اثر اغتيال محمد البراهمي وهو احد الشخصيات المعارضة في تونس، اجتاحت المظاهرات مختلف المدن التونسية لليوم الثاني امس الجمعة حيث قتل احد المتظاهرين واصيب آخرون في مدينة قفصة بجنوب تونس. تونس (رويترز) واعلن 42 معارضا استقالاتهم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة من المجلس التأسيسي الذي يضم 217 عضوا احتجاجا على قتل محمد البراهمي عضو حزب الحركة الشعبية القومي العربي. وقال خميس كيسلا عضو حزب نداء تونس في مؤتمر صحفي ان الاعضاء المستقلين سيبدأون اعتصاما للمطالبة بحل الجمعية وتشكيل حكومة انقاذ وطني وهي افكار رفضها رئيس الوزراء علي العريض. ويتولى المجلس الذي يهيمن عليه الاسلاميون مسؤولية اعداد دستور جديد لتونس. وتعمقت الانقسامات بين الحكومة والمعارضة منذ الانتفاضة الشعبية ضد بن علي التي أطلقت العنان لانتفاضات أطاحت بحكام مصر وليبيا واليمن وأدت إلى نشوب الحرب الأهلية في سوريا. وقال شاهدان لرويترز ان مفتي محمد وهو محتج مناهض للحكومة قتل خلال احتجاجات في قفصة امس الجمعة، وتضاربت التقارير بشأن كيفية مقتله. وكان هذا اول قتيل يسقط منذ تفجر الاحتجاجات بعد مقتل البراهمي في ثاني حادث اغتيال لسياسي معارض في تونس هذا العام. وقالت عائلة البراهمي ان جنازته ستشيع صباح اليوم السبت. وربط وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو بشكل مباشر بين اغتيال البراهمي واغتيال زعيم الحركة الشعبية شكري بلعيد في السادس من فبراير /شباط والذي ادى الى اندلاع اسوأ أعمال عنف تشهدها تونس منذ الاطاحة ببن علي. وقال بن جدو في مؤتمر صحفي "نفس قطعة السلاح - وهي سلاح اتوماتيكي من عيار 9 مليمتر - التي قتل بها بلعيد هي التي قتلت ايضا البراهمي". واضاف، ان المتهم الرئيسي في قتل المعارضين بلعيد والبراهمي هو سلفي متشدد يدعى بوبكر الحكيم. وقال إن السلطات تلاحق الحكيم بالفعل للاشتباه في تهريبه اسلحة من ليبيا. موضحا بان السلطات حددت هوية 14 سلفيا يشتبه في ضلوعهم في اغتيال بلعيد ويعتقد ان اغلبهم اعضاء في جماعة انصار الشريعة المتشددة المحلية. ونظم المؤيدون لحكومة النهضة التونسية تظاهرات هتفوا خلالها "الشعب يريد النهضة من جديد" و"لا انقلاب على الديمقراطية"، رافضين مطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. فيما تجمع ايضا آلاف من المحتجين المعارضين للحكومة في العاصمة امس الجمعة في الوقت الذي اغلقت فيه المتاجر والبنوك والغيت فيه كل الرحلات الجوية من والي تونس. وتفجرت احتجاجات مساء امس ايضا في مدينتي القيروان والكاف حيث اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. واتسمت المرحلة الانتقالية في تونس بعد الاطاحة ببن علي بالسلمية إلى حد بعيد، وتشارك حركة النهضة الاسلامية المعتدلة مع احزاب علمانية صغيرة في السلطة. لكن الحكومة تكافح لإنعاش الاقتصاد المتعثر وتعرضت لانتقادات من العلمانيين الذين يتهمونها بالتقاعس عن كبح أنشطة السلفيين. وأعلنت تونس امس الجمعة يوم حداد وطني وبثت الاذاعات اناشيد وطنية. وتظاهر الالاف ايضا سلميا امس الجمعة ضد الحكومة في صفاقس والمنستير وسيدي بوزيد مهد الانتفاضة التونسية حيث اشعل محتجون النار في مقرين لحزب النهضة يوم الخميس. وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، إن اغتيال البراهمي يستهدف "تعطيل المسار الانتقالي الديمقراطي في تونس ووأد النموذج الناجح الوحيد بالمنطقة خاصة بعد العنف في مصر وسوريا وليبيا". وقال لرويترز إن تونس لن تتبع السيناريو المصري وإن حكومته ستستمر. وحدث الاغتيال في يوم عيد الجمهورية في تونس التي تستعد للتصويت على الدستور الجديد في الأسابيع القليلة القادمة قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في وقت لاحق هذا العام. ووجهت الاضطرابات ضربة جديدة لجهود إحياء قطاع السياحة، وتم تعليق العروض الثقافية ومن بينها مهرجان قرطاج بعد اغتيال البراهمي. /2868/