دعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس، إلى قطع الطريق أمام من يحلم ب”سيسي” آخر في تونس، ورفض حل الحكومة التونسية الحالية واستبدالها بحكومة إنقاذ وطني. وقال الغنوشي في مؤتمر صحافي عقده الخميس، إنه يتعين على التونسيين “أخذ الدرس لما وقع في مصر، والعمل من أجل قطع الطريق أمام من يحلم ب”سيسي” آخر في تونس، وذلك في إشارة إلى وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي “أطاح” بالرئيس المصري محمد مرسي. وإعتبر الغنوشي أن ما حصل في مصر هو “فضيحة كبري لدعاة الديمقراطية والليبرالية، وكارثة لم تحصل مثلها ما عدا في الثمانينات في مدينة “حماة” السورية، عندما شن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد حملة عسكرية على الإخوان المسلمين”. وشدد في هذا السياق على أنه لن يكون في تونس سيسي آخر، لأن الجميع يريد “عبور المرحلة الإنتقالية بنزاهة وشرف”. ومن جهة أخرى، رفض الغنوشي دعوة المعارضة التونسية إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لإخراج بالبلاد من المأزق السياسي الذي دخلت فيه منذ إغتيال المعارض القومي محمد براهمي في الخامس والعشرين من الشهر الماضي. ولفت إلى أن وصف ما تعيشه تونس بالمأزق، هو “وصف مبالغ فيه، لأن البلاد تمر بصعوبات،لم تصل إلى درجة المأزق”، وبالتالي لا توجد ضرورة للحديث عن حل الحكومة الحالية. ولكنه حذر في المقابل من خطر الفوضى التي تتهدد البلاد في حال تم حل الحكومة، ووصف القوى التي تدعو إلى مثل هذا الأمر بأنها “فوضوية وعدمية”. وقال ان حركة النهضة الإسلامية “ترفض الدعوة لتشكيل حكومة منبثقة عن جبهة الإنقاذ المعارضة بإعتبار ما تمثله من خطر يؤدي بالبلاد إلى الفراغ الذي سينتهي إلى الفوضى، ويُنهي التجربة الديمقراطية،ويُجهض الثورة”. وتطالب أحزاب المعارضة التونسية التي شكلت جبهة الإنقاذ الوطني بضرورة تشكيل حكومة إنقاذ محدودة العدد لتصريف شؤون البلاد خلال ما تبقى من المرحلة الإنتقالية، وتهيئة المناخات لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة. وكان قد اعتبر الغنوشي، في تصريح بثته قناة (المتوسط) التلفزيونية المقرّبة من حركة النهضة الإسلامية، مساء الأربعاء، أن ما يجري في مصر حالياً أثبت “إفلاس الحداثيين” و”بطولة الإسلام السياسي”. وقال الغنوشي إن “الإسلام السياسي أثبت اليوم في مصر بطولة عظيمة مقابل الإفلاس الذريع والشنيع الذي ثبته على أنفسهم المدعوون بليبراليين وتقدميين وحداثيين”. واعتبر الغنوشي أن العنف في مصر “يحثنا على تحصين ثورتنا في تونس″، ودعا حكومات دول العالم، منها تونس، إلى دعوة مجلس الأمن الدولي للإنعقاد لبحث الوضع في مصر.