فادت "الأولى" مصادر عسكرية وأخرى محلية بمحافظة إب، أن احتجاجات داخل معسكر قيادة فرع قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، الواقع في منطقة "شبان"، حصلت أمس، احتجاجاً على ما سماه الجنود ممارسات خاطئة وانتشار الفساد. وقالت المصادر إن احتجاجات عمّت مقر قيادة قوات الأمن الخاصة بإب، بعد قيام عدد من صف وأفراد المعسكر، صباح أمس، بالتنديد بالممارسات التي يقوم بها قائد الفرع العميد الركن رشاد مطهر رشاد المصري، وأركان حرب المعسكر المقدم فهيم المضرحي، اللذان اتهموهما بمصادرة مستحقاتهم المالية والغذائية، وعدم صرف مهماتهم الأخرى من فرش وبطانيات وملابس ومتعلقاتها. وذكرت المصادر أن الجنود المحتجين منعوا المصري والمضرحي، من دخول المعسكر، واستمروا بالهتافات ضد الفساد. وأشارت إلى أن الاحتجاجات تواصلت لعدة ساعات، حتى وصل مدير أمن المحافظة العميد الركن فؤاد العطاب، ونائبه، وقائد النجدة، ومدير البحث الجنائي، الذين استمعوا لمطالب الجنود المحتجين. وأكدت المصادر أن الجنود دعوا العطاب، ومن معه من أعضاء اللجنة الأمنية، للدخول لمطبخ المعسكر، والاطلاع على ما فيه من مواد غذائية، مشيرين إلى أنهم يعانون من انعدام الإعاشة الغذائية الصحيحة والمقررة لهم من وزارة الداخلية. وذكرت المصادر أن الجنود لم ينصاعوا لمحاولات ووعود مدير الأمن والمسئولين الذين كانوا برفقته، بالنظر في مطالبهم، بل طالبوا بإقالة القائد المصري وأركان الحرب المضرحي. وقال ل"الأولى" أحد ضباط المعسكر، طلب عدم ذكر اسمه، إن الاحتجاجات ازدادت بعد وصول العطاب، حيث تجمع كل الجنود، ورددوا هتافات ضد الفساد، وطالبوا بإقالة قيادة المعسكر، منوهاً إلى أن تطور الموقف استدعى حضور نائب المحافظ أمين عام المجلس المحلي- أمين علي الورافي، الذي فشلت محاولاته أيضاً في إقناع الجنود بإنهاء الاحتجاجات التي وصفت بالتمرد. وعلمت "الأولى" من مصدر أمني بالمحافظة، أنه تم توقيف قائد قوات الأمن الخاصة بإب رشاد المصري، وأركان حرب المعسكر المضرحي، عن العمل، لتهدئة الوضع، وأنه يجري حالياً معالجة الوضع، مستبعداً أن يتم تغييرهما. ونفى المصدر ما كانت تداولته وسائل إعلام، مساء أمس، عن قيام وزير الداخلية بتعيين فهيم المضرحي قائداً جديداً للفرع، بدلاً عن المصري، متوقعاً نجاح جهود الورافي والعطاب، التي بدت شبه مقبولة لدى الجنود، بعد توقيف المصري والمضرحي. وقال الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه: هناك أفراد يستلمون معاشاتهم وهم في البيوت، وعددهم كثير، وفيهم مغتربون خارج البلاد ورواتبهم جارية، والقوة الفعلية المتواجدة على الميدان كقوة عاملة أقل من نصف قوة المعسكر المعتمدة، ومع هذا لم تسلم حقوقهم ومستحقاتهم ومهماتهم من المصادرة والبيع، مطالباً بإقالة المصري والمضرحي، وتعيين قيادات مناسبة وكفؤة قادرة على إعادة حقوق الجندي وتمكينه من مستحقاته بدون أي قطعيات ومحسوبيات، والعمل على إيقاف رواتب الذين لا يداومون، واستبدالهم بكوادر فعالة ونشطة. يذكر أن رشاد المصري، نجل آخر وزير داخلية في نظام صالح؛ مطهر رشاد المصري، وتم تعيينه في إب قائداً لما كان يعرف بالأمن المركزي سابقاً "قوات الأمن الخاصة حالياً"، بداية عام 2008، قادماً من محافظة الضالع، حيث كان قائداً لفرع الأمن المركزي فيها