كثيراً ما نسمع وما نقرأ بوسائل الإعلام المختلفة المرئية منها والمقروءة والمسموعة من مقالات وبيانات ومقابلات وتصريحات فيها رؤى متباينة ، وكل يدلو بدلوه ، وما يهمنا في الأمر ما يتعلق بالقضية الجنوبية وما ينصب من فحوى في خدمتها وهو هدف شعبنا السامي في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، ولا يغيب عن بالنا من وجود وسائل إعلام بشرية تلتقط السمع وتعكسه كالمرآة بين أوساط أفراد المجتمع وتدافع عن تلك الأمور باستماتة دون مراعاة لمشاعر الآخرين لتاخذ طابع شخصنة الأحداث على الساحة في منحى خطير جداً يضعف مسار ثورتنا الشعبية السلمية الحاملة لواء القضية الجنوبية .. إن الأساليب والإلتوائية التي يتفنن فيها عناصر السلطة المأجورة بحاجة الى تمحيص ودقة في ظل هذه الأجواء والأوضاع السياسية المؤدية الى توسيع دائرة التمزق والفرقة التي يسعى اليها الاحتلال ، إنه إخطبوط له منابع الالتصاق بوسائل عدة يأخذه البعض بحسن النية وهو في عمق المعنى غباء ، خطوات عملية لا يدرك مخاطرها الكثير في التداول ومجرى العلاقات ، فالناقل تحت مظلة باب العون والسخاء والعاكس تحت مسمى المعرفة والثقة وحسن النية .. إن عدونا واحد وهو سلطة الاحتلال ، وخيارنا واحد وهو النضال السلمي التحرري ، وهدفنا واحد وهو التحرير والاستقلال ، وتحقيق ذلك بحاجة ماسة الى إدراك ووعي للمهام وما يترتب علينا أدائه بين صفوف الشباب الذين يمثلون الدرع الواقي لمسيرة الثورة ونضالها السلمي التحرري ، وأن الثقة المفرطة والعواطف وحسن لنية ليس لها وجود في قاموس السياسة ، كما التأني وتحكيم العقل والضمير وعدم التسرع في إصدار الحكم واتخاذ القرار كفيل بكشف الحقائق وإحباط أي مخطط يرمي الى حرف مسار ثورتنا الشعبية السلمية وتحقيق أهدافها وداعم أساسي لوحدة الصف والكلمة والتعامل بشفافية ومصداقية مع الآخرين ، فالممارسة سلوك والمعيار هو التطبيق ، أما الإدارة فهي فن وأخلاق ، ويبقى الشعب هو مختبر التحاليل وفرز شوائبها .. إن حركة النضال السلمي الديمقراطي وتصاعدها في عموم ساحة أرض الجنوب الحر توسعت لمواجهة سلطة الضم والإلحاق والفيد والغنيمة والقمع والإرهاب وكذا الاغتيالات وممارستها العبثية بحياة أبنائه في العيش الكريم والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والحريات العامة وغياب المواطنة المتساوية والتوازن الوطني المفقود الاختلالات العامة في الحياة كالارتفاع الجنوني في الأسعار دون ضوابط ، ناهيك عن دني مستوى خدمات الكهرباء والمياة والصرف الصحي وانعدام فرص العمل وتردي التعليم والصحة ونهب الأراضي الخاصة والعامة من قبل المتنفذين والازدواجية في تطبيق القوانين وتكريس منهجية الفساد والإفساد للمجتمع ، وفي سياق الموضوع يتطلب وجوب الإشارة بأن شعبنا وأبنائه أمانة في أعناق كل الرموز والقيادات السياسية في الداخل والخارج ، فإن بقوا مع شعبهم سوف يُحملون على الأكتاف ورؤوسهم مرفوعة الى السماء يوم لنصر القريب ، أما إذا خذلوا شعبهم وساوموا في قضيته فسوف يعودون الى الوطن مطأطئين ومنكّسين رؤوسهم الى الأرض خجلاً وندماً يوم لا ينفع الندم . سالم عبدالمنعم باعثمان المكلا حضرموت