الهبة التي انطلقت من حضرموت في 20 من ديسمبر العام الماضي وامتدت إلى مناطق الجنوب واجهتها السلطة العسكرية الحاكمة بسلوك ارعن يماثل سلوك هتلر وموسيليني تجاه شعوب الأرض . لا نريد الحديث عن القتل بالرصاص فهذا شي يشاهده العامة ولكن هناك أداه جديدة في القتل باستخدام وسيلة جديدة وهي ليست بغريبة في بلاد يتم فيها تزوير كل شي وجعل الباطل حق حتى تلك المواد التي ينتهي مفعولها بما فيها البشرية يتم التمديد لها طالما تؤدي إلى تحقيق أغراضهم القذرة وتمنحهم صكوك النهب والسلب في بلاد الاحقاف وبقية مناطق الجنوب. من المعروف إن الآبار والمطارات ترتبط بالتطور الحضاري لشعوب الأرض فالآبار منذ فجر التاريخ هي نقاط لاستخراج المياه لغرض الزراعة أو الشرب وهذا ما هو حاصل في حضرموت منذ زمن قديم . هناك أبار لري المحاصيل الزراعية وهناك أبار للشرب على طول الطرق التي تربط حضر حضرموت بباديتها. في الزمن الحاضر وجدت أبار لاستخراج الزيت من اجل تحقيق تنمية مستدامة وهذا حصل بالفعل في بلدان الخليج العربي ولم يتحقق في بلادنا في حضرموت الآبار التي حفرت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي لم تؤدي وظيفة استمرار الحياة وإنتاج المحاصيل الزراعية لسد الفجوة الغذائية أو لأغراض الشرب بل أصبحت أدوات قتل لا تقل عن الرصاص الذي يطلقه البشمركة على المحتجين المطالبين بحقوقهم المنهوبة واستعادة كرامتهم. إن الفارق بين الرصاص والآبار كأدوات قتل في حضرموت إن الرصاص يؤدي إلى الموت السريع بينما الآبار الموت بالبطء بعد التعذيب النفسي والجسدي للضحية وأفراد أسرته . ضحايا الرصاص كثر وأبشعها ما حصل في الضالع . كما أن ضحايا الآبار كثر ولكنهم ليس في ساحات الكرامة او مخيمات العزاء بل في المستشفيات . هذا ما تنطق به خريطة الأمراض في حضرموت وبالذات في المناطق التي تقع في محيط أبار الزيت القاتلة . في ساه وغيل بن يمين . والضليعة وغيرها من مناطق حضرموت المنكوبة . لكي نكون موضوعيين في حديثنا نقول للقاري وكل الباحثين والمهتمين بحقوق الإنسان إن المقاربة في خريطة الأمراض قبل عام 1990م واليوم 2013م ونحن في الألفية الثالثة ورغم الشعارات التي رفعت والتعهدات أمام المنظمات الدولية بان الصحة للجميع هذا الشعار قلب رأسا على عقب في حضرموت وأصبح الموت للجميع .للتدليل يمكن اخذ عينه من المياه وفحصها في مختبرات عالمية . حقائق هذا الشعار يتبين من زيارة المستشفيات وتصفح سجل حالات السرطان والفشل الكلوي والكبد ستجد إن معظم الحالات من مناطق أبار الزيت . القتل لم يقتصر على البشر بل امتد إلى الحيوانات وما أكثر الحيوانات النافقة عندما تشرب من مياه الكرفان التي حفرت قديما لتوفير المياه للحيوانات البرية وعابري السبيل و الرعاة أصبحت هي الأخرى حفر الموت بفعل تلك الآبار . عندما هب الحضارمة لاستعادة حقهم المسلوب تطورت ادوات القتل من تحت السطح وتعمل بشكل سري الى فوق السطح دون استحيا تحولت تلك الخطوط التي تستقبل الخبراء الى مواقع عسكرية لاستقبال جيش الناهبين والمدافعين عن الباطل . أهذه التنمية المستدامة التي تتكلمون عنها وهل هذه برامجكم لتحسين نوعية الحياة .. . اين العدالة والحرية وحقوق الإنسان أليس من حق الحضارمة دفع الضرر عن أنفسهم بعد أن صمتوا سنوات وانتم تدركون حجم معاناتهم وحرمانهم من التوظيف وان الذي يرمي بالاتفاقيات عرض الحائط هو الذي منحت له خطوطكم لكي يحولها إلى نقاط عسكرية لاستمرار مسلسل القتل والحرمان من حق العمل والعيش الكريم . لماذا تكرهون الحضارمة وهم يحبونكم فتحوا لكم أرضهم وفروا لكم الأمن والحماية لماذا لا تقالون كلمة حق من باب الديمقراطية التي تتباهى بلدانكم بها . أن هذا السلوك لن يؤدي إلى حل المشكلة بل هو صب الزيت على النار في منطقة الزيت . القوة العسكرية لقهر الشعوب وإخضاعها ونهب ثوراتها تحت أي مسمى شطب من قاموس الشعوب . عليكم ان تطلعوا على بيانات حلف قبائل حضرموت إن الهبة مستمرة ودخلت أسبوعها الثالث ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها ومن تلك الأهداف أن تكون الآبار نقاط تنمية لا أدوات قتل .