يشعر المرء بغصة وألم عما يحدث في (أم الدنيا) مصر الكنانة من أحداث دامية مؤسفة ومرعبة , ربما الذي يعرف مصر و" أهل البلد" الطيبين قد لا يصدق أن يحدث فيها ما حدث , منذ أن نكبت مصر وغيرها من بلدان وديار العرب بسموم الفوضى الخلاقة التي جاءت بها رياح ما سمي بالربيع العربي الذي لم تجن منه الشعب إلا الوبال والمآسي والفواجع التي توالت - عاصفة – واحدة بعد أخرى. فأنتشار الفوضى وانفلات الأمن بهذه الصورة التي – نشاهدها – وتعيشها العديد من بلداننا العربية صور مؤلمة ومفجعة لا مبرر لها ولا مستفاد منها سواء نكبة مقدرات هذه شعوب هذه البلاد التي لا حصيلة ومنافع لها مما يحدث من صراعات وتسابق محموم على كراسي الحكم , فقد أصبحت هذه الشعوب – المغلوب على أمرها لا حول ولا قوة لها اليوم في العديد من البلدان العربية خاصة تلك التي تسممت بسموم ما سمي بالربيع العربي أو بنكته الثورات العربية ومنها بالطبع "المحروسة" مصر وليبيا وتونس – أصبحت باحثة عن الأمن والأمان الذي فقدته بغتة وحل محله الخراب والأجرام بكل صنوفه وألوانه .. أما ما يحدث في بلاد الشام , فحدث ولا حرج! .. قالت أحدي سيدات مصر في اتصال بأحد البرامج الحوارية في قنوات التلفزة المصرية معلقة على الأحداث التي شهدتها مدن "المحروسة" من ضرب بالخرطوش واشتباكات دامية واعتداءات على المصالح العامة والخاصة وانتهاك حرمات المؤسسات ومراكز الشرطة والتعدي الفض على رجال حماية الأمن العام واشعال الحرائق "بأفراط" علاوة على انتشار عصابات التقطع والبلطجة وأشياء أخرى .. قالت هذه السيدة بلهجتها المصرية الجميلة : "مش دي مصر لي نعرفها" .. "مش دي مصر" , " ورب الكعبة مش دي مصر" وأجهشت بكاءً .. ثم عادت وقالت : " مش دي الحرية التي نريدها .. مش دي" , ثم استرسلت وأخرجت ما في جوفها وخاطرها "مولولة" ومذكرة : " فينك يا أيام زمااااااااااااااااان" .