لن أكتب شيئاً ضاراً للاستهلاك الآدمي، بل أركز على كل ماهو نافع وصالح، يكفي الذي جرى من حرب مفتوحة الخيارات والاحتمالات، فلم يعد العقل البشري يستوعب الصدمة القاتلة، وسنرى عجباً عجاباً فكل شيء جائز حتى صار كما قال صديقي الساخر جعفر عباس من المبكيات والمضحكات "لحم خنزير.. مذبوح حلالاً" بلالاً في البلاد الإسلامية. . ولن أقول لن نتراجع لن نهدأ فاللعب على المكشوف بعد إماطة اللثام لم تعد من الكبائر والمحرمات في الاقتراب إلى مناطق محظورة بالكشف عن الخداع الاستراتيجي في الغذاء والدواء والزواج الكاثوليكي بين الأخوة الأعداء، وتلك ليست استراحة محارب وإنما استعادة الوقت لتفكير عميق دون صوت عال ومسموع عما جرى وسيجري على الجميع، و قبح المعارك تتسع رقعتها مثل ثقب الاوزون. . قالوا الحذر ولا الشجاعة، فالحذر أحياناً شجاعة لكن الاكتفاء بدور المتفرج أكثر من الفعل المضاد دفاعاً أو هجوماً مفقوداً بل معدوماً وستسقط البلاد من تلك الفرجة الطويلة ولو في وضح النهار وتلك سمة العصر ومقتضيات المرحلة في الانسيابية المرنة نحو الانزلاق للهاوية لقيم وقامات وهامات وزعامات وأصنام محنطة في طريقها للزاول. . ما حدث يا سادتي لا أقول شيءٌ مقلق، وهذه ليست مزحة جديدة بل عادة قديمة متأصلة ألفناها من زمان قريب، فلا فرق بين غزة والمكلا أو عدن وبيروت الآن، كانت حرب يومية في زمن ماض مستعصية عن الفهم كونها بعيدة عن جداريات الحدود، فأضحت بين ظهرانينا أمراً مألوفاً وعادياً ولايلفت للأذهان والأنظار. . فليس ما كتب طبعاً ماهو على بالك ولايروح بعيد، فغداً سيترجم واقعاً ملموساً في التجمعات في الأسواق والأزقة والزنقات، فهو قادم لامحالة من مستوردي تجارة الموت والعبث العدمي لكل ماهو جميل ورائع في الحياة بالغش التجاري حتى في الأدوية الغائبة عن دائرة اهتماماتنا، فكل من شعر بصداع ومغص ذهب لصيدلية وكأنها بقالة دون استشارة طبية فكله مباح ومتاح حتى حبوب العجز الجنسي الفياجرا واخواتها وحبوب الهلوسة لما لها من مفعول سحري وسري للغاية وبلاش قلة أدب يا بن كند! .