تعمل المملكة العربية السعودية بشكل مكثف لتوسيع شبكة تحالفاتها الغير رسمية مع رموز قبلية ودينية داخل اليمن, مواصلة مد أذرعها الدينية في أكثر من اتجاه لتأكيد نفوذها في اليمن بالتوازي مع ما تشهده البلاد من صراعات مذهبية وسياسية شمالاً وجنوبا.
وكثفت السعودية نشاطها في اليمن بالاعتماد على الجمعيات والمنظمات التابعة لها والتي تعمل في المنطقة تحت غطاء انساني خيري وتديرها الجماعات السلفية.
وفي الايام القليلة الماضية بدأت الجماعات السلفية بالتوسع دعوياً ومادياً في مختلف المحافظات اليمنية مستهدفة المديريات والقرى التي لم تصل اليها الخلافات المذهبية والخالية من الفكر الحوثي الشيعي تحاشيا لتوسع أنصاره في تلك المناطق.
وتقوم الجماعات السلفية بطبع توزيع الآلاف من المنشورات والكتب المناهضة للفكر الشيعي والمحذرة من خطر توسعه وتوزيعها مجاناً في مختلف المناطق النائية عقب كل صلاة جمعة.
وتقول مصادر "المساء برس" أن المؤسسات التابعة للسلفيين والممولة من المملكة العربية السعودية بدأت النزول الميداني الى عدة مناطق لبناء مساجد ومراكز دينية سلفية.
وأوضحت المصادر أن تلك المؤسسات قد استقطبت عبر المال والوعود بالمشاريع والمساعدات المادية والغذائية الخيرية مواطنين لتحسين صورة الجماعات والتوجهات السلفية ومحاربة ما سواها.
كما استطاعت اقناع مواطنين في عدة مناطق بالتنازل عن أراضي كانوا يمتلكونها لصالح تلك المؤسسات وتحرير عقود رسمية تنص على ملكية وأحقية تلك المؤسسات بالإمامة والخطابة والاشراف الكامل على المساجد والمراكز الدينية التي من المتوقع أن تباشر في بناءها خلال الأيام القليلة القادمة.
وحذر مراقبون من هكذا استغلال وتحريض ديني تقوم به المؤسسات والجماعات السلفية وما قد ينجم عنه من صراعات مذهبية قد تؤدي مستقبلاً الى مواجهات مسلحة في تلك المناطق التي ما يزال التسامح الديني هو السائد بين ابنائها..
ويأتي ذلك بالتزامن مع حرب مذهبية شرسة في منطقة دماج بصعدة شمال اليمن, بين الجماعات السلفية والحوثيين, يستخدم الطرفان فيها اسلحة خفيفة ومتوسطة, راح ضحيتها المئات من الجانبين, وما تزال رحاها تدور حتى اليوم.
* الصورة ل مركز دار الحديث في كتاف أستولى عليه الحوثيين قبل أيام بعد معارك عنيفة مع السلفيين .