تقديراً وعرفاناً لمسيرته النضالية والوطنية ولجهوده الفنية ودوره في نقل الغناء والفن اليمني الأصيل إلى كافة دول العالم قام محافظ محافظة الحديدة أكرم عبدالله عطية ومعه الدكتور حسين قاضي رئيس جامعة الحديدة والدكتور علي جنفدي مدير مركز الأبداع والموروث الشعبي بتكريم الفنان الكبير أيوب طارش عبسي وذلك بتسليمه درع محافظة الحديدة إلى جانب شهادة تكريم .فيما منحته جامعة الحديدة درجة الدكتوراه الفخرية في مجال الفن عرفاناً بالدور النضالي الكبير للفنان في مجال الإبداع الفني إلى جانب درع تذكاري مقدم من قبل اتحاد الفنانين العرب ودرع مقدم من جمعية الحديدة للموسيقى وسط حشد كبير من الفنانين والشعراء والأدباء والقيادات العسكرية والأمنية وقيادات السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية وزملاء الفنان ومحبيه من جمهوره الواسع. قامة فنية عملاقة وفي الحفل الذي أقيم في ختام مهرجان الفن والثقافة والإبداع الذي نظمته جامعة الحديدة ممثلة بنيابة شئون الطلاب ومركز الإبداع والموروث الشعبي منذ الأحد الماضي تحت شعار: الثورة اليمنية.. الآفاق والطموحات قال محافظ محافظة الحديدة أكرم عطية في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة: هذا هو أستاذنا الكبير أستاذ الفن الأستاذ أيوب طارش ونقف اليوم لتكريمه فهو يستحق منا الجميل .. مشيراً بأن تكريم هذه القامة الوطنية العملاقة التي أثرت الساحة الوطنية بثوريتها ينشر فينا الفرح والحماس معاً ويعمل على شحذ الهمم في النفوس من خلال حضور القيم والدلالات العظيمة لهذا التكريم للفنان أيوب طارش عبسي الذي وحّد اليمن بكلماته وأغانيه الوطنية والنضالية، وغنى للشعب والوطن بأغانيه وتقاسيم عوده وإيقاعات وترانيم صوته في الوقت الذي كان السياسيون يتفقون ويختلفون فيه. دور وطني من جانبه قال الدكتور حسين قاضي رئيس جامعة الحديدة: بأن تكريم فنان اليمن أيوب طارش يأتي عرفاناً لدورة البارز وإسهامه الفعال في تعميق قيم الولاء والانتماء وتعزيز الوحدة الوطنية وإسهامه الكبير في مسيرة الفن اليمني والحفاظ على التراث الشعبي والارتقاء بدور الأغنية الوطنية لخدمة للوطن. وأضاف رئيس جامعة الحديدة بأن هذا التكريم ليس إلا أقل القليل لمثل هذا الفنان الكبير المحتفى به وهو بسيط ومتواضع جداً أمام عطاءاته الوطنية, إذ أن الفنان الكبير أيوب ومن خلال أغانيه جسّد توحد اليمن أرضاً وإنساناً قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة في ال 22 مايو1990م. الفنان الكبير المحتفى به أيوب طارش عبر في تصريح ل “ الجمهورية “ عن شكره العميق لجامعة الحديدة ومركز الأبداع والمنظمين للحفل على هذا التكريم الذي يعتز به كثيراً واصفاً أبناء الحديدة بأنهم من يحملون في قلوبهم المحبة مؤكداً بأن حضور الشاعر الكبير عبدالله عبد الوهاب نعمان الملقب بالفضول يعتبر واحداً من أبرز المستحقين للتكريم والذكر فكلما حضر وذكر أيوب طارش فهو (الفضول)، وقال بأن الفضول صاحب الكلمات الرائعة التي شكلت نمطا مميزاً في الفن اليمني الأصيل .. وفي الحفل الفني الذي تخلله عدد من الفقرات الفنية المعبرة بالمناسبة قدم الفنان الشاب والمبدع محمد شجون معزوفة غنائية بالعود ألهبت مشاعر الحاضرين ونالت اعجابهم كما قدم الفنان محمد اليتيم وصلة غنائية متميزة نالت استحسان الحضور كما قدمت في الحفل لوحات غنائية قدمتها زهرات مدرسة عذبان ومدرسة أسامة بعنوان الحوار رسالة الإسلام واليمن واحد ... عدد من محبي وزملاء الفنان الكبير أيوب طارش عبروا في أحاديثهم عبر صفحة فنون “ الجمهورية “ عن فنان الوطن أيوب طارش في الكلمات الأتية: البداية كانت مع الدكتور عبده هديش نائب رئيس جامعة الحديدة لشئون الطلاب بجامعة الحديدة والذي قال: ها نحن اليوم في جامعة الحديدة ندشن ونقطف أولى الثمار من أجل الأبداع ومن أجل الفن ومن أجل خدمة المجتمع بتكريم فنان الوطن أيوب طارش عبسي والذي قدم للوطن الكثير والكثير بأغانيه الوطنية والنضالية. تكريم مستحق وأشاد هديش بإسهامات الفنان أيوب طارش الوطنية وبما قدمه للوطن من أغان وطنية ذات طابع خاص خلال مسيرة حياته الفنية سواء في مجال الأغنية اليمنية أو الأناشيد والأغاني الوطنية التي أثرى وأطرب بها قلوب اليمنيين ... وعبر الأستاذ علي بكارة مدير عام مكتب الثقافة بمديرية باجل عن بالغ سعادته لحضوره اليوم تكريم فنان الوطن أيوب طارش ومشاركته في المهرجان المتميز ثقافياً وفنياً وتراثياً ... وأشار بأن تكريم الفنان أيوب طارش له دلالات واضحة بأن هذا الرجل قدم للوطن الكثير من غنائه وكسبنا منه أرثاً فنياً وعطاءً وإحساساً في كل المناسبات وعايشنا معه اليمن أرضها وسهولها ووديانها وفصولها عشقاً ومعنى فهو جدير بكل الحب والتقدير والخلود. وأشار بكارة إلى أن الاحتفال بتكريم الفنان الكبير أيوب طارش في محافظة الحديدة يبعث لنا الفخر والاعتزاز من أجل النهوض بالمحافظة وبالفن وبالوضع الثقافي والفني والإبداعي بشكل عام بما يليق بثراء وتميز وروعة وجمال المكنون الثقافي الإنساني الذي تزخر به تهامة وإعطائها المكانة والتقدير اللائق الذي تستحقه ... وقال بكارة بأن مدينة الحديدة مغيبة ومهمشة بشكل كبير فلا يوجد بها قناة فضائية خاصة بها لنشر فنونها وموروثها وإبداعاتها وأدبها وثروتها البشرية والفكرية والتاريخية التي مازالت مغيبة تماماً ومهمشة في نفس الوقت .. الشاعر والأديب آدم يحيى التكروري قال: بأن تكريم جامعة الحديدة للأستاذ فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية يعد تكريماً للوطن بصفته مبدعاً غنى للوطن و الإنسان اليمني، يستحق هذا التكريم من جامعة الحديدة إحدى الجامعات اليمنية الحكومية، والذي سيسجل سبقاً تاريخياً يحسب للجامعة في تكريم كوكبة من المبدعين اليمنين وفي مقدمتهم فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي، عرفاناً بعطاءاتهم المتميزة. وأعتقد أن تكريم المبدعين اليوم من قبل جامعة الحديدة، هي رسالة بعثت بها الجامعة إلى كل من يحترم الإبداع ويقدسه، إلى الأجيال اليمنية الحاضرة والقادمة، مضمون حالها يقول، أن تكريم المبدع استحقاق يجب أن يستحقه في حياته، ولاشك في أن الأمة اليمنية غنية بالمبدعين في كل المجالات. وأتمنى أن يصبح هذا المهرجان لهذا العام 2013 تقليداً سنوياً لجامعة الحديدة، تكرم فيه الإبداع والمبدعين اليمنيين فما أجمله من تقليد متميز انفردت به جامعة الحديدة .. الشاعر والأديب عبدالعزيز عجلان أحد المعجبين بفن أيوب طارش قال: يستحق الفنان الكبير أيوب طارش أكثر من ذلك التكريم كيف لا وهو الرجل الذي غنى للوطن وغنى للتراب اليمني وغرس فينا حب الوطن إنه رجل الفن والإبداع فنان الأصالة والذوق المرهف. عجلان قال في عجالة لن نستطيع أن نعطي هذا الفنان الرائع حقة فقد منح الوطن الكثير والكثير وشدا للوطن بأغنيات خاصة التي تناغمت مع وجداننا وطنياً فله من كل القُبل والحب والوفاء. مقتطفات من حفل التكريم سوء في التنظيم وعشوائية وفوضى سادت الحفل. وللعودة إلى جو التكريم فلم يكن حفل تكريم فنان اليمن الكبير أيوب طارش بذلك الحفل الذي يليق بمستوى المناسبة ويرقى لمستوى الحدث الفني الكبير والمناسبة الوطنية العظيمة ؛؛ فقد افتقر الحفل إلى الأسلوب التنظيمي الراقي والإعداد الجيد من ناحية الكلمات والفقرات الفنية إلى جانب التنظيم والعشوائية فقد سادتها الفوضى وعدم اتساع القاعة للحضور الذين جاءوا من مختلف المديريات للمشاركة في تكريم الفنان الأصيل أيوب طارش إلى جانب أن اللافتات القماشية التي علقت في المنصة لم تكن مناسبة ولم تحدد فيها صورة الفنان القدير أيوب طارش إلى جانب انتشار العسكر في المنصة والبوابة ومنع الصحفيين من التقاط الصور والفقرات الفنية لم تلبي طموحات الحاضرين الذين عبروا عن استيائهم للتنظيم والإعداد الذي لم يكن بحجم عملاق من عمالقة الفن والأدب الفنان الكبير أيوب وفي الحفل كان المنظمون فيه أكثر من عدد الحضور لذلك تعددت آراؤهم وتداخلت مهامهم ولم يتم توزيع برنامج الحفل إلا للصف الأول وحرمان بقية الحاضرين من برنامج الحفل مما أظهر الخلل التنظيمي الذي طغى على الاحتفال وجعله هزيلاً أمام المحبين لهذا الفنان الأصيل . باختصار من هو أيوب طارش؟ الفنان: أيوب طارش بن نائف بن ناجي العبسي من مواليد محافظة تعز من مديرية الحجرية منطقة الأعبوس عام 1942 م عمل الفنان طيلة عمره في مجال العزف واللحن والغناء ... الفنّان أيوب طارش فناناً مشهوراً، له الكثير من الأغاني والأناشيد الوطنية الرائعة رحل إلى مدينة عدن سنة 1373ه/1953م، ودرس فيها حتى حصل على الشهادة الثانوية من المعهد العلمي الإسلامي، ومن أبرز شيوخه: العلامة المجتهد (محمد بن سالم البيحاني). اتجه إلى الغناء منذ صباه، وكانت أول أغنية غناها بعنوان: “بالله عليك ومسافر”، من لحنه، وكلمات أخيه (محمد بن طارش)، وقد لاقت هذه الأغنية صدى كبيراً، خاصة بعد أن أرسلها صاحب الترجمة مسجلة في شريط إلى إذاعة تعز مع جمَّال يدعى (عبدالغني العمشة) سنة 1376ه/1956م، وبدأت أغانيه تُبثُّ، مما أكسبه شهرة سريعة؛ وخاصة لدى المغتربين، بسبب تناول قضايا الاغتراب في كثير منها. انتقل من مدينة عدن إلى مدينة تعز، وسافر إلى مدينة القاهرة سنة 1394ه/1974م، ومكث فيها عامين للدراسة الحرة في معهد الموسيقى العربية عمل في عدد من الوظائف منها: موظف في شركة الطيران اليمنية إلى عام 1389ه/1969م، ثم موظفاً في البنك اليمني للإنشاء والتعمير حتى سنة 1421ه/2001م. شكَّل مع الشاعر الراحل (عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول) ثنائيّاً فنيّاً، أنجحته قدرة الرجلين: الشاعر والفنان على انتقاء الكلمة وتطويعها، والتقريب بينها وبين الفصحى، واختيار القالب الموسيقى المناسب فظهرت بسبب ذلك عدد من الروائع الغنائية مثل: “لك أيامي”، ”طاب البلس”، ”مكانني ظمآن”، ”دق القاع”، «قلبي يسائلني عليك”، غير أن أشهر عمل لهما على الإطلاق هو أنشودة “رددي أيتها الدنيا نشيدي” التي اختيرت نشيداً وطنيّاً للجمهورية اليمنية، وفي مجال الأغنية الوطنية قدم صاحب الترجمة باقة من الأناشيد، وتعامل مع شعراء شتى، حصل على عدد من الجوائز والأوسمة منها: وسام (الفنون) من الدرجة الأولى سنة 1399ه/1979م، ودرع الثقافة سنة 1423ه/2003م. ويعدُّ مدرسة فنية قائمة بذاتها، جمعت بين الموروث بتطويره وتحسينه، وبين الإبداعات في مختلف الأغراض الإنسانية والفنية، واتجهت في الآونة الأخيرة نحو التصوف كقيمة روحية ثرية؛ فأبدع صاحب الترجمة في أغانٍ شتى منها أغنية “يا ربُّ بهم” و”جلاء القلب”، وغيرها شارك في كثيرٍ من الأسابيع الثقافية اليمنية في تونس، وليبيا، ومصر، والإمارات، والسعودية، والعراق، والسودان ولا يزال الفن والإبداع يعيش بداخله حتى اليوم ولا نستطيع أن نعطيه حقة أبداً فسيرته لن تكفيها سطور لنكتب فيها.