ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 06 - 09 - 2008


عبدالله الراعي:
جزيلان كان على علاقة بالبدر وحتى الآن لم نفهم سبب خلافه مع علي عبدالمغني
لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
٭ ذكرتم في مذكراتكم أنه كانت هناك خطة لقتل الإمام البدر عند دفن أبيه، ما الذي جعلكم تفكرون في هذه الخطة، وهل كانت هناك نية لتنفيذ ذلك؟
- كانت المهمة قائمة والتجهيز شبه قائم،كان هناك بعض الإخوة المتحمسين الذين كانوا يخشون أن يفلت الإمام البدر من قبضة الثوار والصعوبة التي سنواجهها عند الهجوم على قصر البشائر،وهذا قد أصبح قريباً وسهلاً لكن كانت النتائج ستكون دموية وكبيرة جداً، فتعقل الكثير من الإخوة وتراجعوا.
٭هل انقسمتم إلى فريقين ، مؤيد ومعارض لهذا الفكرة؟
- نعم
٭من كان المؤيد ومن كان المعارض؟
-المؤيدون كانوا الإخوة المتحمسين الذين كانوا يرون أن القضاء على البدر عند دفن أبيه سهل بمجموعة اقتحام.
٭ من كان يقود هذا الرأي؟
كان يقوده علي عبدالمغني.
٭هل كان هناك آخرون إلى جانب علي عبدالمغني في التنظيم؟
- نعم، كان إلى جانبه عبدالله المؤيد، حسين قيران وعدد آخر لكن محمد مطهر زيد لم يكن معه في هذا الرأي.
٭ ومن كان يقود الفريق المعارض؟
- كان في مقدمتهم الزعيم حمود الجائفي، حسين الدفعي ، هادي عيسى، النقيب عبدالله الجائفي، وأنا وآخرون.
٭ حمود الجائفي لم يكن في التنظيم ، رغم ذلك استشير وهو في الحديدة؟
- كان هنا في صنعاء حيث جاء لتشييع جثمان الإمام أحمد، وكان رأيه يقضي بضرورة انتظار وصول كل سيوف الإسلام من خارج اليمن حيث يتجمعون معاً، وبعدها نقوم بالضربة القاضبة دفعة واحدة حتى لا يبقى أحد من بيت حميد الدين وبالذات سيف الإسلام الحسن في الخارج.
٭ويبدو أنه كان على حق؟
- نعم، كان عند حمود الجائفي نظرة فاحصة للأمور، ولو استمع إليها التنظيم لما وقعنا في منعطفات خطيرة ومتاعب سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة بعد الثورة.
العلاقة بين رجال الثورة
٭ كيف كانت تبدو العلاقة بين ضباط الثورة؟
- ثمة حساسية نشأت بين عبدالله جزيلان وعلي عبدالمغني ،ولهذا كان التنظيم على علاقة خيطية مع جزيلان بعد فترة من نشوئه ، لعدة عوامل، الفترة الأولى كان الاتصال به يأتي عن طريق ناجي علي الأشول، وبعده كان بواسطة الشهيد محمد مطهر زيد، فنشأت حساسية بين جزيلان وعلي عبدالمغني.
٭ ماذا كان سبب الحساسية بين جزيلان وعلي عبدالمغني؟
سببها أنه عندما تخرج علي عبدالمغني مع حمود بيدر وآخرين كان تخصصه مدفعية، وعلي عبدالمغني الذي كان عليه أن يلتحق بالمدفعية بحكم تخصصه في مدرسة الأسلحة، أحاله عبدالله جزيلان إلى اللواء الوطني مشاة، جديد النشأة، على رأسه الزعيم محمد حجر، وحاول علي عبدالمغني الاحتجاج على ذلك، لكن عبدالله جزيلان كان متصلباً وحرمه من الالتحاق بوحدته الأساسية التي تخصص فيها، وجميع ضباط سلاح المدفعية ذهبوا إلى المدفعية باستثناء علي عبدالمغني الذي لم يسمح له جزيلان بذلك، فنشأت بين الرجلين حساسية استمرت حتى ما بعد الثورة.
٭ لماذا اتخذ جزيلان هذا الموقف تجاه عبدالمغني؟
لم نفهم حتى الآن، وقد ظل هذا الموقف عقدة في نفس علي عبدالمغني، وكتاب عبدالله جزيلان الجديد ذكر علي عبدالمغني في موقف ،نحن محتارون منه كان للملازم علي عبدالمغني محاذيره من المقدم عبدالله جزيلان نتيجة لعلاقة الثاني المتميزة بولي العهد من زملائه النقيب علي سيف الخولاني والنقيب هاشم الحوثي والنقيب عبدالله المقبلي والنقيب لطف الزبيري وبقية زملائهم من دفعة القاهرة.
وأظن أن الموقف من علي عبدالمغني تجاه جزيلان هو موقف اللجنة العليا للتنظيم، وهو الأفضل من الناحية الأمنية، وخاصة بعد ترقيته من رتبة نقيب إلى رتبة مقدم دفعة واحدة، وهذا أمر كان صعب الحصول في تلك الأيام، وقد ذكر عبدالله جزيلان في كتابه الأخير أن الأخ الملازم علي عبدالمغني لم يكن من المتواجدين في القيادة أثناء اندلاع الثورة ، وكان الشهيد صالح الأشول من العالمين بالمواضيع كلها بين الرجلين، وهو رجل في الصف الأول من القيادة، وهذا الكلام جاء على لسان الأشول عندما سألته في موضوع الحساسية بين جزيلان وعلي عبدالمغني.
٭ ما تعليقك على ملاحظات عبدالله جزيلان فيما يتصل باختفاء علي عبدالمغني ليلة الهجوم على القصر؟
- لقد ذكر عبدالله جزيلان ذلك في كتابه الأخير، وعلي عبدالمغني كان معنا في ساحة المعارك، ،وأنا لم انتبه إلى هذا الموضوع إلا عندما قرأت كتاب جزيلان؛ فسألت زميلاً من أقرب الزملاء له هو الملازم صالح الأشول قال لي: يا أخ عبدالله عليك أن تعلم بأن ثمة حساسية كانت بين علي عبدالمغني وعبدالله جزيلان بسبب عدم إرسال علي عبدالمغني إلى الوحدة الأساسية للخدمة فيها وهي المدفعية، فأرسله إلى وحدة مشاة، فدبت الحساسية بينهما ولم تهدأ حتى قيام الثورة.
كان علي عبدالمغني هو الذي اقنع اللجنة العليا للتنظيم بضرورة أن تكون العلاقة مع عبدالله جزيلان خيطية كما ذكرت في مذكراتي وكان عبدالله جزيلان قريباً من الإمام البدر الذي عينه مديراً لمدرسة الأسلحة بدلاً عن الزعيم حمود الجائفي ورقاه من بين زملائه كلهم من رتبة نقيب إلى رتبة مقدم مباشرة، وهذا أمر صعب لدى بيت حميد الدين:ترقية برتبتين متتاليتين في وقت واحد وقد رأت اللجنة العليا أنه من الأفضل والأصلح أن تكون العلاقة خيطية مع المقدم عبدالله جزيلان، وهذا ليس تشكيكاً تجاه عبدالله جزيلان، وإنما كمحاذير أمنية، لأن أحسن ماكان يمتاز به تنظيم الضباط الأحرار هو الشدة الأمنية، السور الأمني الحديدي الذي ضربه حول نفسه ولم يتمكن أحد من اختراقه.
وقد سألت النقيب عبداللطيف ضيف الله باعتباره عضو اللجنة العليا وكان شخصية رئيسية ليلة الثورة، تضم المجموعة التي تقرر بقائها في القيادة فقال لي: إن علي عبدالمغني وصل الساعة السابعة صباحاً، وعلى جبينه جرح خفيف ولم أدخل مع عبداللطيف في تفاصيل هذا الموضوع فيما بعد، يمكن أن تسألوا عبداللطيف ضيف الله حول بقاؤها هذا الموضوع.
٭ ألم يكن حينها في الأماكن التي حددت له؟
كان علي عبدالمغني مسؤول الإشراف على الهجوم ومجاميع الاقتحام لقصر البشائر.
٭ أثناء تقييم ضباط الثورة والقيادة لليلة اقتحام قصر البشائر، هل تم التعرض لموقف كل شخص؟
لم يحدث حينها ولم يحدث حتى الآن، لأن ماواجهته الثورة ابتداءً من هروب البدر إلى عام 07 غير الاستراتيجية والتكتيك كلياً عسكرياً وسياسياً.
٭ هل كانت هناك علاقات من نوع خاص بين رجال التنظيم، بمعنى آخر كيف كانت تبدو الصورة داخل التنظيم بين رجاله؟
كانت علاقة مثالية ملائكية، علاقة مناضلين مضحين بأنفسهم لصالح الثورة، أعطيك مثالاً على الحب لبعضهم البعض، كان الملازم صالح الأشول رحمه الله في الخمسينيات عندما وصلت صفقة الدبابات، كان معه الملازم حسين شرف الكبسي قادمين على طريق الحديدة القديمة يقودون دباباتهم إلى صنعاء.
وفي النقيل الذي كان يسمى نقيل المصنعة، ويقع بين طريق صنعاء الحديدة القديم الذي كان عرضه مابين مترين إلى مترين ونصف المتر، وفيه طريق ضيق جداً للدبابات، وقد شقه الأتراك قبل سنوات من مجيء الإمام يحيى.
كان نصف دبابة الأشول على الهاوية والنصف الآخر على الطريق، فنزل الملازم حسين شرف الكبسي من دبابته، وقال: «انزل ياصالح، أنا سأقود الدبابة، كان يريد أن يضحي بنفسه عوضاً عن صالح الأشول بطيبة الأشول رفض فقد كان يتصور أن الكبسي سيعتبر نفسه أكثر كفاءة من الأشول، والأخير أقوى جثة وعضلات وديناميكية في الدبابة أكثر من الكبسي الذي كان سائقاً رائعاً نجا صالح الأشول بالدبابة وأخرجها إلى الطريق فوصل حسين شرف الكبسي يقول له:« ياأخ صالح أنا كنت خائفاً عليك وكنت سأضحي بروحي من أجلك» هذا نموذج بسيط فقط للعلاقة في التنظيم عند بداية نشوئه، أما فيما بعد فكانت هناك شفافية واضحة، وهناك علاقة قوية وأخوية ومصيرية لما لهذه الكلمات من مدلولات ومفردات حتى وصلت إلى حد التسابق على قيادات الحملات العسكرية والقتال في المناطق، وأكبر دليل على ذلك عندما وقف الكثير إلى جانب نصيحة الزعيم حمود الجائفي للملازم علي عبدالمغني بعدم خروجه إلى صرواح، وكلهم قدموا أنفسهم ليقودوا الحملة، لكن علي عبدالمغني أصر على موقفه واستشهد.
علي عبدالمغني
٭ سيناريو ثورة اليمن شبيه إلى حد ما بسيناريو ثورة 32 يوليو في مصر عندما جيء بمحمد نجيب كرئيس لمصر فيما كان جمال عبدالناصر يقف خلف الستار ثم جاء إلى السلطة؟ هل كان يراد لثورة اليمن أن تكون نسخة من تجربة ثورة 32 يوليو؟
نعم وأتذكر أن علي عبدالمغني قال معلقاً على مجيء حمود الجائفي بعد اندلاع الثورة في 62 سبتمبر: الآن وصلت ياحمود؟ وتجاهله لكن السلال وقف احتراماً للجائفي وقال له: «هذا مقعدك وكرسيك» وكان الموقف إنسانياً وأخلاقياً ومثالاً نادر الحدوث كان عند الملازم علي عبدالمغني والملازم صالح الأشول وآخرين فكرة أن من الصعب عليهم زحزحة حمود الجائفي وتغييره، لكنه كان من السهل عليهم زحزحة عبدالله السلال، كان عند علي عبدالمغني وبعض الاخوة طموح للأستفادة من السلال لفترة حتى يتجاوزوا الصعاب، وهذا التفكير كان وارداً قبل هروب الإمام البدر، فلم يكن يخطر ببالهم أن الإمام سيهرب
٭ أين كان علي عبدالمغني عند وصول الجائفي؟
علي عبدالمغني كان خارج مبنى القيادة، وقد تحاشى حمود الجائفي، تحاشى اللحاق
٭متى دار الحديث بين الرجلين؟
دار هذا الحديث وهما داخلان من الباب الرئيسي للكلية،حيث وقف الجميع احتراماً للجائفي،وأدوا التحية العسكرية، ووقف عبدالله السلال من مقعده وأدى التحية للزعيم حمود الجائفي، وقال له :يا حمود هذا هو اليوم الذي انتظرناك له، وأنا جندي من جنود الثورة،بقيت نيابة عنك، قمت بما ينبغي القيام به حتى تصل، أنت الزعيم.
لكن حمود الجائفي رد بيمين مغلظة،قائلاً للسلال: إنه الزعيم والقائد،وأنه سيقف إلى جانبه بكل طاقته حتى الموت،وقد تعانقا عناقاً حاراً،وكان موقفاً مؤثراً إلى أبعد الحدود،بعد هذا سارت مجموعة من الضباط وبالذات أصحاب الرتب الكبيرة يحاولون إقناع حمود الجائفي بقيادة الثورة،إلا أنه قال لهم: إنهم إذا أصروا عليه فإنه سينتحر،ثم أخذ المسدس من مكانه، وقال إن عبدالله السلال زعيمنا ويجب علينا أن نتعاون معه،ثم طلب منهم أن يتنبهوا لطموحات الملازم علي عبدالمغني والملازم صالح الأشول،وشدد على ضرورة التعاون مع الزعيم عبدالله السلال، ثم قال: إنه ذاهب إلى قصر السلاح.
٭ هل كان على علم بطموحات علي عبدالمغني؟
نعم كان على علم، فعلي عبدالمغني كانت له علاقات وحوارات مع حمود الجائفي أثناء تأسيس التنظيم ويعرفه تماماً،وعلي عبدالمغني كان مثقفاً إلى أبعد الحدود، وكان جريئاً وطموحاً.
٭ على ذكر الطموح ألم يكن ذلك السبب مدعاة للتخلص من علي عبدالمغني بعد أيام من قيام الثورة باعتباره دينامو التنظيم حينها؟
ليس هناك تخلصاً من علي عبدالمغني،هو من اختار لنفسه الذهاب إلى صرواح، وكما ذكرت في مذكراتي،فإن أول من أبلغه وطلب منه عدم الذهاب إلى صرواح حمود الجائفي،وأتذكر قوله له :« يا ولد علي ليست هذه مهمتك، بل مهمتك في صنعاء،الأفضل أن تبقى هنا، وسيقوم بالعمل في هذه المهمة وقيادة الحملة العسكرية غيرك»، فأصر علي عبدالمغني على الذهاب إلى صرواح.
٭ ماهي أسباب إصرار علي عبدالمغني على الخروج إلى صرواح؟
الايمان بالدفاع عن الثورة؛ فقد كانت معركة صرواح أول معارك للثورة ضد الملكيين،وكانت أول كمين تقع فيه الثورة.
٭ هذا ينفي طموح علي عبدالمغني للبقاء في السلطة،لأنه لو كان يريد السلطة لبقي في صنعاء؟
كانت عند علي عبدالمغني قناعة أن الموقف سيحسم في ساعات ويعود، تصور أن المعركة سهلة،وكنا حينها لانعرف طبيعة ظروفها وجبالها ووديانها، وأنا حددت في مذكراتي النقطة التي استشهد وقاتل فيها علي عبدالمغني،كان فيها 3 مدرعات ورشاشان ومجموعة من الضباط الذين خرجوا معه وكانوا من خيرة العسكريين واستشهد معه الشهيد عبدالكريم الرزاقي وجرح الكثير، وكان يعتقد الملازم علي عبدالمغني أنها ساعات ويعود في يومه، كان يعتقد أن المدرعة ستلتهم الجبال التهاماً.
٭ متى كان هذا ؟
اعتقد كان ذلك في 3 أو 4 أكتوبر 26،أي بعد قيام الثورة بنحو عشرة أيام.
٭ هل تعتقد أن الثورة اليمنية خسرت برحيل علي عبدالمغني؟
نعم خسرت كثيراً، فقد كان رجل دولة وقائداً عسكرياً كبيراً، تكتمل في علي عبدالمغني كل الخصال النضالية والثورية والعلمية والفكرية.
٭ هل ينظر إلى علي عبدالمغني على أنه العقل المدبر للثورة، باختصار: هل يمكن القول: إنه كان الرجل الأول؟
لايوجد رجل أول ورجل ثان، كانت القيادة في التنظيم جماعية، تنتخب اللجنة العليا من القاعدة التأسيسية، واللجنة العليا تنتخب بين وقت وآخر رئيساً لها، ومعظم الأوقات كان رئيس اللجنة العليا واحداً من بين ثلاثة، وهو ومحمد مطهر، وعبداللطيف ضيف الله، لكن كان علي عبدالمغني الدينامو، كان نشيطاً ومفكراً وديناميكياً ومبادراً،و كان يحظى باحترام الجميع.
٭ ألم يتكالب عليه أعداؤه داخل التنظيم؟
لا، هذا الشيء لم يكن موجوداً، وأنا ذكرت في مذكراتي أن ثمة من ارتاح لاستشهاد علي عبدالمغني.
٭ أريد أن أسالك عن الاتصالات التي كانت تجري بين التنظيم وممثلين عن السفارة المصرية مثل محمد عبدالواحد وغيره، هل كانت ثمة اتصالات بين علي عبدالمغني وجمال عبدالناصر؟
كان علي عبدالمغني هو مسؤول الاتصال بالجمهورية العربية المتحدة عبر سفارتها هنا في صنعاء، سواء عبر ممثلها محمد عبدالواحد أم من كان قبله، وهذه المسؤولية جاءت على ضوء قرار التنظيم واللجنة العليا.
شخصياً كنت أقوم بشيء من المتابعة والتحري، وتأكدت أن علي عبدالمغني أبلغ «المتحدة» بأن ثمة تنظيماً ينوي القيام بثورة وله أهداف، وأن أهم ما أرسل لمصر هي الأهداف الستة،وأن التنظيم عسكري بحت،فقبلت المتحدة ووعدت بالوقوف والتعاون،وأوفى عبدالناصر بما وعد به.
٭ هل التقى عبدالناصر بعلي عبدالمغني؟
لا.
٭ لا في القاهرة ولا في أي مكان آخر؟
أبداً، لقد تم تقديم علي عبدالمغني لعبد الناصر من خلال آخرين وكان تقديماً جيداً.
٭تقصد من ممثلي السفارة المصرية بصنعاء؟
نعم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.