تواصلت الاشتباكات، بين المسلحين القبليين ومسلحي الحراك من جهة، وقوات الأمن من جهة، في بعض مناطق محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) في رابع ايام ما بات يعرف بالهبة الشعبية التي دعت اليها قبائل حضرموت على خلفية مقتل احد مشائخها برصاص جنود على مدخل سيئون . ونقل مراسل وكالة "خبر" عن مصادر محلية قولها، إن اشتباكات عنيفة وقعت قوات الأمن وقبائل الحموم، مشيرةً إلى أن حصيلتها سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش، والاستيلاء على عدد من الاطقم والآليات العسكرية . وأضافت المصادر أن قبائل آل المعارة والجوهيين اعترضتا تعزيزات عسكرية لقوات الأمن والجيش في منطقة "جرو"، كما اعترضت قبائل الجابري إمدادات الجيش في منطقة "ساه" وقطعت كافة تعزيزات وإمدادات الجيش المتجهة إلى منطقة "المسيلة" غيل بن يمين. وأشارت إلى أن قبائل الحموم احكمت سيطرتها على القطاعين النفطيين رقمي (32 – 14) التابعين لشركتي توتال ودي ا ناو، مبينة أن هناك أنباء عن سيطرة قبائل الحموم بشكل كامل على خط الأنبوب النفطي الممتد من منطقة "المسيلة" إلى ميناء الضبة النفطي. الى ذلك أعلنت السلطة المحلية في مديرية المكلا رفضها المطلق لكافة الممارسات والسلوكيات الضارة بأمن واستقرار المجتمع ووقوفها ضد كل من يحرض على إثارة العنف والفوضى والنهب والسلب للممتلكات والمصالح العامة والخاصة وسفك دماء الأبرياء .. واكدت في بيان صادر عنها -حصلت وكالة "خبر" على نسخة منه- بأن هذه الأعمال تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا وأخلاقنا الحميدة .. مثمنة ما جاء في بيان السلطة المحلية بالمحافظة وأعضاء المجلس المحلي من تأييد لكل المطالب الحقوقية المشروعة التي تضمنها بيان حلف قبائل حضرموت الصادر بتاريخ 10 ديسمبر الجاري . وأشادت بحرص الحلف على انتهاج الخيار السلمي الحضاري كسبيل للمطالب ونبذ العنف.. مشددة على ضرورة تمسك الجميع بانتهاج الممارسة السلمية في التعبير عن المطالب الحقوقية بعيداً عن افتعال العنف والفوضى التي تضر بالمواطنين وأمنهم. وناشدت كافة أبناء المكلا الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار والسماح بالانفلات الأمني والفوضى التي تؤدي إلى خلق ظروف وبيئة ملائمة لمن يريدون تمرير أجندات خاصة تتعارض مع المطالب المشروعة لأبناء حضرموت. وأهاب بيان السلطة المحلية، بالعلماء وخطباء الجوامع والإعلاميين والشخصيات الاجتماعية والوجهاء والمثقفين وعقال الحارات ومكونات منظمات المجتمع المدني كافة بتحمل مسؤولياتهم في توجيه وإرشاد الشباب إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والتحلي بالسلوك القويم وتحصينهم وتوعيتهم من الانجرار وراء دعوات العنف و الفوضى والتخريب . ودعا البيان رجال الأمن والجيش من أبناء المحافظة ومديرية المكلا خاصة إلى القيام بدورهم الوطني في تحمل مسؤولية إدارة أمن المحافظة والمديرية ومراكز الشرطة وتوجيه اللجان الشعبية في الأحياء السكنية لحفظ الأمن والاستقرار وبث روح الاطمئنان والسكينة في نفوس المواطنين من الثلاثاء. في حين طالبت اللجنة الأمنية بالمحافظة بتأمين المداخل البرية والبحرية لمنع دخول الغرباء وعصابات النهب والسرقة إلى المحافظة مستغلين حالة الانفلات الأمني الراهن. وأضاف بيان السلطة المحلية :" ونظرا لما تقتضي المصلحة العامة نؤكد على ضرورة إعادة فتح الجامعات والمعاهد والمدارس لاستئناف التحصيل العلمي للطلاب وعودة المرافق الحكومية عامة والخدماتية كالمستشفيات والكهرباء والمياه ومراكز البريد والاتصالات والافران والمحلات التموينية لمزاولة عملها اليومي وتقديم خدماتها للمواطنين". ودعت التجار وأصحاب المحلات فتح محلاتهم وتقديم خدماتهم للمواطنين بتوفير المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال والأدوية ولزوم التعليم بأسعارها المعروفة.. مؤكدة أنها لن تألوا جهداً في تقديم أي تسهيلات مطلوبة لخدمة الصالح العام. من جانب اخر اتهم حلف قبائل حضرموت، ما اسماه بالسلطة الحاكمة، بضرب ساحات الأنشطة، في مدينتي المكلا وسيئون، ما ادى الى سقوط قتيلين . وقال بيان صادر عن التحالف – حصلت وكالة "خبر" على نسخة منه - أن قوات حماية الشركات النفطية في قطاع المسيلة، هاجمت مجاميع من قبائل الحموم كانوا في طريقهم من مديرية غيل "بن يمين" الى مدن الساحل. وأضاف البيان أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين، وأسفرت عن قتل أربعة جنود وإصابة آخرين وأسر مجموعة من الجنود وإحراق طقماً عسكرياً وإغتنام طقماً آخر وقد أصيب في هذه المواجهة عدد اثنين من قبائل الحموم بإصابات خفيفة . وبحسب البيان وعلى إثر هذا الحادث قامت قوة عسكرية أخرى من مواقع الشركات بالتحرك لتعزيز قوتها المنهزمة . ولكن رجال قبائل الحموم تصدوا لها وأجبروها على الفرار إلى المواقع التي أتت منها. واشار البيان إلى أن طائرات من نوع سوخوي روسية الصنع وعدد أثنتين من الطائرات العمودية الحربية قامت بقصف المنطقة وإرهاب المواطنين المسالمين والعزل، حسب البيان
