محمد سالم باسندوه ..هو الحضرمي الثاني الذي يستلم منصب رئاسة الوزراء بعد حرب يوليو 94م..وكان قد سبقه إلى ذلك المنصب عبد القادر باجمال. باسندوه لم يكن تكراراً لغيره من المسئولين ..فهو رجل عاطفي .. صادق في مشاعره .... إنه رجل يقترب كثيراً من المثاليه ولا يميل إلى التحدث بعموميه كما يفعل السياسيون عادة..وتشهد بذلك دموعه التي تذرفها آهاته وآلامه ..وحزنه على الوضع الذي تعيشه البلاد.... باسندوه فاجاء المسئولين والمواطنين عندما قال انه يتألم عندما يرى بلدان الآخرين ويتذكر حال اليمن ... ..وهو الشيء الذي دفعه إلى التمني بان يرى اليمن بلداً مستقراً .. ومتطوراً..وخالٍ من العسكر والأسلحة . ويكشف هذا القول من الرجل عن شفافيته وحبه الشديد لبلاده ..وهو قول معاكس لكل المسئولين الذين سبقوه ويحرصون على التأكيد بان البلد حقق إنجازات عظيمه في كل المجالات (( الصحة – التعليم – البنية التحتية ))..ومن لا يراها فهو يلبس نظاره سوداء.. باسندوه لم ينكر الواقع المرير الذي تعيشه البلاد..وتمنى أن تتغير الأحوال.. ولعل ذلك ما ..دفع حكومة باسندوه إلى تخصيص مبلغ 16 مليون دولار من اموال المانحين لتحلية المياه في مدينة تعز ...لكن ماذا ..عن حضرموت وماذا سيقدم رئيس الوزراء الحضرمي الاصل لحضرموت أرض أجداده ..ماذا سيقدم لحضرموت وهو يعلم أن أبناء حضرموت هم أكثر المواطنين عرضه للإصابة بالسرطان نتيجة الاستغلال السيئ للبترول الحضرمي ..وماذا سيقدم لحضرموت وهي صاحبة اكبر إطلالة على المحيط العربي ..ولا يوجد فيها ميناء تجاري ..وماذا سيقدم لحضرموت وهي المصدر الرئيسي للنفط في وقت لن يجد من ابناء حضرموت إلا عدد قليل جداً ..جداً .. يعملون في القطاع النفطي ..وعدد أقل مما يظن أنهم يستفيدون من النفط الحضرمي..الذي يجري من بين أصابعهم وتحمله السفن على رموش عيونهم و من فوق شواطئهم . وماذا سيعمل باسندوه لحضرموت عندما يجد مدينتي شبام وتريم التاريخيتين ..شبيهتين بقريتين تعيشان في القرون الوسطى وخارج تغطية القرن الواحد والعشرين تماماً ...وهما مدينتان قابلتا لتكونا من المدن السياحية العالمية ..وماذا سيعمل باسندوه وحكومته – بعد أن قدموا لتعز16 مليون دولار – ماذا سيعمل للنخل الحضرمي الذي أتعبه الدوباس في وقت يمكن للتمر الحضرمي بأنواعه أن يدخل ضمن التمور المنافسة في السوق العالمي ..وماذا سيقول لأهل حجر من حضرموت الذين يمر بواديهم نهراً جارياً ويعانون من العطش ولا يوجد في مطقتهم سدا أو مشاريع زراعيه .. وماذا سيقول باسندوه للحضارمه إذا شاهد مطار المكلا ...ولم يجد فيه غير (( سير )) قديم للعفش وكراسي ‘منهكة يجلس عليها الموظفين ..فيما لا توجد صالات أو صالة في المطار للمستقبلين و المودعين ..بل ..ماذا سيفعل باسندوه وحكومته إذا علٍم أنه لاتوجد في حضرموت سوى مستشفى حكومي واحد تنقصه المعدات الطبية الحديثة....وسيجد محمد سالم باسندوه أن أبناء حضرموت يتساءلون عن الأسباب التي أدت إلى عدم تنفيذ المستشفى الذي تبرع بتكاليفه ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (( رحمه الله ))..حتى الآن ..أما إذا التقى رئيس الوزراء بالشباب الحضارمه ..فإنهم سيأخذونه إلى ملعب بارادم ليشاهد الاستاد الرياضي الوحيد في العالم نصف المزروع و المُحاط ببائعي القات.. وماذا سيقول باسندوه لرجال الاعمال الحضارمة العازفين عن الاستثمار في بلد يحيط الفساد بالمستثمر عن يمينه وشماله وأمامه ومن خلفه . وماهو موقف حكومة باسندوه من الوضع التعليمي المتراخي في حضرموت ...التي تدعم خزينة الدوله بما لا يقل عن 75 % من ميزانيتها !! حضرموت لا تريد من اموال المانحين سنتاً واحداً لحل بعضاً من معاناتها.. لكنها تريد نصيباً عادلاً من عائدات بترولها ومن ضرائب سكانها ...حضرموت تريد نصيباً عادلاً ليس إلا ... من كافة مدخولاتها أما مشكلة الكهرباء والمشتقات النفطية فذلك مالا يستطيع أحداً الحديث عنهما لأنهما مشكلتان بلا حل مثلهما مثل الغلاء والبطالة وانتشار القات .وعند ذلك على رئيس الوزراء ذي الأصول الحضرمية محمد سالم باسندوه أن يسأل نفسه هل الحضارمة وحدويون ؟ وقد تتضح الإجابة ونحن نراقبه هل(( يجهش )) بالبكاء في حضرموت ..أو نرى دموعه ....