حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط صخرة على طريق صنعاء الحديدة جعلت السلال يقود الثورة
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 05 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
علاقة السلال بالتنظيم
٭قصة السلال وارتباطه بالتنظيم فيها أكثر من علامة استفهام، نحن نعرف أن السلال كان قائد حرس الإمام، كيف نشأت العلاقة بين التنظيم وبين السلال وكيف وثق مؤسسو التنظيم بالزعيم السلال؟
الزعيم السلال شخصية وطنية تاريخية منذ أن كان طالباً في الكلية العسكرية بالعراق، وعاد إلى اليمن وهو ملازم، وكان هو والملازم أحمد حسين المروني وآخرون من ضمن من اعتقلهم الإمام يحيى لمدة سنة بعد تخرجهم من بغداد بستة أشهر، وكان رصيد عبدالله السلال وطنياً، ولم يتأثر بهذا أو بذاك،وأنشأ كلية الطيران بحافز وطني، وحافظ عليها بحافز وطني أيضاً.
٭أقصد كيف وثق به الضباط وهو قائد حرس الإمام؟
هذا لم يكن معياراً، وطنية عبدالله السلال كانت معروفة، ولهذا لبى النداء في أقرب وقت، وعلاقته بتنظيم الضباط الأحرار كانت علاقة خيطية، وكما ذكرت فإن عبدالسلام صبرة كان على علم بالثورة من قبلها بنصف شهر.
٭ هل كان السلال يبارك قيام الثورة؟
عندما اتصل به عبدالسلام صبرة مكلفاً من التنظيم، رحب وقال إنه في حال لو كان حمود الجائفي تأخر أو قتل أو حصل أي ظرف فإنه مستعد لأن يتحمل المسئولية، وعندما أخبروه أن الضباط اختاروه ليكون قائداً للثورة ، قال أنا مستعد أن أتحمل المسؤولية دون أي نقاش، كان السلال شخصاً ذكياً ، لهذا عندما تأخر حمود الجائفي نتيجة سقوط صخرة ضخمة على الطريق بين صنعاء والحديدة أعاقت وصوله، لبى نداء الثورة؛ فقد كان الموقف حرجاً في صنعاء، وكان ذلك بين الساعة الرابعة والثامنة صباحاً، واليأس يخيم على الجميع، لكن الإصرار على الانتصار كان موجوداً فتم اللجوء إلى الزعيم السلال الذي لم يتراجع عن قبول المهمة وقاد الثورة وكتب صفحة تأريخية في حياة الثورة اليمنية.
فتح السلال قصر السلاح وجاءت الذخائر للمقاتلين والنفط للدبابات، وحول ولاء فوج البدر من الولاء للبدر والإمامة إلى الولاء للثورة والجمهورية.
٭ ما المعايير التي جعلت التنظيم يختار حمود الجائفي لقيادة الثورة قبل السلال؟
كانت هناك معايير اجتماعية وسياسية عديدة، لاتنس أن أسرة الإمام حميدالدين كانت مغروسة في قلب كل مواطن يمني، فهي موجودة منذ0021سنة، وكان السؤال هو من يكون البديل لها؟، كان لابد من بديل يعرفه الشعب ومن واقع اجتماعي مقبول.
كان حمود الجائفي من أسرة وقبيلة معروفة هي قبيلة همدان الكبيرة، لها وجودها التاريخي ضد الإمامة أيضاً، وقد سجن جد الجائفي في سجن القلعة الشهير حتى موته.
كان حمود الجائفي شخصية مثقفة ومستقيمة دينياً وخلقياً، إضافة إلى أنه كان شخصية عسكرية تلقى احترام الضباط من مختلف شرائحهم وألوانهم وأطيافهم.
اختيار الجائفي لم يكن بسبب تواجده في صنعاء فقد تم اختياره وهو في الحديدة، الأمر الذي دفع بالآخرين لأن يتوجهوا إلى السلال، كانت السويعات التي ذكرتها،سويعات الحسم التي تحتاج إلى قائد كبير يأتي ليفك الحصار المميت عن الثورة، فكان عبدالله السلال هو المنقذ، وأتذكر أنه ذهب إليه النقيب صالح الرحبي والملازم أحمد الرحومي وأخذاه إلى القيادة وأصدر تعليماته لقصر السلاح، وكان شجاعاً وأنقذ الثورة.
وعندما وصل حمود الجائفي إلى صنعاء كان الموقف قد انفرج، وفتح قصر السلاح، وكان السلال قد أخذ موقعه كزعيم للثورة، عندما وصل الجائفي إلى مقر القيادة عانق الزعيم السلال وقدم السلال نفسه كجندي للثورة وقال لحمود الجائفي إنه الزعيم القائد المنتظر له منذ زمن، إلا أن الجائفي أكد أنه يدعم بقاء السلال قائداً للثورة.
كان اللقاء بين الرجلين ملائكياً ومثالياً، وأتذكر أنه ما إن دخل حمود الجائفي مبنى القيادة حتى وقف الجنود تحية له، اهتز المبنى، احتراماً وإجلالاً للزعيم، لأنه كان كبيراً في نظر الجميع، كان موجوداً حينها الزعيم عبدالله السلال، والنقيب عبداللطيف ضيف الله، والمقدم عبدالله جزيلان، الملازم أحمد الرحومي، النقيب حسين الدفعي والملازم عبدالله الراعي ،الذي كان يجلس جريحاً.
٭ هل أبلغ حمود الجائفي قبل وصوله إلى صنعاء بساعة الصفر لقيام الثورة؟
. لا.
٭متى أبلغ؟
. قبل قيام الثورة بيومين ذهب إلى الحديدة المقدم عبدالله جزيلان والملازم أحمد الرحومي وأبلغاه بساعة الصفر، وقد وافق على ذلك وطلب منهما التحرك قبله إلى أن يلحق بهما وذلك لدواع أمنية، وعاد الاثنان على متن دراجة نارية إذ لم تكن لديهما سيارة.
٭هل كان السبب الذي أعاق وصول الزعيم حمود الجائفي سقوط الصخرة فقط؟
. نعم، وكان ذلك في جنوب منطقة مناخة من جهة تهامة، فقد كان هو الطريق الوحيد في البلد للوصول إلى صنعاء.
مبادرة التأسيس
٭ تعتبر سنوات 85 - 26 المحطات الأولى الأساسية قبل قيام الثورة، برأيك،متى بدأ التحضير الفعلي لتنظيم الضباط الاحرار؟
الضباط الأحرار، أو النخبة التأسيسية التي دعت إلى التنظيم،استفادت من تجارب الحركة الوطنية في الماضي،سواءً العسكرية مثل انقلاب 55 أو حركة 84 الدستورية أو التمردات الشعبية أو التنظيمات المدنية، وجدت بقناعة واستعادوا ثقتهم بالطلبة، نحن التحقنا بالقوات المسلحة لأجل ماذا؟
ليس من أجل الوظيفة،بل من أجل تغيير الوضع، لم يكن هناك من وسيلة لهذا التغيير سوى المدفع، الجيش يقوم نيابة عن الشعب،ويستمد جذوره من القاعدة الاجتماعية وأبناء الشعب،فبدأت مبادرة لتأسيس تنظيم الضباط الأحرار.
٭ في أي تاريخ بدأت مبادرة تأسيس التنظيم؟
كانت في شهر شعبان 3831ه المصادف لشهر يناير من العام 2691م،وقد دعت نخبة من الضباط مجموعات مكونة من 51 ضابطاً، وهي النخبة الداعية للتنظيم،ونسميها نخبة التأسيس لتأسيس تنظيم الضباط الأحرار.
وتكونت نخبة التأسيس من :الملازم عبد الكريم السكري،الملازم صالح الأشول،الملازم أحمد الرحومي،الملازم عبدالوهاب الشامي،الملازم علي الجائفي،الملازم حمود محمد بيدر،الملازم حسين شرف الكبسي،الملازم عبدالله محسن المؤيد، الملازم علي محمد الشامي،الملازم يحيى جحاف، الملازم صالح العريض،الملازم محمد مطهر، الملازم ناجي علي الأشول، الملازم محمد حميد،وكان الاجتماع الأول لهذه النخبة في منزل الملازم عبدالله المؤيد،حيث اعتبر باب القبول مفتوحاً لمن يرغب في ذلك، فانضم العديد منهم، وهم النقيب عبداللطيف ضيف الله، النقيب حسين السكري، الملازم علي قاسم المؤيد، والملازم علي عبدالغني.
٭ما الذي طرح في أول جلسة للتنظيم؟
طرحت أهمية وضرورة وجود تنظيم سري حديدي عسكري بحت، لا علاقة له بأي تنظيم أو تجمع أو حشد وطني آخر، وكان سرياً ولا أحد يعرف عنه شيئاً، حتى الخلايا كان تركيبها عنقودياً وحديدياً، فأنا لم أكن أعرف كثيراً عن زملائي في التنظيم،على الرغم من أننا كنا في تنظيم واحد إلا ليلة الثورة، عندما وزعنا المهام.
٭هل كان المؤسسون خليطاً من الناصريين والقوميين والبعثيين؟
كان هناك من البعثيين أحمد الرحومي، علي الجائفي، حمود بيدر، ناجي الأشول، عبداللطيف ضيف الله ومحمد مطهر.
٭ هل كانوا مؤطرين تنظيمياً؟
نعم في مستويات بين مؤيد ونصير وبعضهم كان عضواً عاملاً، وعضواً متدرباً، كان هناك تحر في العمل البعثي الحزبي؛ فقد كان كل شيء سرياً.
٭بعد بداية التنظيم، كيف توسعتم؟
البداية كانت بتأسيس القاعدة التأسيسية،وقد توسعت بعد ذلك،إذ انضم 4 آخرون إلى المؤسسين ال 51،فصاروا 91،انضممت إلى القاعدة التأسيسية مع آخرين، وتكونت القاعدة بعد التأسيس من 52 عضواً،انتخبنا من ال 52 عضواً سبعة أعضاء هم اللجنة العليا للتنظيم.
٭ من ترأس اللجنة العليا؟
على ما أتذكر أن الذي ترأس اللجنة العليا محمد مطهر زيد، الذي جاء مع علي عبدالمغني من تعز.
٭هل لتنظيم الضباط اليمني علاقة بتنظيم الضباط الأحرار في مصر؟
لاتوجد علاقة وإنما تأثير طفيف.
٭ كيف كان الهرم التنظيمي للتنظيم الجديد؟
أعطيك الترتيب بالنسبة للجانب التنظيمي:القاعدة التأسيسية،اللجان الرئيسية،الفروع في بعض الألوية «المحافظات الآن»،الواجبات والاختصاصات لقيادة الثورة، إمكانية التنظيم للقوات ومدها بالأسلحة.
الفصل الخامس
التحضير للثورة
٭ هل الأشهر التسعة الممتدة من يناير وحتى سبتمبر 2691، وهي عمر التنظيم كانت فترة كافية لتؤسس تنظيماً حقيقياً يعد لثورة وله تواجد في أكثر من محافظة، أم ظل محصوراً في محافظة صنعاء؟
لم يكن التنظيم محصوراً في صنعاء فقط، بل انطلق إلى لواء تعز والحديدة وبعض الشيء في حجة، طبقاً للتواجد العسكري في الألوية الأخرى، وبعض الألوية كان فيها تواجد عسكري، لكن ضباطها كانوا غير موثوق بهم وولاؤهم للإمام أكبر من ولائهم لليمن، وكان يمكن أن يظل تنظيماً واسعاً وذا رفعة كبيرة وكثافة بشرية هائلة من المنتمين إليه لولا وفاة الإمام وكأنه «فص ملح وذاب» ودليل الحرص من جانب الضباط، المحاولات التنظيمية التي أعقبت الثورة، وأعقبها التنظيم الأول والثاني وانتهينا بالتنظيم الأخير، وهو الاتحاد الوطني للقوى الثورية، هذا امتداد لتنظيم الضباط الأحرار طبقاً للظروف التي استجدت أيام الثورة، وأخذ طابعه الديمقراطي الجماهيري الواسع.
٭ كانت هناك خطة لقيام الثورة في ظل مواعيد بعيدة، لماذا تم تقديمها؟
كان السبب الرئيسي لتقديم موعد الثورة يتمثل بوفاة الإمام أحمد، لكن الخوف الأكبر كان عندما خطب الإمام البدر، الذي قال في خطبته إنه إذا كان والده يقطع رأس المعارض فإنه سيقطع الجسم إلى نصفين، لقد شعرنا أن الإمام البدر نقض كل المواثيق والاتفاقيات التي كانت القوى الوطنية عموماً متفقة معه عليها مقابل عدم إتاحة الفرصة لسيف الإسلام الحسن لاستلام السلطة، والخشية من جانب الضباط الأحرار أن يتربص بهم ويفترسهم.
٭ هل حدثت قبلها حوارات مع الإمام البدر من قبل الضباط أو من قبل آخرين؟
لا لم تجر حوارات بين الضباط والإمام البدر بعد موت أبيه، حيث تمت المبايعة وانتهى الموضوع عند المبايعة فقط.
٭ هل سقط الرهان على البدر بعد وفاة والده الإمام أحمد؟
نعم بعد وفاة الإمام أحمد وعند القاء البدر خطبته في يوم جمعة في الجامع الكبير سقط الرهان على البدر.
٭ متى كان الموعد المقرر للثورة؟
التنظيم كان يتوقع الثورة خلال السنوات الأربع أو الخمس اللاحقة لعام 2691.
٭ لماذا اختير شهر سبتمبر لتنفيذ خطة الثورة؟
لم يكن هناك موعد حقيقي لقيام الثورة قبل موت الإمام أحمد، كان الجهد كله يتركز في بناء التنظيم حتى يكتمل وتتمدد قواعده وتتوسع، الموعد تم بعد مقتل الإمام أحمد.
٭ في غضون كم يوم تم تنفيذ خطة الهجوم على القصر؟
بعد وفاة الإمام مباشرة بأسبوع وضعت هذه الخطة وتجهزت الأسلحة والرشاشات، وتوزعت المهام، واعدت البيانات بالثورة، كما تم اعداد قائمة بأعضاء مجلس قيادة الثورة وتشكيل الحكومة ورئاستها.
٭ أين كان الضباط من الحكومة؟
لم يدخل الضباط في تشكيلة الحكومة، فقد عاهدوا أنفسهم على أن يقوموا بمهامهم كثوار وأن لايستلموا موقعاً حكومياً، ويعودوا إلى الجيش، لأن إيمان الجيش في الثورة وحماية مكتسباتها كان قوياً جداً.
٭ من وضع خطة الثورة؟
الكل أي اللجنة العليا للتنظيم.
٭ هل تم الاجتماع والدعوة لغرض ذلك؟
اللجنة اجتمعت بالقاعدة التأسيسية وجرى توزيع المهام في الاجتماع الموسع لكل الضباط ليلة الثورة.
٭ أين كان هذا الاجتماع؟
في مبنى الكلية الحربية الذي تحول إلى مدرسة الأسلحة، التي هي الآن الإدارة المالية لوزارة الدفاع في باب اليمن بصنعاء القديمة.
صياغة أهداف الثورة
٭ هل لنا أن نعرف من صاغ الأهداف الستة لثورة سبتمبر، هل كانت هناك صياغة واحدة، وهل حدث توافق وقرار جماعي من قبل الكل؟
الكل كان متفقاً على الأهداف الستة.
٭ من الذي صاغها؟
كان هناك نقاش جماعي حولها، هذا يضيف كلمة وآخر يحذف كلمة حتى جاءت الصياغة بذلك الشكل.
٭ ممن تكونت لجنة الصياغة؟
كانت اللجنة هي التي تكفلت بصياغة الأهداف وأكثر أعضائها تأثيراً كانوا من الأخوة البعثيين.
٭ أين نجد تأثير البعثيين في صياغة الأهداف الستة؟
في الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الشاملة باعتبار الثورة اليمنية ثورة قومية،ليست وطنية أو قطرية، نظرتنا كانت نظرة قومية.
٭هل كانت هناك غالبية بعثية في التنظيم؟
كان فيه 81 بعثياً.
٭من أبرز هؤلاء البعثيين الذين كانوا في قيادة التنظيم؟
عبداللطيف ضيف الله
٭وعبدالله الراعي؟
نعم.
٭ ومن أيضاً؟
محمد مطهر، أحمد الرحومي وكانا نصيرين،بالإضافة إلى آخرين.
٭ ماهي ذكرياتك عن الساعات الأولى للثورة؟
المتخصصون في الأسلحة توزعوا على أسلحتهم لإعدادها وتجهيزها لليلة الثورة، كان عملاً مضنياً فخلال أسبوع أو 8 أيام كنا نعمل ليل نهار لتجهيز دباباتنا، ومدفعياتنا ورشاشاتنا ونقل ذخائرنا، كان هناك حماس وتسابق على شرف التضحية،وكانت هناك إرادة وعزيمة وإيمان لا مثيل لها،الأمر الذي سهل وذلل كل الصعاب التي تقف أمام التحضير للقيام بالثورة وتجهيز كل الأسلحة،سواء في الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة أو في فوج البدر،شخصياً كنت متفائلاً بالفوز والنصر،حتى ولو استشهدت،فقد كنا نؤمن بأن لدينا قضية حق وعدل،ليست قضية مزيفة أو مفتعلة،بل قضية شعب وجماهير ومستضعفين ومقهورين، قضية جوع ومرض وجهل.
كنا جميعاً من ضباط وصف ضباط وعساكر غير آبهين بالموت، بل ساخرين منه إلى أبعد الحدود،وكانت ليلة التاريخ،تاريخ ميلاد اليمن وجهل.
٭ألم يشعر الإمام البدر أن هناك تحركات ما بدأت في اللحظات الأخيرة؟
لم يدرك القصر ذلك؛ فلم يكن يهمه سوى قضية انتقال الإمامة من الإمام أحمد إلى ابنه البدر،والطقوس والمراسيم والبروتوكولات واستقبال المهنئين من الدول والوافدين من القبائل إلى آخره،لم يخطر على بالهم أي شيء مما كنا نحضر له،لقد عميت بصيرتهم وهذه نعمة من نعم الله، رغم تحركاتنا وتجهيزنا للأسلحة،لا أقول لك إن التستر عليها كان قوياً حتى عندما كانت السرية المرابطة عندنا في مدرسة الأسلحة،وهي سرية من النامونة التي أعدها جمال جميل العراقي وتحمل قيادتها في فترة من الفترات الشهيد المقدم أحمد يحيى الثلايا وكل الثوريين لم تعرف إلا في الأسبوع الأخير أننا كنا نعد للثورة،واشتركوا معنا في تنظيف الأسلحة وتجهيزها.
هذه المسألة كانت في النتائج الايجابية لسرية التنظيم والطوق الأمني الذي وضعه حول نفسه،لم يدرك القصر أبداً تحركات حسين السكري الذي وجه بندقيته إلى ظهر الإمام البدر، ولم يدرك الإمام الأمر والتفت، واعتقد أن الأمر عادي لولا خادمه عبدالله طميم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.