استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى الفريق لويد أوستن، والوفد المرافق له، الذي يزور اليمن. وقالت وكالة "سبأ" إن الرئيس هادي "رحب بالوفد العسكري الأمريكي الرفيع، متناولا طبيعة الأوضاع في اليمن من مختلف النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية، وما خلفته الأزمة التي نشبت مطلع العام 2011، من تداعيات خطيرة على مختلف المستويات". و"تطرق هادي لما عانته اليمن وتعانيه من الإرهاب الذي يقوده تنظيم القاعدة أو ما يسمى بأنصار الشريعة، وما خلفه من أضرار جسيمة على الاقتصاد بكل صوره السياحي والاستثماري والتجاري". وقال: "لدينا العديد من الفنادق مقفلة نتيجة تعطل السياحة الخارجية والداخلية". ونوه الرئيس هادي إلى "أن اليمن، وعلى مستوى تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والمضي في طريق ترجمتها، قد نجح في اتخاذ الأسلوب السلمي، وتغليب الحوار على منطق السلاح، وتحولت القوى السياسية من متاريس الخلاف والاقتتال إلى طاولة الحوار، وهذا الأسلوب قد عكس حكمة أبناء اليمن، ومثلوا نموذجا استثنائيا يحترمه ويقدره العالم على المستوى الإقليمي والدولي". كما أشار إلى "أن مساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا المنحى ستظل محل عرفان اليمنيين، وكذلك الدول ال10 الداعمة والراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وهذه المواقف كلها ستظل في وجدان اليمنيين على مدى التاريخ الجديد لليمن". وبحسب "سبأ" فقد تطرق الرئيس "إلى التعاون القائم بين اليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية في مختلف المجالات، وخصوصا الأمنية، وملف مكافحة الإرهاب الذي يحقق نجاحات باهرة، وسيستمر هذا التعاون إلى أن تتحقق كل الغايات المرجوة منه، وهو ضمن التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب العابر للحدود والقارات، والذي لا يراعي دينا ولا أخلاقا ولا إنسانية، وشواهد جرائمه تحكي تجرد أهدافه من الدين الإسلامي ووسطيته وأخلاقياته ومبادئه". واستشهد هادي "بالجريمة التي ارتكبت بحق المئات من الجنود الأبرياء في ميدان السبعين عشية الاحتفال بعيد الوحدة ال22 من مايو عام 2012. كما تطرق الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية والتطورات والمستجدات الراهنة". وفي ذات السياق، نقلت "سبأ" عن الفريق لويد أوستن "شكره وتقديره للرئيس لإتاحة هذا اللقاء الطيب، وأكد أن الشراكة اليمنية الأمريكية لمكافحة الإرهاب تحقق نجاحات رائعة، وتصب في مصلحة اليمن وأمنه واستقراره"، بحسب "سبأ". وقال لويد: "نحن نعمل من أجل الوقاية من تحقيق الإرهاب لأهدافه الخبيثة بكل صورها، ونؤكد لكم أننا وبالشراكة مع المجتمع الدولي ندعم اليمن في هذه الظروف الاستثنائية، وسنعمل من أجل دعمه حتى نجاح المرحلة الانتقالية وإخراج اليمن إلى آفاق السلام والتطور الازدهار". وأشاد المسؤول الأمريكي "بما تحقق في اليمن، واعتبر نجاحات الحوار الوطني الشامل صمام أمان للمنطقة كلها، وليس لليمن وحده، معربا عن أمنياته الصادقة للرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتوفيق والنجاح في بقية المهام الوطنية، ونجاح المرحلة الانتقالية بصورة كاملة". وكان المسؤول الأمريكي الرفيع "أوستن"، قدم من سلطنة عمان بعد اجتماع مع المسؤولين هناك. وعلى الصعيد ذاته، وفيما يبدو انها جولة للتباحث لكسب الدعم والتأييد لإمكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا، نقلت "وكالة الشرق الأوسط" عن مسؤول أردني قوله في تصريحات نشرت السبت، إن قادة عسكريين من الدول الغربية والإسلامية من المقرر أن يجتمعوا في الأردن لمناقشة أثر النزاع سوريا على عمان. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع في الأيام المقبلة، بناء على دعوة من الأردن، وسيحضره الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة الوسطى الأمريكية، المسؤولة عن 20 بلدا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وبحسب المسؤول الأردني، فإنه سيحضر الاجتماع أيضاً الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي، وكذلك رؤساء الأركان في المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا. وقال المسؤول إن الاجتماع سيكون فرصة ل"النظر في المسائل المرتبطة بأمن المنطقة، وتداعيات الأزمة السورية، وكذلك وسائل التعاون العسكري لضمان أمن الأردن". وفي ذات الصعيد، قالت شبكة سي بي أس نيوز الأميركية إنها علمت أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعكف على التحضيرات الأساسية لتوجيه ضربة بصواريخ كروز من البحر لقوات النظام السوري، نقلت رويترز عن مسؤول دفاعي قوله إن البحرية الأميركية ستزيد من وجودها في البحر المتوسط بسفينة حربية. وأشارت شبكة سي بي أس نيوز أن سوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي ذكرت في تغريدة لها على موقع تويتر الجمعة أن ما حدث في ضواحي دمشق كان هجوما واضحا بالأسلحة الكيمياوية. وأشارت الشبكة إلى أن قائد القوات الأميركية في البحر المتوسط أمر بتحريك سفن للبحرية لتكون قريبة من سوريا استعدادا لضربة محتملة بصواريخ كروز من البحر. وأوضحت الشبكة أن شن ضربة بصواريخ كروز من البحر لن يعرض حياة أي أميركي للخطر، لكن الضربة ستكون وقائية ليس هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإنما التأكيد على أنه لن يفلت من فعلة استخدام أسلحة كيمياوية, وأضافت أن أن الأهداف المحتملة للضربة ستتضمن مستودعات ومنصات تستخدم لإطلاق الأسلحة الكيمياوية. من جهتها، نقلت قناة "الجزيرة" أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ألتقى كبار مستشاريه للأمن القومي السبت حيث بحثوا الرد في حال ثبت أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيمياوي في مجزرة غوطة دمشق, بينما قال مسؤول في البيت الأبيض إن لدى واشنطن عدة خيارات للرد. وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع (بنتاغون) أن واشطن عززت قطعها البحرية في البحر المتوسط بمدمرة رابعة مجهزة بصواريخ "كروز" وذلك بسبب تطورات الأوضاع في سوريا. من جانب آخر، قال وزير الدفاع تشاك هيغل إن وزارته تقوم بحشد قوات تحسبا لأي خيار يتخذه الرئيس أوباما ضد سوريا, في حين نقل عن مسؤولين قولهم إن أوباما الذي يعارض حتى الآن دعوات لتدخل عسكري في سوريا، لم يتخذ قرارا بعد بشأن توجيه الضربة المحتملة. وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق في مقابلة حصرية مع شبكة سي أن أن بثت الجمعة، إن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على "الأعمال الوحشية" المزعومة من جانب دمشق