كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, أحبط في الآونة الأخيرة تهريب 10 شحنات أسلحة خفيفة ومتوسطة بينها مسدسات وبنادق آلية ورشاشة وذخائر بكميات كبيرة لتجار أسلحة يمنيين, ضالع فيها نافذون عسكريون ومدنيون وقادة أحزاب وزعماء قبليون كانت في طريقها إلى اليمن. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ل”السياسة” إن أجهزة استخبارات غربية أبلغت هادي بتلك الشحنات التي نقلت جواً بطائرات شحن مخصصة للأغراض التجارية على دفعات بعضها من دول آسيوية وأوروبية بينها أوكرانيا. وأوضحت أن هادي أمر بإعادتها وهي لاتزال في الأجواء اليمنية إلى البلدان التي أتت منها قبل هبوطها في المطارات اليمنية, مشيرة إلى أن متوسط ما كان سيجنيه أولئك التجار من كل عملية تهريب لتلك الأسلحة نحو97 مليون دولار. وأضافت “إن عمليات تهريب الأسلحة إلى اليمن لم تعد تقتصر على البر والبحر بل تجاوزت ذلك إلى محاولة تهريبها جواً وأن هادي يخوض منذ انتخابه رئيساً للبلاد في فبراير 2012 معركة شرسة ضد مافيا تجار السلاح لا تقل ضراوة عن تلك التي يخوضها ضد تنظيم القاعدة, إضافة إلى ما يواجهه من تحديات من النظام السابق وحزب الإصلاح (التابع لجماعة الإخوان) ومحاولة ابتزاز زعماء القبائل وخاصة قبيلة حاشد تحت مبرر مساندتهم ودعمهم له في مواجهة النظام السابق”. ولفتت إلى أن تجار أسلحة بدعم من أولئك النافذين, حاولوا ممارسة ضغوط على هادي من بينها التهديد بتفجير الوضع أمنياً وإقرارهم بمشاركتهم في قطع خطوط الكهرباء الممتدة من محطة مأرب الغازية إلى مختلف المحافظات وتفجير أنابيب النفط وتهديدهم بمواصلة ذلك, حيث أبلغ بعضهم هادي عبر وسطاء رسالة جاء فيها “نتعهد لك بالتوقف عن تفجير النفط وقطع الكهرباء في حال سمحت لنا بعدم قطع العادة لأن قطع العادة عداوة”, في إشارة إلى السماح لهم باستيراد الأسلحة. وأكدت المصادر أن هادي رفض بشدة ذلك الموقف, مواصلاً محاصرته لتجار الأسلحة, كما أفشل الكثير من عملياتهم بعد فترة وجيزة من ضبط أجهزة الأمن شحنات أسلحة تابعة لهم وصلت عن طريق البحر من تركيا ودول أخرى وعوضتهم الحكومة بملايين الدولارات في مقابل عدم قيامهم بما يخل بالأمن والاستقرار. وأشارت إلى أن الرئيس اليمني حصر كل صفقات شراء الأسلحة للجيش والأمن في الرئاسة بعد اكتشافه أن ضباطاً ينفذون عمليات غش وتلاعب بالصفقات من الخارج ليحصلوا على مبالغ مالية كبيرة. من ناحية ثانية, علمت “السياسة” من مصادر أمنية رفيعة أن أجهزة الأمن اعتقلت مساء الأحد الماضي خلية تابعة لتنظيم “القاعدة” تضم تسعة أشخاص. وقالت المصادر إنه تم اعتقال عناصر الخلية وجميعهم يمنيون في أحياء متفرقة بينها السنينة وحدة ومدينة سعوان, حيث تعد هذه الخلية واحدة من الخلايا النائمة التابعة للتنظيم, وبدأت تنشط في الآونة الأخيرة. وتم ضبط الخلية إثر معلومات أفاد بها أحد عناصر التنظيم الذي يجري التحقيق معه في جهاز الأمن السياسي “المخابرات”. كما ضبطت الشرطة أمس, سيارة مفخخة قرب مسجد في جولة سبأ اشتبه بها مواطنون وأبلغوا عنها من بين خمس سيارات تتعقبها أجهزة الأمن منذ فترة وجهها “القاعدة” إلى صنعاء لتنفيذ عمليات إرهابية. إلى ذلك, قال مصدر قضائي ل”السياسة” إن المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة بصنعاء, ستبدأ الأسبوع الجاري محاكمة خلية تابعة ل”القاعدة” تضم ثمانية أشخاص بتهمة محاولة اغتيال هادي في يوليو الماضي. وكان المتهمون خططوا لتفجير موكب هادي أثناء مروره في شارع الستين الجنوبي القريب من دار الرئاسة في صنعاء بعبوات شديدة الانفجار من مادة “سي 3″ تزن سبعة كيلوغرامات موقتة بشريحة هاتف جوال, حيث تم اعتقالهم في مدينتي صنعاء ومعبر وضبطت معهم عبوات ناسفة ومتفجرات وأسلحة وذخائر