منذ أن وطأت أقدام أنصار الشريعة الذين أطلقوا على أنفسهم مؤخراً لقب (أبناء حضرموت) تراب مدينة غيل باوزير، لم يقبل المواطنون تواجدهم في المدينة فانتفضوا ونظَّموا مظاهرة عبَّروا فيها عن رفضهم لأولئك الأشخاص الذين اتخذوا مركز المرور بالمديرية وكراً لهم ولأسلحتهم وتدرَّعوا بالمدنيين كي لاتقصفهم الطائرات في الأودية والجبال. في الحقيقة إن تنظيم القاعدة عندنا في حضرموت وُلِدَ حاملاً جرثومة موته، وهو تنظيمٌ مٰخترق، توقع بعض السياسيين نهايته وهذا مارآه الكلُ في مصرع الكثير من عناصر التنظيم بالطائرات الأمريكية بعد أن وُضِعت لهم شرائح تساعد الطائرات على قصفهم وقتلهم إضافةً إلى إعدامهم لبعضهم بتهمة التجسس والخيانة. مازاد من غضب المواطنين هو رؤية الخلايا النائمة المسممة عقائدياً الملثمة التي استحوذ على عقولها أصحاب التنظيم ربما بموجب إغراء واستغلال الضعف المادي لأسرهم، أو نتيجة لضغوطات نفسية أسرية لازمتهم منذ الصغر فوجدوا في الالتحاق بركب هؤلاء ملاذاً يخلصهم من معاناتهم، وبئس الاختيار الذي اختاروه والجرم الذي اقترفوه، والحديث يطول عن التنظيم ولنا كلمة أخرى ولقاء قريب.