مدينة المعلا وشارعها الرئيسي يمثل عنوانا للشموخ عنوانا للنصر الجنوبي القادم لا محالة ففي هذا الشارع سطر ابناء الجنوب ابناء عدن الباسلة في أروع الملاحم النضالية وانصع صور البطولة والفداء فقد رووا بدمائهم الزكية تلك التربة التي نشأت عليها اجسادهم الطاهرة وفاضت ارواح شهدائهم وهم يقاومون جلاوزة الغدر والخيانة والبطش بصدور عارية ليس لديهم سوى هتافاتهم المدوية بالروح والدم نفديك يا جنوب التي قذفها الله رعبا في القلوب المتوحشة لطاغية صنعاء فكان الرد بالرصاص لأن (كلماتنا قالوا رصاص ردّوا عليها بالقصاص الغدر اسلوب الرخاص) ولا فضّ فوك يا عبّود السقاف . فكانت تلك المجزرة الدموية التي ارتكبت في المعلا في العام الماضي والتي حاول رأس النظام حينها ان يداريها بلجنة ارادت ان تشتري دماء الشهداء والجرحى بفتات مما نهبوه من خيرات الجنوب اضافة الى تحليته بطبق من اطباق بنت الصحن فردّت في وجوههم . ألا شاهت تلك الوجوه التي تحاول شراء دماء الشهداء والجرحى لتضفي على سيدها البراءة من كل ذنب وتخفف من اوزاره . فهل سيحملون اوزاره يوم القيامة ؟ . فأبناء الجنوب عملة نادرة لا يستطيع طاغية صنعاء شرائها ولو بذل مهما بذل . وبالتالي ستظل الجرائم المرتكبة في حق الجنوبيين قائمة ولن تسقط بالتقادم ولن تشملها حصانة الشركاء. واستمرّ ابناء المعلا في تضحياتهم ونضالهم وقاوموا كل الصلف والغطرسة وقاوموا محاولة الاختراق الوافدة من خارج عدن وافشلوا ذلك المخطط المفضوح وكل مخطط جاء بعده . ومنذ ثمانية اسابيع مضت وعلى التوالي فأبناء المعلا يقدمون صورة جديدة ناصعة بإقامة صلاة الجمعة في الشارع الرئيس وأصبحت الحشود تتوافد وتزداد جمعة بعد جمعة رغم حرارة الشمس ومشقة المواصلات وتكاليفها إلا انهم يقولون للعالم ان شعب الجنوب العربي مسلم بالفطرة هويته ودينه الاسلام وهو آمن اسلافه برسالة الاسلام منذ بزوغ فجر البعثة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام وحملوا الاسلام دينا وسلوكا الى اصقاع العالم وهاهم علماء الجنوب ودعاتها في كل خطبة جمعة يقدمون صورة جلية واضحة للوسطية والاعتدال .وصورة لما يجب ان يكون عليه علماء الدين وطلبة العلم بأن يكونوا في صفوف الشعب وليس في بلاط السلاطين والطغاة . فتحية اجلال وتقدير لهؤلاء الأفذاذ وفي مقدمتهم الشيخ حسين بن شعيب والشيخ عبدالحكيم الحسني والشيخ محمد عبدالله مشدود والشيخ مناف الهتاري والشيخ انور الصبيحي وغيرهم كثير ونأمل ان يلحق بركبهم بقية العلماء وطلبة العلم والدعاة الى الله .ليسجلوا اضافة جديدة في مسيرة الثورة الجنوبية التحررية . الجمعة الماضية وأثناء تواجدي في مدينة عدن الحبيبة تشرفت بحضور صلاة الجمعة في الشارع الرئيسي بالمعلا ورأيت تلك الجموع الحاشدة وتلك الوجوه المقبلة على ربها وجوه تشع بالنور تلهفها حرارة الشمس فلا تبالي تبتهل الى المولى عز وجل ان يعجل بنصرها ويوحد صفها . تلك الوجوه الايمانية ترد على السنة الكذب والبهتان من تصف ابناء الجنوب وحراك الجنوب بالحراك الاشتراكي ويتغافلون ان الاشتراكي حليفهم في ما يسمى اللقاء المشترك ولديه من الوزراء والوزارات أكثر من ما لديهم . ثم ان الاشتراكية بضاعتهم وقد ردّت اليهم كما قال خطيب الجمعة الشيخ محمد عبدالله مشدود . تلك الجموع الكبيرة التي تحضر صلاة الجمعة وتزداد من جمعة لأخرى كما حصل في الجمعتين الماضيتين اثناء تشييع الشهيدين ندى الميوني وسامح اليزيدي رحمهما الله وكل الشهداء وأسكنهم فسيح جناته . تلك الجموع تبرهن بما لا يدع مجالا للشك ان شعب الجنوب لن تقهره رصاصات الغدر والخيانة ولن تفت في عضده مؤامرات المتآمرين . فهل سيعي المتغطرسون من جعلوا الجنوب غنيمة وفيدا هذه الحقيقة الناصعة ؟ وهل سيقبلون بالأمر الواقع ويتركون شعب الجنوب يقرر مصيره ؟ وهل سيحفظون ما تبقى من وشائج القربى وحسن الجوار ؟. نأمل ذلك خاتمة : للشاعر احمد مطر لا لن تموت امتي مهما اكتوت بالنار والحديد لا لن تموت امتي مهما ادعى المخدوع والبليد ******* [email protected]