أيوب طارش لم يمت .. ومثله لا يموت .. ففنه باقي ... وسيبقى بقاء هذا الوطن ... في العام 2010 عاد الفنان الكبير أيوب طارش عبسي من رحلة علاجبة .. قررنا وقتها نحن مجموعة من الشباب تكريمه فتواصلنا معه ووافق بتواضع شديد وكان اليوم التالي لحظة التكريم وبحضور جماهير كبير وكان الإعلامي عبدالله بن عامر هو من قدم الفنان وصاغ بيان تكريمه حتى ان الفنان أيوب طارش ذرف الدموع عندما سمع ما قيل عنه في تلك اللحظات . والى تفاصيل ما حدث : آجزم أن أيوب طارش عبسي قد صنع فينا من الوطنية مالم تستطع صنعه المؤسسات والمنظمات بل والدولة بما تمتلكة من إمكانيات وبما يحتمه عليها دورها في تعميق الولاء الوطني وقد أستطاع أيوب القيام بكل تلك الأدوار بإمتياز في تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية رابطة الإنتماء وقيم الولاء الوطني وحرك فينا من المشاعر الوطنية ما لم يستطع القاده والمفكرون والسياسيون فعله فكان أيوب الفنان والإنسان وطني من الطراز الأول ومعلماً نستلهم منه حُب الوطن والإعتزاز به . أيوب ودموع محبيه .. بعيداً عن العتب الذي كان لابد منه على مسئولينا وقيادتنا السياسية التي لم تعطي هذا الفنان حقه من التكريم والعناية ولا يكفي التكفل بعلاجة بعد مناشدات ورسائل أكتضت بها صفحات الجرائد فأيوب قدم الكثير تجاه هذا الوطن ومع اللفته الطيبة من قبل منظمة التلاحم والوفاء الوطني التي كرمت أيوب الأربعاء الماضي والذي غاب عنها الكثير من المسئولين بالرغم من دعوة المنظمة قيادات عُليا التي لم تحضر فقد كرم الناس البسطاء أيوب الذين أحتشدوالى القاعة وعندما كُنت أتلو قرار المنظمة كان الجمهور واقفاً ومع صعود الفنان للمنصة رافقه التصفيق الحار وكاد أيوب أن يذرف الدموع جراء تأثرة للموقف وحين رجوناه إلقاء كلمة بسيطة قال فيها "إنني لم أعمل إلا القليل للوطن الذي عانى كثيراً من الجهل والتخلف " وبعدها غادر القاعة بتواضع تام ولم نستطع معها إيقاف الناس الذين اصروا على التسليم عليه ووالإطمئنان على صحته والبعض منهم لم يتمالك نفسه وهو يرى هذه القامة الفنية بهذا التواضع فالبعض منهم ذرف دموعة وقت صعود أيوب للمنصة لإستلام الدرع فكان موقفاً لا ينسى لفنان طالما تغنى بالوطن وبالأرض الطيبة وقدم لنا الكثير من الدروس الوطنية والقيم المثالية في التعاون والحب والسلام وإشاعة روح الأخوة بين أبناء الشعب وتمجيد قيم العمل وحُب الأرض . أيوب الذي قدس الوطن الكثير من مسئولينا لا يعرفوا أيوب فقد أمتهنو التنكر لكل شيء وطني وكثير ما يزعجهم أيوب بأغانية التي لا يقدس فيها رئيس ولا ينزه فيها مسئول فالوطن عنده كل شيء وهذا ما جعله حاضراً في وجدان الشعب والأجيال أيوب الرسالة الوطنية وللعودة الى جو التكريم فقد كان لي شرف تقديم الفنان وتلاوة قرار المنظمة والذي قلت فيه : غنى .. فغنت معه الارض والإنسان .. غنى للثورة وغنفوانها ,, وللسبعين وبطولاته وللشهداء وتضحياتهم وللشباب وآماله وللشعب وتطلعاته وللوحدة وعظمتها وللعامل وعطائه وللفلاح وكبريائه وللجندي وشجاعته . غنى فأعاد لنا بعضاً من تاريخنا المتوقد وحكى لنا حكايات إنتصارات رجاله الأوفياء ومعه كُنا نقضي أيامنا منذ الصبا " من بكر غبش " وحتى أذكرك والليالي ومعه كُنا نرتحل ونسافر ومعه دعونا للحب والسلام ومعه كنا نعانق السماء شموخاً ونزهو معها عزاً ونصراً ومعه عرفنا الكثير والكثير عن الوطن الجديد الذي يمضي بثبات نحو الشمس .. يتخطى حدود الزمن ويتجاوز المستحيلات بإرادة كُنت أنت يا أيوب المعُبر عنها وبعنفوان كُنت أنت يا أيوب عنوانه فرافقت مسيرة التحولات ومسيرة التطور والكفاح وبلا كلل أو ملل فكنت شاهداً حياً على أيام اليمن الجديد فُكنت صوت الثورة في أوج عطائها فزدتها إتقاداً وتوهجاً وبشرت بالوحدة عندما كانت حلماً تداعب أيام اليمن فكنت صوت الشعب يوم زحفه العظيم نحو قدرة المحتوم فصرخت في وجه التشطير وقلت لا شمالاً لا جنوباً في الوطن . فكم أبدعت يا أيوب في نسج خيوط الأمل وفي رسم ملامح الغد فشدوت يوماً " أملاؤا الدنيا إبتسامة وأزرعو في الشمس هامة " فكم كنت رائعاً وأنت تعطينا الدروس وكم كنت رائعاً وأنت تسقينا الوطنية وتزرع فينا حُب الوطن وتزودنا بجرع الإنتماء وكم كُنت ملهماً وأنت تعلي من شأن الوحدة وتمجد أيامها وتبارك خطوات السائرون على دروباها ... فكنا نسمو معك ونحب معك ونحزن معك ونفرح معك فكنت ذاكرتنا التي رافقت أيامنا وخلدتها بطريقة مختلفة ومغايره . آه كم حركنت فينا ترانيم عودك وهمسات صوتك الشجي من المشاعر وكم أشعلتها غضباً وتوقداً وزدتها توهجاً وتألقاً فقد جئتنا صباحاً دون أن تغادر فمثلك يا أيوب لا يغادر وتظل تعطي الدورس تل والدروس وتزرع فينا الأمل وتبعث في نفوسنا التوهج والعنفوان وتشد من أزرنا إن غزانا اليأس يوماً فأحببنا الوطن ومضينا في ركبه سائرين فتوحدت قلوبنا وتلاحمت في عشق تربته الطاهره فأحببناه حد الجنون وعشقناه حد الهذيان . قرار تكريماً لدورة الوطني البارز وإسهامة الفعال في تعميق قيم الولاء والإنتماء وتعزيز الوحدة الوطنية وإسهامة الكبير في تطوير مسيرة الفن المين والحفاظ على التراث الشعبي والإرتقاء بدور الأغنية الوطنية خدمة للوطن فقد قررت الهيئة الإدراية لمنظمة التلاحم والوفاء الوطني منح فنان الثورة والوحدة فنان السهل والجبل والوادي فنان الأرض والإنسان .. فنان اليمن الكبير وملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية أيوب طارش عبسي درع المنظمة درع الوفاء الوطني . فنان اليمن الكبير : غنى الصنعاني فأجاده وشدا بالتهامي فأتقنه وعنى اللحجي والعدني وجميع ألوان الغناء الشعبي إنه أيوب طارش عبسي ملك الأغنية اليمنية الأصيله
