استغرب كغيري من عشرات آلاف المواطنين في عدن والوطن الهجمة الشرسة على فضائية عدن، التي بدأت تعيد للمواطن مكانته وتعبر عن آماله وأحلامه ومزاجه، بعد أن كانت لسنين خلت تابعة للمركز تبعية ذيلية، و (كوبي تو كوبي) كما يقول المثل .. فلم يستكثر البعض اليوم على هذه القناة أن تعمل بكفاءات وطنية - عدنية - يمنية ، ذات تجارب معاصرة، وخبرناها نحن في مجال العمل الإعلامي مع التربية لأكثر من (35) سنة، هي عمر الوظيفة الإعلامي بتربية عدن، منذ كانت التربية وزارة، حتى صارت إدارة وفرعاً بعد عام 1994م. ما الذي يراد لقناة عدن اليوم .. أيريدون أن يحولوها مسخاً وطبلاً أجوف، ونحن مازلنا في مرحلة انتقالية لم تكتمل سنتاها بعد؟.. ثم أين هو التقييم المنطقي والعاقل والأمين لعمل هذه القناة الأثيرة، بالأمس القريب واليوم .. أين نحن من الأمس الذي جعلنا نصرف النظر عن حاجة اسمها ( قناة عدن ) للمشاهدة .. لكننا اليوم للأمانة نوليها اهتمامنا الكبير ونتابعها عبر برامج جميلة وهادفة وتمس المواطن مباشرة .. وهل أجمل من ( خطوط حمراء ) للرائع : عامر علي سلام ، زميلنا العزيز الذي تحول من القلم المقروء إلى الكلمة المرئية ، وصار برنامجه ينافس برامج قنوات كبرى وبنجاح كبير.. ثم برنامج الإعلامية بنت الإعلامي البارز رندا صالح عكبور وبرنامجها : هنا عدن .. والبرامج الحوارية والاجتماعية العديدة.. هذه كلها ما كانت لترى النور وتلاقي اهتماماً كبيراً من المشاهدين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم.. لولا القيادة الحالية، وهي قيادة جديدة/ قديمة ، فقط أنها تحررت من التبعية المفرطة، واستطاعت أن تفعل ما لم يفعله آخرون .. فهل هذه نقيصة .. أم هي مصدر فخر واعتزاز ، ينبغي أن يلاقي مكافأة ودعماً من الدولة سواء للكوادر أم لتحديث الأجهزة لتزيد من الانتشار المهم للناس وقضاياهم.. بدل أن نفكر بمنظور حزبي مريض للاستيلاء على مرافق عدن في هذه الفترة التي يجب فيها أن لايمس هذه القناة إلا ماهو داعم ومؤازر لها؟! الحقيقة لسنا مع شخص ضد شخص آخر.. لكننا مع الشباب والنشاط الخلاق.. وهو ما يجب أن يلاقي اهتمام الدولة والحكومة .. ويكفي الغليان في هذه المحافظة.. يكفيها ظلما وجوراً ..ودروس عام 1994م ماثلة للعيان .. وماتزال.. إن الإقصاء والكيد للكفاءات العدنية المجربة المتنورة سيكون له مخاطر كبيرة لو لاقى دعاة هذه التوجهات دعماً كبيراً.. ولانشك في أن يحدث ذلك.. المهم كيف نصمد تماماً، مثقفين وكتاباً وصناع رأي ومنتديات وشارعاً عدنياً ضد ما يحاك لهذه القناة من بعثرة وسيطرة ومستقبل مجهول .. وقناة عدن هي آخر ما يفكر فيه هؤلاء الذين لا يرون إلا ما يروق لهم إمعاناً في ( نصف الكوب الفارغ ) ليس إلا ! قناة عدن يجب أن يستبسل كل من فيها ويدافعوا عنها وعن قيادتها ولن تستطيع أي قوة اليوم أن تخضع أصحاب المصلحة لرغبات الجشعين .. فالبلد مليئة بالفضائيات ، ومن لا تعجبه قناة عدن الفضائية فليفتح له ( فضائية خاصة به ).. أما عدن وقناتها والكادر العامل فيها، فهم أجدر بدعمنا وإحناء الهامات لهم إجلالاً لما يقومون به .. وفي العمل اليومي تحدث أخطاء لكنها ليست بعيدة عن التقييم ، إن وجدت، لكن ليس على طريقة ( المواقع الالكترونية ) والكلام غير المسؤول.. وخير الكلام هو مايشير إلى الواقع العملي اليومي وبس. وشكراً لمحمد غانم، المهندس المخضرم في القناة والذي يحظى باحترام الجميع.. فلقد أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب و ( الميه تكذب الغطاس ) ! والحال التآمري أيضاً ما انفك لالتهام صحيفة (14 أكتوبر) والتي سوف نتناول مسارها في مقال آخر إن شاء الله. وعيد عمال سعيداً على كل اليمنيين وعساه عام سلام ووئام!.