في يوم من الأيام كنت أنا وبعض الفتيات في مقهى من المقاهي في صنعاء، واحنا جالسين في المقهى جاءت فتاة جميلة لا أعرفها في العشرينات من عمرها...ومعاها طفل صغير. بس للأسف وجهها الجميل كان عابس، وكان وواضح عليها الضيق والتعب، وبعد ما جلست هي والطفل الذي معاها تبين لي إنه إبنها وإنها بتتعب في التعامل معاه ولاحظت إن إبنها تصرفاته تبين وكأنه مصاب بخلل عقلي.
بدأنا نتكلم مع الأم وسألتها واحده مننا:" اتزوجتي في أي عمر؟ "قالت 16 سنة...والتفتت للولد وقالت بحزن:"هذا ضحية زواج الصغيرات".
فهمت إن قصدها عن المرض الذي مصاب فيه ابنها. واحده من البنات بادرت وقالت: "استغفري الله قولي الحمد لله على البلاء"...سكتت البنت والتفتت للولد الصغير وكأنها شعرت بتأنيب ضمير.
بدأت بعدين تحكي لنا كيف كانت فترة حملها وهي بعمر ال17، ما عندهاش أي خبره في الحياة، وكانت نفسها مسدوده عن الأكل، والغريب انها كانت تحب رائحة التراب وتحب تذوقه وقالت يمكن كان بسبب ان عندها نقص في فيتامين معين كان مسبب لها هذه الحاله... سألتها" مارحتيش لأي طبيبه أثناء فترة الحمل؟" قالت: "لا"... أخذتي أي فيتنامينات أثناء الحمل؟ قالت: لا...
هذه الأم ماراحتش لأي طبيبه ، بسبب ان عمرها صغير ووعيها قليل، وما سألتهاش عن زوجها لإن من الواضح إنه كان غير واعي، وهذا موجود في كثير من رجال اليمن من ناحية قلة خبرتهم في التعامل مع الزوجة وفي معرفة احتياجاتها ...
الغريب ان هذه الفتاة يبدوا عليها انها من طبقة متوسطه في اليمن أي انها أكيد أفضل حالاً من نساء كثير من الطبقة الفقيرة..وكثير من النساء الحوامل في سن صغير يصابوا بنزيف ويموتوا بسبب انهم يولدوا في البيت، وحتى لو فكر حد يسعفهم صعب يوصل للمستوصف لو كانوا في قريه نائيه.
للأسف كل هذه المعاناه ولا زال في كثير يردد المقولة الشهيره" بنت الثمان عليها الضمان"، المقولة تعني بأن بنت الثمان سنين مضمونه لأنها بالتأكيد عذراء، ورغم وحشية الجمله وقسوتها وانتهاكها للبراءة، إلا أن الكثير يرددها حتى المتعلمين منهم.
وللأسف... وبسبب تجهيل المرأة نجد نساء ضد أي قانون يمنع زواج الصغيرات... وخرجن مظاهرات مع أحد الشيوخ المتطرفين ضد إقرار القانون فتوقف إقراره.
رغم إن القانون مش كفايه لإن من الممكن تجاوزه بتغيير عمر البنت...لذلك التوعيه مهمه جداً، وهذا واجب لازم كلنا نعمل عليه.