طالبت المجتمع والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية بتحمل مسئولياتها حضرموت تصطف لحماية مؤسستها الأكاديمية (جامعة حضرموت) من العبث والاعتداءات والنهب (صور) أمام طوفان بشري ضم قيادة ومنتسبي وموظفي وطلاب وطالبات جامعة حضرموت وقفت حضرموت اليوم الأثنين وقفة موحدة احتجاجاً لما تتعرض له هذه المؤسسة الأكاديمية من أعمال سطو واعتداء على ممتلكاتها ، ومايتعرض له بعض أساتذة الجامعة والموظَّفينَ من تهديدات واعتداء جسدي غير مسبوق من قبل بعض ضعاف النفوس والخارجين عن القانون .
وفي الوقفة التي شهدتها المكلا اليوم أمام بوابة المحافظة تلا نائب رئيس جامعة حضرموت للشئون الأكاديمية أ.د. عبدالله صالح بابعير البيانٌ الصادرٌ عن قيادةِ جامعةِ حضرموت ومُكوِّناتها النقابية ضد تلك الاعتداءات والنهب والإساءة لهذه المؤسسة المرتجى منها كل الخير لحضرموت الأرض والإنسان نص البيان في الوقت الذي تَمُرُّ فيه محافظةُ حضرموتَ بحالةٍ من عدمِ الاستقرار، وفي ظلِّ اضطِرابِ الأوضاعِ على مستوى الوطنِ كلِّه، تتعرَّضُ جامعةُ حضرموتَ مَحْضَنُ الإشعاعِ الفكري، ومَصْنَعُ الأجيالِ المُتعلِّمَة، راسِمَةِ لوحةِ المستقبلِ، تتعرَّضُ لعديدٍ مِنَ المَخاطِرِ والتهديداتِ التي تُنْذِرُ بانهِيار الجامعةِ وتدميرها، وتَعطيلِ عَجَلَةِ العِلْمِ التي هي دائرةٌ بها، على الرُّغْمِ من شِحَّةِ الإمكاناتِ وتَراكُمِ التحدِّيَات. لقد شَهِدَتِ الجامعةُ منذُ وقتٍ ليس بالقريب عددًا من أعمال السطوِ والاعتِداءِ على ممتلكاتِها، وكذا السطوُ والتَّعَدِّي على أُصولِها المستقبَليَّة من أراضٍ ومَزارعَ ومُنشَآت. كما تَعَرَّضَتِ الجامعةُ أيضًا إلى الإقصاءِ والتهميشِ والإهمالِ لاحتِياجاتِها الأساسيَّةِ التشغيليَّةِ ، وكذا احتياجاتُها من البِنْيَةِ التحتيَّةِ، ومع ذلك كانت جامعةُ حضرموتَ، وما زالت، وبشَهادَةِ قيادة وَزارةِ التعليمِ العالي والبحثِ العِلمي من أفضلِ الجامعاتِ انضباطًا وأداءً ومُستَوًى علميًّا وأكاديميًّا، وسَيرًا بِخُطًى واثِقَةٍ في طريقِ التطويرِ والنَّماء، والتوجُّهِ بها نحوَ جَوْدَةِ بَرامجِها الأكاديميةِ، والاعتمادِ الأكاديميِّ لِبَرامجِها ومُؤسساتِها الأكاديمية، والخُروجِ بها من دائرةِ المُشكِلاتِ التي أُغْرِقَتْ فيها، والتخفيفِ من عِبْءِ التِزاماتِها المُتَناميةِ في ظلِّ تَدَنِّي إمكاناتِها المُتاحَةِ، ومَوارِدِها الذاتيَّة. ولم يكن ذلك لِيتحقَّقَ إلاَّ بفضلِ الجهود التي يَبذُلُها جميعُ مُنتَسِبيها من أعضاءِ هيئة التدريسِ ومُساعِدِيهم، والمُوظَّفينَ والطُّلاَّب، نَتَسامَى فوقَ جِراحِنا، ونَتَخَلَّى عَن كثيرٍ مِنِ استِحقاقاتِنا، من أجلِ تقديمِ المعرفةِ لأبنائِنا، الذين نَأمُلُ أن يَرسُمُوا لَوحَةَ المُستقبَلِ المأمولِ، الذي نتخطَّى به آلامَنا وأوجاعَنا، نحوَ مُستقبَلٍ واعِدٍ بالخيرِ والعَطاء، والحُبِّ والأمان، ومن أجل المُحافَظَةِ على هذا المُنْجَزِ العِلميِّ الشامِخِ والكبيرِ في أرضِ حضرموتَ، وحِمايتِه ورِعايَتِه رصيدًا غاليًا لأجيالِنا القادِمَة. ومع كلِّ هذا نَجِدُ أنَّ مُمتَلَكاتِ الجامعةِ ومُنشَآتِها تتعرَّضُ من جديدٍ اليومَ للنهب والسطو والاعتِداء، كما يتعرَّضُ بعضُ أساتذةِ الجامعةِ والموظَّفينَ للتهديدِ والاعتِداءِ الجَسَدي، حتَّى وصل الأمرُ إلى توجيه التهديدِ المُباشَرِ بإلحاقِ الأذى والتصفيةِ الجَسَديَّةِ لهم ولِعائلاتِهم، كما تحوَّل التهديدُ إلى فِعْلٍ بإطلاقِ الرصاصِ على سيارةِ رئيسِ قسمِ الهندسةِ المدنيةِ بكليةِ الهندسةِ والبترول، والاعتداءِ بالضربِ المُبَرِّحِ على بعضِ مُوظَّفي الجامعةِ . فَيُجْزَى هؤلاءِ المُخلِصونَ جَزاءَ سِنِمَّارَ على ما يبذُلونَه من تضحِياتٍ، من أجل الحِفاظِ على الجامعة من التَّصَدُّعِ والانهِيار. إنَّ ما تَتَتَعَرَّضُ له الجامعةُ من نَهْبٍ واعتِداءٍ وسَطْوٍ على مُمتلكاتِها وبِنْيَتِها التحتيَّة، وما يتعرَّضُ له أساتذتُها ومُوظَّفوها من تهديدٍ واعتِداءٍ يُنْذِرُ بانهِيار الجامعةِ أمام مَرأى الجميع ، وعندئذٍ سَيَجْني المجتمعُ كلُّه الثِّمارَ المُرَّةَ لِهذا الانهيارِ تجهيلاً وإفسادًا لأجيالِنا القادمةِ، التي نأملُ منها أن تَقودَ المجتمعَ في قابِلِ الأيام. يا أبناءَ حضرموتَ الشُّرَفاء، إنَّ وقفتنا اليومَ لكلِّ مُكَوِّناتِ الجامعةِ، من أعضاءِ هيئةِ التدريس، وهيئةِ التدريسِ المساعِدةِِ والطلابِ والموظفينَ تأتي لِتَلْفِتَ انظارَكم إلى أن جامعةَ حضرموتَ هي مُلْكٌ للأجيالِ المُتَعاقِبَةِ. والحِفاظُ عليها، وعلى مُمتلكاتِها ومُنشَآتِها، وحِمايَةُ مُنتَسِبيها وحِفْظُ كَرامتِهم هي مسئوليةُ المجتمعِ كلِّه، بكُلِّ مُؤسساتِه وأطيافِه ومُكَوِّناتِه . فالجامِعةُ حاضِنَةٌ للجميع، وصانعةٌ للأجيال، فارتفعوا بها عن أوحال التناحرِ. الجامعةُ مصدرُ إشعاعٍ مَعْرِفِي، فَلا تُطْفِؤوهُ بأقذارِ الجَهالةِ وتصفيةِ الحِسابات. الجامعةُ رسالةُ مَحبَّةٍ وسَلامٍ وأمان، فلا تُسَوِّدُوها بالخوفِ والكَراهِيَةِ والبَغْضاءِ . يا أبناءَ حضرموتَ الشرفاء، إنَّنا اليومَ نَضَعُ مستقبلَ الجامعةِ واستمراريَّتَها أمانةً في أعناقِكُم، إنها مُستقبلُ أبنائِكم وأحفادِكم، فاختارُوا لهم ما تَشاؤونَ، ونُذَكِّرُكُم بقولِ المولى تَبارك وتعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ { . إنَّنا في هذه الوقفةِ نؤكد على الآتي : 1- حُرْمَةُ المَساس بالجامعة وكوادرِها، وممتلكاتِها ومُنشَآتِها بوصفِها صَرْحًا عِلْميًّا يجب المحافظةُ عليه؛ حِفْظًا لِحُقوقِ الأجيالِ الحاضِرَةِ والمُستَقبَلَة . 2- دعوةُ السلطةِ المحليَّةِ إلى تَحَمُّلِ مسئوليَّتِها، وضَبْطِ الجُناةِ الذين قامُوا بالسَّطْوِ على ممتلَكاتِ الجامعةِ ومُنشَآتِها ومُحاسَبَتِهم، وكذلك مَنْ قامُوا بتهديدِ بعضِ أساتذةِ الجامعةِ ومُوظَّفيها والاعتِداءِ عليهم. وتوفيرِ الحِمايَةِ اللازِمَةِ لِمُمتلَكاتِ الجامعةِ ومُنشَآتِها وكَوادِرِها. 3- دعوةُ كُلِّ مُكَوِّناتِ المجتمعِ المدني ومُنظَّماتِه وأحزابِه وأفرادِه؛ لإدانةِ كُلِّ أعمال السطوِ والتهديدِ والاعتِداءِ على ممتلَكاتِ الجامعةِ ومُنشَآتِها وكَوادِرِها. وعَدُّ حِمايَةِ ممتلَكاتِ الجامعةِ ومُنتَسِبيها ، واجِبًا وطنيًّا وأخلاقيًّا. 4- دعوةُ السلطةِ المحليةِ بمُختلِفِ مُؤسساتِها، وكُلِّ مُكَوِّناتِ المجتمعِ المدني ومُنظَّماتِه وأحزابِه وأفرادِه، كلٌّ من مَوقِعِه، وفي حُدودِ صَلاحِيَّاتِه، إلى المُحافَظَةِ على مُمتلَكاتِ الجامعةِ ومُنشَآتِها، وحِمايةِ كَوادِرِها ومُنتَسِبيها من أيِّ تهديدٍ أوِ اعتِداء؛ ضَمانًا لاستمرار عَطاءِ هذا الصَّرْحِ العلميِّ ، وتجنُّبًا لانهِيارِه . 5- مُساعَدَةُ الجامعةِ، كُلٌّ بِما يَستطيعُ، لتتمكن من أداءِ رسالتِها العِلميَّةِ والتربويةِ؛ خِدمةً للمجتمع، وإسهامًا في صِناعةِ حاضِرِه، ورَسْمِ مَلامِحِ مُستقبَلِه . المكلا : يوم الاثنين ، الموافقِ الثالثَ والعشرين من شهر مارس سنة 2015م رئيس جامعة حضرموت رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم رئيس نقابة الموظفين بالجامعة رئيس الاتحاد العام لطلاب الجامعة