بحلول الشهر الفضيل على الأمة العربية والإسلامية , وهذا الشهر الكريم الذي تتنزل فيه الرحمة والمغفرة والسكينة على كافة المسلمين في أنحاء المعمورة وتتصفد فيه المردة والشياطين و تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وفيه ينتشر الخير والبركات . هذا الشهر المضياف أعاده الله علينا وعليكم أيها القراء الأعزاء الأفاضل ونسال الله أن يديم علينا وعليكم أعوام وسنيين في هذا الشهر العظيم ونحن بصحة وعافية وكل عام وجميع القراء بألف صحة وعافية . يا حيا برمضان ذلك الشهر الفضيل الذي تتنزل فيه نفحات إيمانية وروحانية ويتسم هذا الشهر بأنه سيد الشهور وأفضلهم عند المولى عزوجل لما له من خصوصية تميزه عن بقية الشهور الأخرى . ففي شهر رمضان يصوم كافة المسلمين في أنحاء العالم في مختلف البلدان العربية والإسلامية والأجنبية وهي فريضة الصوم الذي فرضها الله سبحان وتعالى على المسلمين والصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام . وفي هذا الشهر حيث أن الله سبحانه وتعالى انزل كتابه العزيز وهو القران الكريم على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال الله تعالى في كتابه ( يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) كذلك في هذا الشهر فيه ليلة من أعظم الليالي هي ليلة القدر التي تتنزل فيها الملائكة والروح في أيام الوتر من العشر الأواخر من الشهر حينما قال الله تعالى في كتابه الكريم ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر , ليلة القدر خير من ألف شهر , تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر , سلام هي حتى مطلع الفجر ) . وفي شهر رمضان تتصفد فيه المردة والشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران ففي الحديث أبي هريرة قال : كان رسول الله يقول : قد أتاكم شهر رمضان شهر مبارك , كتب الله عليكم صيامه , فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين , فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ) . رواه أحمد فعلينا أن نفكر ونخطط لاستقباله وان نتلهف شوقا للقائه لما فيه من نفحات إيمانية ومكرمات ربانية وهبات إلهية وروح ملائكية ومن هنا يجدر على كل مسلم أن يقف مع ذاته وقفة تقويمية يحاسب نفسه على ما فرط من الذنوب والمعاصي وعلى ما أسرف في جنب الله وعلى ما أضاع من أوقاته وعلى ما قصر في الطاعات والأعمال الصالحة . فهذا رمضان شهر فيه المكاسب والغنائم والحسنات والخيرات , فعلينا نكتسب الحسنات والأعمال الصالحة وان نغتنم فيه من الأوقات في قراءة القران الكريم وحضور مجالس الذكر ومواظبة الصلوات المفروضة والسنن الراتبة وقيام صلاة التراويح .وفي الشهر يجدر بنا أن نصل أرحامنا ونعطف صغيرنا ونرحم كبيرنا ونتصدق على الفقراء والمحتاجين ونترك السلوكيات السيئة ونغير طبائعنا ونتخلق بأخلاق حميدة ونعمل على ما يرضي ربنا عز وجل . وفي الختام اسأل الله العلي القدير أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصلواتنا وسائر أعمالنا الصالحة وندرك ليلة القدر ويحسن خواتمنا أنه قدير على ذلك ويزيدنا إيمانا ويرزقنا الفردوس آمين يا رب العالمين .