إستنكر مجلس حضرموت الأهلي الأحداث التي وقعت بساحة التغيير بالمكلا يوم أمس الخميس 16 فبراير 2012م، التي نتج عنها وقوع العديد من الإصابات وكادت أن تؤدي إلى اقتتالٍ دامٍ بين أبناء المحافظة الواحدة، وقال بيان للمجلس أن ما تمّ من اعتداءٍ على ساحة التغيير بالمكلا وإحراقٍ للخيام هو عملٌ مدانٌ بكل المقاييس ولا يمكن اعتباره طريقةً مشروعة للتعبير عن الرأي أو الاختلاف في المواقف السياسية، بل يزيد من حالة الاحتقان الداخلي ويزرع المزيد من الضغينة والأحقاد بين أبناء حضرموت الذين ينبغي أن تكون كلمتهم واحدة ومواقفهم متناسقة خاصة في هذه الأيام العصيبة. وحذر المجلس الأهلي الحضرمي من أن حالة التوافق التي سادت الأجواء في حضرموت خلال الفترة الماضية من الأزمة الراهنة بين مختلف مكونات العمل السياسي والشعبي لم ترق لعددٍ من الأطراف التي تسعى اليوم جاهدةً لجر حضرموت وأبناءها إلى مربع الفتنة والاقتتال الداخلي فيما بينهم خدمةً لأجندات خاصة، مستغلةً الأجواء المشحونة وحالة التعبئة الخاطئة التي تقوم بها بعض الأطراف ضد البعض الآخر، مما يخلق حالةً قابلةً للاشتعال في أيّ لحظة، وستكون حضرموت وأبناؤها هم الخاسر الأول في هكذا صراعٍ أو احتقان. وقال البيان: لقد كان مجلس حضرموت الأهلي ولا يزال يعتبر أن الممارسة السياسية السلميّة والتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق تحت أيّ سقفٍ كانت هو حقٌ مشروع ومكفولٌ لكل أطراف العمل السياسي، لا يجوز منعه أو الاعتداء عليه طالما انتهج السلم وطرق التعبير الحضاري، كما لا يجوز فرضه على الآخرين بمنطق القوة والعنف والإكراه، لذا يناشد المجلس كافة أطراف العمل السياسي في حضرموت إلى تحكيم لغة العقل وتغليب مصلحة حضرموت على كل مصلحة حزبية وسياسية، والتوقف المباشر عن كافة اشكال التعبئة والتحريض من كافة الأطراف ضد بعضها، وكذا الحذر من محاولات الاختراق التي تقوم بها جهات معروفة لبعض الفعاليات بغية حرفها عن مسارها وتوجيهها ضد أبناء المحافظة الواحدة وضد السلم والوئام الاجتماعي في حضرموت. كما شدد البيان في ختامه على أهمية أن تلعب الشخصيات الاجتماعية والوجاهات المجتمعية والقيادات الواعية دوراً ملموساً في تقريب وجهات النظر وإزالة حالة الاحتقان والبغضاء بين الأطراف المختلفة، كما حمّل السلطة المحلية والجهات الأمنية مسؤولية القيام بواجبها في التحقيق وكشف ملابسات هذه الأحداث وغيرها التي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى من أبناء حضرموت وشبابها خلال الفترة الماضية، مشدداً على أن التراخي في القيام بهذه المسؤولية هو الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام كافة أشكال التصعيد وتقطيع النسيج الاجتماعي لحضرموت وأهلها، داعياً ابناء حضرموت كافة إلى أن يكونوا على أعلى درجات الحيطة والحذر لكل ما من شأنه أن يجر حضرموت إلى مربع الاقتتال والفتنة، وأن يكون الجميع على اختلاف توجهاتهم صفاً واحداً لما فيه خير حضرموت وأمنها واستقرارها.