الكثير أنزعج مما شاهده في فعالية تشييع زعيم الحوثيين الشهيد حسين الحوثي فقد تحولت صعدة والمحافظات المحيطة بها الى ساحة ممتدة للمسيرة القرآنية التي أسسها قائد الجماعة وأتحدى كائن من كان أن يقول أن هذا التوسع جاء تحت ضغط السلاح كما يقول البعض , فليس من المعقول أن كل من حضر مراسيم تشييع حسين الحوثي أعلنوا إرتباطهم بالجماعة ومناصرتهم لما تنادي به وتبنيهم لخطها الشرعي والسياسي أنضموا أو ناصروا الحوثيين تحت الضغط والإرهاب ولهذا فتوسع الجماعة مشروع مادام ليس مفروضاً بالقوة .. ما بين وقت وآخر نسمع القنوات ونقرأ الصحف والمواقع ونجد الكثير من الأكاذيب التي قد لا تتوافق ومنطق المسلمات والبديهات فمن المستحيل لجماعة كانت عام 2004بالعشرات وعانت الإرهاب السلطوي المدعوم خارجياً وقتل من قادتها العشرات حتى ان حسين الحوثي ضحى بنفسه من أجل أهدافه التي نحترمها جميعاً .
كيف لجماعة واجهت الدولة وأجبرت على إستخدام السلاح للدفاع عن نفسها كما يعلم الجميع وعليكم العودة الى أرشيف التلفزيون اليمني وكيف كان يحرض ويكذب على الحوثيين ومع كل ذلك ما هي إلا سنوات حتى وصلت أصداء صوت حسين الحوثي الى كل محافظات اليمن بل والى خارج اليمن .
الحوثيين كانوا بالعشرات ثم أصبحوا بالمئات في الحرب الثالثة ثم الآلاف في الرابعة وعشرات الآلاف في السادسة عندما أصبحت السعودية طرفاً في الحرب عليهم واليوم ها هم بالمئات .. وكأن الدولة والأحزاب والقوى الأقليمية كلما هاجمتهم زادوا قوة .. هذا ما تخبرنا به الأحداث فبالأمس القريب خاض الجيش الحكومي والجيش السعودي حرباً ضروس ضد الحوثيين أستخدموا فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة ومع ذلك خرج الحوثيين منتصرون ليعلنوا مسيرة أنصار الله .
واليوم تحاول بعض القوى حشد الحشود للمواجهة ولكن هي تدرك تماماً كيف أصبح أنصار الله ولهذا لا تجد سوى بث السموم عبرا لإعلام لنشر الأكاذيب والأباطيل وإستخدام اللغة المذهبية المقيته والطائفية وهي لغة الضعفاء فعلاً .
يطالبون أنصارالله أن يتحولوا الى حزب سياسي ... وأنصار الله أثبتوا جدارتهم حتى في الحياة السياسية وهذا بشهادة ياسين سعيد نعمان عندما قال بنفسة بعد لقاءه بالسيد عبدالملك الحوثي عندما وصف موقف الحوثيين بالإيجابي وأثنى على طريقة تعاطي حركة أنصار الله مع مختلف القضايا الوطنية ومناصرتها لكل مطالب الشباب وتمسكها بخط الثورة . حتى اولئك الكتاب الذي نحترمهم كثيراً لا يجدون إلا الحوثيين ليصبوا غضبهم عليهم ويفرغوا شحناتهم بالإتهامات الباطلة وتكرار نفس الأساليب اللغوية والمصطلحات التي لم تعد محل مصداقية لدى أبناء الشعب اليمني كالسلالية وغيرها لكن على ما يبدو أن الكتاب من اليساريين على وجه التحديد لم يعلموا بعد أن لأنصار الله مكتب سياسي في صنعاء يمارس عمله السياسي ونشاطه المجتمعي الذي يعم اليمن حتى أصبح صالح هبرة نائباً لرئيس مؤتمر الحوار أي نائباً لرئيس الجمهورية .
اليوم تعود وسائل الإعلام بإسطواناتها المشروخة لتهاجم أنصار الله في الوقت الذي يفترض بها ان تثني على دورهم السياسي إذا كانت فعلاً حريصة على إنجاح التسوية السياسية .