قبل أعوام وتحديداً عند 2004م عندما قررت السلطة اليمنية خوض حرب ضد حسين بدر الدين الحوثي الذي شرع في نشاطه الفكري والدعوي ليصبح أمام مواجهة عسكرية فرضت عليه وما هي إلا أشهر حتى أستطاعت الحكومة اليمنية حسم المعركة حسب ما قاله الإعلام حينها بمصرع زعيم أنصار الله . لكن المعركة لم تحسم , فقد خاضت القوات الحكومية ست جولات أخرى أدت الى إتساع رقعة نفوذ أنصار الله الذين كانوا بالعشرات في الحرب الاولى وأصبحوا بالمئات في الثانية والثالثة والآلاف في الرابعة والخامسة ولم تنتهي الحرب السادسة إلا بعشرات الآلاف من المؤمنين بفكر الجماعة والمناصرين لها .
كانوا في مران وحيدان وأصبحوا في كل صعدة ومن ثم بعض الجوف وأجزاء من حجة فأصبحوا فيما بعد في صنعاء وتعز والجنوب والشمال والشرق والغرب .
اليوم يستعد أنصار الله لدفن زعيمهم وقد أصبح لهم من المكانة والحضور ما لم يكن يتخيله أي مقاتل أنتمى إليهم خلال جولات الحروب السابقة وأصبح لهم من النشاط الفكري والإعلامي والسياسي الكثير والكثير سيما بعد إندلاع الثورة الشعبية الشبابية السلمية .
في صنعاء وعدن وتعز والحديدة وصعدة وحجة ومدن أخرى رفعت فيها صور زعيم الجماعة ومؤسسها السيد حسين بدر الدين الحوثي حتى أمام بوابة الفرقة الأولى مدرع سابقاً وعلى مقربة من مكتب الجنرال علي محسن الاحمر رفعت صورة مجسمة وكبيرة على لوحة إعلانية لزعيم أنصار الله .
من مقر الفرقة الأولى مدرع وقيادة المنطقة الشمالية الغربية كانت تدار حروب صعدة الستة ومنها تعطى الاوامر بالقصف والتقدم والتراجع والهجوم والإنسحاب حتى ان البعض أعتبر أن العداء أصبح بين الحوثيين والفرقة وقائدها علي محسن الأحمر وليس مع الدولة أوالسلطة ككل .
اليوم ترفع صورة حسين بدر الدين الحوثي في صنعاء في الوقت الذي يبحث فيه علي محسن الأحمر عن دعم أقليمي للحفاظ على بعض نفوذة ومن أجل إستعادة بعض السلطة لتعيينة نائباً للرئيس بعد أن غادر مقر الفرقة الذي تم تحويله الى حديقة عامة وذلك بقرار رئاسي لاقى إرتياحاً شعبياً واسعاً .
الحوثيون الخطر الأكبر هكذا يقولها علي محسن الأحمر في تقديمه لمبررات بقائه كونه القائد القادر على مواجهتهم حسب وصفه , في حين أن تاريخ الجولات الست يؤكد غير ذلك , فالحوثيون أزدادوا إتساعاً ونفوذاً مقابل تقلص نفوذ وحجم الجنرال وليس الجنرال فحسب فالرئيس علي عبدالله صالح نفسه أصبح خارج السلطة بينما الحوثيون يتأهبون للوصول إليها .