يبدو أن الفنان المصري بهاء سلطان , سيقوم بتحديث اغنيته « قوم أوقف وانت بتكلمني » , إلى « قوم اوقف وانت بتحاورني» , ويهديها الى مؤتمر الحوار الوطني اليمني , ليشكل ثنائياً جميلاً في مكتبة المؤتمر مع أوبريت « حوار القلوب » , الذي أذيع يوم الافتتاح , في 18 مارس . حتى اليوم , مر على أعمال مؤتمر الحوار الوطني ثمانون يوماً ، يومها قلت إن المؤتمر يضم 565 ضميراً , لكن يبدو أنه سيشهد 565 وقفة احتجاجية . قطع مؤتمر الحوار , أكثر من ثلث المدة , ولا نعرف حتى الآن ما الذي قطعه في معالجة القضايا المطروحة أمامه ، حتى اللحظة المؤتمر ناجح فقط في إقامة الوقفات الاحتجاجية الكبرى ، ذهبت الشهور الماضية وقفات احتجاجية , ونزولاً ميدانياً إلى المحافظات , وسندخل في رمضان , واذا كان نصف المتحاورين يتغيبون في رجب , وإن حضروا , فمن أجل الوقفات الاحتجاجية , فكيف سيصنعون في رمضان المبارك .. ربما إن أعضاء الحوار أرادوا تكثيف الوقفات الاحتجاجية قبل حلول شهر رمضان , لكي يرتاحوا في الشهر الكريم , ويهنأوا بنوم عميق . مؤسف أن يتحول المؤتمر الذي يؤمل عليه اليمنيون في حل قضاياهم , إلى تجمع للافتات تُسّطح القضايا؟ ما الذي استفدناه ، نقل الاحتجاجات فقط من داخل خيمة الى فندق خمسة نجوم ، اجتمع الذين كانوا يتظاهرون في الستين والسبعين تحت سقف فندق واحد فقط لرفع اللافتات والشعارات أيضاً. مسكينة هذه الأممالمتحدة . اليمنيون الذين يخدعون حتى إبليس , خدعوها , وجعلوها تنفق دولاراتها على وقفات احتجاجية باهتة , ولا تحمل نوايا بريئة للحوار الوطني , ولليمن أجمع . كل يوم تتحفنا الصحف , وخدمات الموبايل الاخبارية , بأنباء الوقفات الاحتجاجية , وتتعامل معها وكأنها خبر مهم .. المضحك أن الأعضاء يظهرون متحمسين للوقفات أكثر من حماستهم لمناقشة شكل الدولة القادمة أو الدستور القادم . . اذا صادف يوم لا توجد فيه عملية قتل أو اختطاف , ينفذ الحواريون وقفة احتجاجية ضد شجرة القات ، واذا مر اسبوع ولا يوجد فيه وقفات , يتذكر أدمغة اليمن ال 565 , قضية قتل حدثت قبل عام لتاجر ,وقضية اختطاف وقعت قبل عامين لطفل , وهكذا , ولم يتبق إلاّ أن نسمع في الأيام القادمة عن وقفات احتجاجية تأخر موسم «المناصف» (البلح ) , ووقفة احتجاجية تستنكر استيراد الطماطم من الخارج , وهذا ليس بمستبعد .. مخجل ما يجري , ومخجل أن يتمادى أعضاء مؤتمر الحوار – الذي يتواجد فيه الكثير من العقلاء – الى مسرحية تجعل اليمنيين مسخرة أكثر مما يعرفهم الناس . الوقفات الاحتجاجية ليست وظيفة أعضاء المؤتمر. اجتماعهم هناك الغرض منه مختلف , لا رفع اللافتات والوقوف أمام عدسات الكاميرات التي ترى في تلك الوقفات غنيمة .. والآن , ماهو شعور أعضاء مؤتمر الحوار , عندما سمعوا تصريح مصدر في الأمانة العامة , بأنه سيتم تغريم كل عضو 500 , او 200 دولار , على كل وقفة احتجاجية يشاركون فيها ، هل شعروا بسعادة , أم أنهم ظهروا كمجرد «شُقات» , لا يتم تأديبهم , أو إسكاتهم إلاّ بخصم «شقاهم» اليومي ، هزلت!؟. [email protected]