نص حوار دار بين الرئيس عبد الناصر والمشير عبدالله السلال 67م .. عبد الناصر: يا أخ عبد الله هل تتوقعون اننا سنبقى لديكم الى أخر الزمن السلال : لا، ولكن الى ذالك المستوى الذي يؤهلنا للوقوف على اقدامنا ينفعل عبد الناصر ويرد يا أخ عبدالله والله اننا محتار معكم، جربت معكم كل الوسائل والتجارب كلهافشلت، جربت الاعتماد على العديد من الشخصيات اليمنيه ممن كان يحبهم الشعب وكانوا احرارا هربوا من حكم الائمة وطغيانهم. جربت انماطا مختلفة من العسكريين ومن المدنيين ورجال الدين والمشائخ والقضاه ورجال القبائل، وغيرنا انظمة الحكم حتى تتلائم مع العصر الحديث قلتم لنا أننا لا نحتار من تريدون ومن تحبون فأستجبنا لرغباتكم واخترنا من تريدون من الرجال ولكنهم لا يلبثوا وأن يقعوا في أعقد الخلافات وأشد الأزمات وأنت تعرف بواعث هذه الخلافات،وليتها كانت على مبادئ وقيم. جربت معكم كل شي ولم ينفع معاكم شيء، حكومة ورى حكومة ، وعناصر ورى عناصر ، وقيادات تحتل مكان قيادات، أبعد هذا أتتصور أننا نستطيع أن نبقى وأن نصنع لكم شيئا. لقد أدينا دورنا بشرف وأمانه وتحملنا تضحيات يعلم الله وحده مقدورها ومداها ، وأنشأنا لكم جيشا عصريا ودربنا قيادات وحميناكم في أيامكم الأولى . ماذا تريدون اذا؟! الم يكفكم ما يقارب خمس سنوات ثم لا تريدون الدخول في معركة الاعتماد على النفس، متى ستدخلونها اذا ؟ أسمع اذا كنتم تتصورون أننا سنغزو لكم السعودية فأنكم مخطئون وواهمون ، لست على أستعداد أن استمر في هذه المآساه اكثر من ذالك ، كفايه كفايه .. هذه المحادثه بينهم .. كانت في الخرطوم في أحد الايام الذي عقدت فيها قمة عربية في الوقت العصيب الذي كانت تمر به الأمة العربية عموما والجمهورية العربية المتحدة( مصر،سوريا) بعد هزيمة 1967 وما سميت بالنكبة والتي تخلل هذه القمة لقاءات منفصلة بين الر ئيس عبد الناصر والملك فيصل آل سعود لمناقشة الثورة اليمنية ومحاولة الوصول الى تسوية بين الدولتين حول تأثيراتهما في الشأن اليمني .. المصدر كتاب ثورة اليمن : عبدالله بن احمد الثور ص 201،200