يوم الأحد الماضي وبعد صلاة المغرب مباشرة وفي مسجد المنقد بمنطقة الشرج تحديدا وبدون مقدمات تفآجأت وتفاجأ مع الكثير بسماع خبر وفاة المهندس المخترع هاني محمد باجعالة ! وهكذا دائما عندما يحضر الموت برهبة لحظته وجلالة مكانته المهابة تسترخي العقول ويتبخر الكثير من دوافع الفضول . غير أنه وبعد قليل تغادر النفوس تلك اللحظة الرهيبة الحائرة وتبدأ تطفو على السطح كوامن الأنسان وغريزته المستفسره فقط أحيانا ، والمتأملة في بعض الأحايين الأخرى . ومن هذه الأسئلة سؤالا قد يبدو للبعض أنه فضوليا وساذجا بل قد يرى البعض أن فيه تجني على سلطة الموت الأبدية الحاكمة المحترمة وإن كانت غير برئية تماما في كثير من الأحيانا خصوصا في زمان ومكان مثل زماننا ومكاننا . السؤال يقول : لماذا مات المخترع النابغة اليمني الحضرمي المهندس هاني محمد باجعاله ؟ وكيف مات ؟ وهل فعلا مات أو أنه موت ( بتشديد الدال المهملة ) ؟ ولماذا دفن بهذه السرعة ؟ ولماذ مات في هذا الزمان تحديدا ؟ سأعترف لكم وبحسب معرفتي بواقع الحال بأن مثل هذه الأسئلة وغيرها قد تبدو للكثير منكم بأنها ( هبلا )و ( بلها ) بل قد يسئ البعض في الظن ويتهمني في حسن توكلي وإيماني بقضاء الله وقدره وأن مثل هذه الأسئلة قد تفتح بابا للشيطان ومدخلا للوسواس الخناس . من حقكم جميعا أن تتفقوا معي أو تخالفوني لكنني على الأقل قد وجدت في صفي بعضا ممن أستثار في ذهني مثل هذه الاسئلة و (سؤ الظنون ) إن صحت العبارة وشجعني على هذا الفضول . وأولهم أخ لي عزيز علي كان قد دوش رأسي عشية دفن الفقيد باجعالة وفتح في رأسي الكثير من إحتمالات سؤ ظنونه حول كل مايدور في حادثة موت أو كما يصفها هو ( تمويت ) باجعالة . وعزز هذه الفكرة لدي المقال الأخير للأستاذ الفاضل أكرم باشكيل بعنون ( باجعالة ) ... بين سر الاختراع وسر الوفاة . من بين الأسئلة الحائرة التي وضعها أحدهم أمامي : لماذا كل المخترعين اليمنيين نهايتهم إما مجانين أو موت فجأة ؟. لماذا لم يحقق أحد في خبر الرصاصة الطائشة التي مرت ذات يوم بجوار رأس الفقيد هاني باجعالة عليه رحمة الله وكادت أن تودي بحياته قبل اليوم وقد نشر الخبر وقتها ومر مرور الكرام ؟ لكن هل أصبح للموت طريقه واحده فقط وهي الرصاصة والدراجة أو مانعرفها من طرق أعتيادية تقليدية أم أن الموت قد تطور بدوره أيضا وصارت له طرقا كثيرة أكثرها خطوره هو ماليس له سبب وآضح ؟ وهل بدينا في مرحلة جديدة من مراحل تطور وسائل الموت ؟! وأخيرا من حق الميت أن يموت بإحترام ويرتاح بسكينة ووقار . لكن من حق الأحياء من خلفه أن يتسآلوا عن موته ويغوصوا في أعماق حقيقته ولا يتوقفوا عند قشور الموت ومظاهره . إما رهبة أو رغبة تحت مبررات وآهية مظلله . عليك رحمة الله ياهاني باجعالة وإن كنت لست آخر الأموات الذين يرحلون باسرار حياتهم واسرار موتهم . أما أنتم يامن لاتزالون أحياء حتى هذه اللحظة أحب أن اقول لكم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى موعد آخر يجمعنا مع فصل آخر من فصول الحياة البائسة والموت الغامض . ولاتنسوا أن كرامة الميت سرعة دفنة . ولا أعتراض على قضاء الله المبرم ، وقدره المحكم ، لكن …… وما بعد لكن … أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .