"رب يوم بكيت منه فلما.. صرت في غيره بكيت عليه" لم يبق في عدن للسيطرة عليها، إلا التلفزيون، لأن الإعلام تلميع وسباكة وربما نفاق عند البعض، وأنى لعمل كهذا أن يحدث بوجود أناس قد تنسموا الحرية وشمروا السواعد على أن يكونوا في خدمة هذا الوطن لا خدمة الأفراد. عدن تعاني منذ سنين، لكن اليوم فاقت المعاناة الحد.. فبعد استقرار قناة عدن الفضائية واعتدادها بكادرها المجرب والمعاصر، وبعد تسليم القيادة لمهندس يفهم ما في هذه القناة فنيا وعلمياً وإدارياً وتقنياً وعدني المولد والتعليم والهوى، كما يقولون، زادت المحطة في الظهور المتألق.. فلم يعجب المتنفذون أصحاب ثورة التغيير، وأبوا إلا أن تعود القناة تابعة لقناة اليمن الفضائية بسيطرة المركز المقرفة التي شبعنا منها في سنوات مضت، لكنهم اليوم يريدون إعادة الكرة ولكن.. لن تسلم الجرة. لقد تكالبت الأمور على قناة عدن في هذه الأيام، ووصلت الأمور للسيطرة عليها بقوة عجيبة، يعني بالعودة لبيت الطاعة.. والله عيب يا هؤلاء وعيب على وزير الإعلام الذي لم يحترم عدن ولا أهلها، عيب على وزير جاءت به الثورة فحول كل شيء إلى عمل حزبي مقيت.. عيب على وزير لم يستمع لأناس هم علموه وأوصلوه إلى سدة الوزارة لكنه صار للأسف يسير كما يريدون له، وعاده يقول إنه مستقل. قناة عدن عصية على (الإعلام) ويتذكر الوزير أيام زمان عندما حاولوا تغيير الاسم كيف تحركت الأقلام والمثقفون والشارع اليمني عامة والعدني خاصة لمجرد تحويل الاسم من (القناة الثانية إلى (22مايو).. وكان الوزير المحترم حسين العواضي هو صاحب الموقف الذي جعل القناة تسير كما أراد لها القادة في عدن.. لأنها لم ولن تكون إلا كذلك، في ظل استقلالية العمل الإعلامي وعدم رضوخه لإرادات انتهى زمنها. سلسلة تعسفات قام بها الوزير، وكأنه يتصرف في توزيع عمال بناء (كولية) وذلك بتكليف مدير الفضائية (حسين باسليم) لتنفيذ المهمة وكنا نأمل من باسليم أن يربأ بنفسه عن هكذا عمل وهو يعرف تماماً أن عدن لا تستحق هذا العسف الذي وإن كانوا يريدونه، لكن ليس اليوم هو موقعه ومكانه، فالأمور ستواجه بقوة الرفض وسوف يؤدي ذلك إلى رص الصفوف ما سيزيد الصلابة لرفض كل ما يأتي من المركز، ألم يع هؤلاء حال ووضع عدن البائس بسببهم؟! ننصح أن تترك الأمور للعقل والمنطق، وأن لا يتم التهاون بالكفاءات، فلقد بدأت القناة تظهر بفضل قيادتها وكوادرها الميامين جميلة جميل، أيمن أمين، رندا عيكور، عامر باسلام، أمل بلجون، عبدالله الربيح، محسن سليم، محمد غانم وصف طويل من الكفاءات التي نثق أنها ستكون الصخرة الصلبة التي سوف يصطدم بها من يحاول النيل من القناة وتغيير قيادتها وكفاءاتها، هذا الوقت بالذات. وصدق الشاعر الجاهلي القائل: "كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يهنها وأوهى قرنه الوعل"! ولمثقفي وإعلاميي عدن وناسها نقول: لا تدعو الباطل يمر ليجد لنفسه مكاناً بينكم، تراصوا للدفاع عن قناة عدن الفضائية.. فهي ما تبقي لنا من وجه يجب الحفاظ عليه.. وكذا المكتبة (أرشيف عدن الذهبي) فلو نجح الوزير في الاستيلاء عليها، وهو قد عين مسئولاً عنها من لديه، أقول لو نجح في ذلك فسوف يطمس تاريخ عدن تماماً، وسيتم سرقة المخزون كله.. وهو المراد به إفقار القناة، وسلب عدن كل ما تفاخر به.. وهيهات له النجاح! فلنتآزر لحماية ما تبقى لنا من إرث في هذه المدينة، ولنفشل أية مساعي هدامة.. مهما كان مبررها.. وعلى من يقف في هذه القناة الحفاظ عليها وعدم تركها نهباً للمخابيل، فاليوم ليس كالغد.. والله يشهد. ونجدها فرصة لنشكر الوزير المثقف والسفير حسين ضيف الله العواضي الذي كان ومازال صاحب موقف نعتز به، رغم أننا كنا نختلف معه، لكنه أكد أن الاختلاف رحمة وإصلاح لواقع الحال.. ونكن له الاحترام، الذي لن تمحوه السنون أبداً مثلما نكنه للمهندس محمد غانم وطاقم العمل معه. • إشارة عرضت قناة عدن مساء الثلاثاء 14/5/2013م خبر تكريم عمال وموظفي قناة عدن الفضائية بمناسبة عيد العمال وألقيت كلمات من قبل مدير القناة المهندس محمد غانم وعثمان كاكو رئيس اتحاد النقابات بعدن ثم رئيس نقابة التلفزيون.. الخبر نفسه عرضته الفضائية اليمنية بعد نصف ساعة، ويا للأسف فقد حذفت كلمة المهندس محمد غانم من قوام الكلمات "ولا تعليق"!