دعا حزب "النهضة", فرع تنظيم "الإخوان العالمي" في تونس, أمس, إلى الاتعاظ مما حدث في مصر والدخول في حوار, نافيا تخزينه أسلحة أو استعانته بحركة "حماس" لتدريب مسلحين تحسباً لحصول انقلاب على الحكم. وعقب الأحداث الدامية التي نجمت عن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر, طالب رئيس "النهضة" الحاكم في تونس راشد الغنوشي, خلال مؤتمر صحافي, مختلف الأطياف السياسية إلى الاتعاظ مما حدث في مصر, قائلاً إن "الدرس المصري يجب أن يقوي وحدتنا". وأضاف "حرصنا على وفاق سيقطع الطريق على كل من يحلم برؤية سيسي آخر في تونس", في إشارة إلى قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي. ورأى الغنوشي أن لا مبرر للحديث عن أزمة في تونس, قائلا "نعيش في ظل ائتلاف حكومي يجمع بين الإسلاميين والعلمانيين, و(المجلس) التأسيسي أنهى تقريبا كتابة الدستور والهيئة المستقلة للانتخابات لا ينقصها إلا عنصر واحد". ووصف دعوات المعارضة لحل المجلس التأسيسي والحكومة الموقتة "بالأطروحات الفوضوية", رافضاً مقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية غير حزبية, وهو ما يدعمه الاتحاد العام التونسي للشغل, أكبر منظمة نقابية بتونس وتتمتع بنفوذ سياسي واسع. واعتبر أن "الدعوة لتشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تستجيب للوضع الراهن وستتسبب في إرباك المسار الانتقالي", مضيفاً أن أي تعديل وزاري سيستغرق وقتا طويلا فيما لا تحتمل البلاد الفراغ, وذلك في تعارض صارخ مع آراء الأمين العام لحزب "النهضة" حمادي الجبالي الذي أيد أول من أمس, تشكيل حكومة غير حزبية كحل للأزمة السياسية في تونس. وأشار الغنوشي إلى أن هناك أخطاء وتأخيراً في عمل الحكومة ومعالجة عدد من الملفات الملحة, معتبرا أن "كل هذا لا يبرر الانقلاب على الشرعية ووقف الحوار الوطني", موضحاً أن "أولوية البلاد هي تسريع الانتقال الديمقراطي والانتخابات ومقاومة الإرهاب". ونفى ما سماه "شائعات" بشأن تدريب حركة "حماس" إسلاميين تونسيين على حمل السلاح, وتخزين "النهضة" أسلحة لاستعمالها في حال حصول انقلاب على الاسلاميين في تونس. ورفض "هذا الادعاء جملة وتفصيلا لأنه مناقض لطبيعة حزب النهضة". وأضاف أن "النهضة لم يدع إلى (حمل) السلاح عندما كان في المعارضة ولم يتبن ستراتيجية العنف حتى عندما كانت آلة القمع تحصده" في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي, متسائلا "كيف يتبنى (الحزب) ستراتيجية العنف وهو يحكم?". ولفت إلى أن "النهضة يدير الحكومة ورئيس الحكومة (علي العريض القيادي في "النهضة") يأمر (جهاز) الأمن فيطيع, فما حاجة النهضة وهو يدير الحكم الى أن يخزن الأسلحة ويشهد على نفسه بهذه الورطة?". ولفت الى أن "هناك حرب شائعات (في تونس) وأنا أدعو الصحافيين إلى أن يتنبهوا الى حرب الشائعات, التي استطاعت أن تسقط التجربة (الديمقراطية) المصرية". وكانت وسائل اعلام تونسية ذكرت أخيراً أن "حماس" أرسلت إلى تونس 30 عنصرا من "جناحها المسلح" لتدريب إسلاميين تونسيين تابعين ل¯"النهضة" على حمل السلاح, وأن "النهضة" يخزن أسلحة داخل مقراته الحزبية وفي منازل أتباعه لاستعمالها في حال حصول انقلاب على الحركة مثلما حصل في مصر. ودعا ناشطون على الإنترنت الجيش والشرطة إلى إحكام مراقبة المطارات والموانئ في تونس تحسباً لوصول أموال وشحنات أسلحة "موجهة الى حزب النهضة" مصدرها تركيا وقطر.