني شددا على أهمية إجراء مباحثات مع السعودية ودول مختلفة، من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي وسياسي للأزمة اليمنية. وأوضحت أن الطرفين أكدا على ضرورة بدء حوار سياسي متزامن مع وقف الاشتباكات المستمرة في اليمن، من أجل إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المتضررين، لافتة إلى أن الزعيمين اتفقا على تناول آلية ومحتوى العمل المشترك خلال الأيام المقبلة. وكانت الأزمة اليمنية على أجندة اللقاء الذي جمع الزعيمين في العاصمة طهران، خلال الزيارة الرسمية التي يجريها أردوغان إلى إيران. أخبار من الرئيسية 13 شهيداً و26جريح في قصف طيران العدوان السعودي مواقع عسكرية وإحياء سكنية بمحافظة عمران منها مسجد - صور موسكو : من المستحيل أن نوافق على الطلب السعودي (الجيش في عتق والغارات السعودية الأمريكية تقصف عمران وصنعاء والبيضاء وصعده) تركيا تحولت من مشاركة في التحالف إلى وسيط : سلطنة عُمان تكثف من تحركاتها لإطفاء النيران المشتعله في اليمن - فيديو إعلان مهم صادر عن الناطق الرسمي بإسم أنصار الله محمد عبدالسلام