رزقت خيالاً خصبا يختلق قصصا لا حقيقة لها في الواقع , ويروق لي أن أقتنص من تلك القصص صوراً , وإن كانت بعيدة عن الواقع لكنني مصر على كتابتها , لعلي أصادف من يكون هواه على مثل هواي فيستحسنها فمنها : أنى تخيلت أبا يتوسط أبناءه وبناته , وتجلس زوجته مسندة رأسها على كتفه الأيمن تظلل شجرة المحبة الوارفة جلستهم , وفجأة تخطر له فكرة أن يحكى لهم فليماً جنسياً فاضحاً بتفاصيل لم تستطع الكاميرا على دقتها أن ترصدها . تنهض البنت الكبرى , وتدس الصغرى وجهها بين كفيها , تعض الزوجة ذراعه لم ينتبه حتى مرت الدقائق واللحظات كئيبة حزينة . يممت كبرى بناته وجهها صوب معلمتها تحكى مأساتها وتطلب نصيحتها . خففت المعلمة الذكية عليها , وقالت : يا بنيتي خطأ فادح ما فعله والدك , ولكن مرحلة الشباب التي تعشينها أنت وإخوانك تتطلب الوعي بها ونشر الثقافة الصحيحة الواعية في التعامل معها . فكرت المعلمة ملياً في طرح فكرة مسرحية في الطابور الصباحي في كيفية التعامل مع متطلبات الشباب وبمساعدة من مسؤولة الإعلام , صاغت مشهدا تمثيلياً دربت عليه مجموعة من الطالبات ، واتفقت على موعد تمثيله مع إدارة المدرسة . مثل الفتيات المشهد ببراعة ، واشتمل على تلميحات ذكية تعلم ولا تحرج , توصل الفكرة من غير أن تثير غريزة. تقدمت مديرة المدرسة بكل ثقة , وخطفت ملتقط الصوت , لتبدى إعجابها بما قدمه طالباتها , وتستهل كلمتها بشكر للمعلمة ولمجموعة الإعلام , ولمهارات الطالبات التمثيلية . بدت واثقة من نفسها وهي تقول : أنا الآن مديرة مدرسة , عشت مرحلة شبيهة بمرحلتكن , وإن لم تكن مثلها تماما , فلعل الوقت الحاضر يتميز بوجود كثير من القنوات الفاضحة , وأغاني الكليب تعرفن أسماءها أكثر منى . فكيف نتعامل معها ؟. ربما تكونين وحدك , ولا أحد عندك وأنت تشاهدين أغنية من أغاني الكليب , أو فليما من أفلام قنوات المشفر , فتنسين نفسك ، وشرعت تتحدث بكلام فاضح ، فيه الكثير من القذارة ، وقلة الحياء . وأحست المديرة أن الملتقط بيدها فأنزلته ، واستمرت تحكى صوراً مختلفة لبعض الممارسات الصبيانية بكل شفافية ووضوح . ثار اللغط بين الطالبات ، وتعالت الأصوات . غطت المعلمة وجهها ويممت صوب سلم مكتبها , وشرعت في كتابة رسالة إلى الإدارة التربوية بمنطقها . لم تفتح الإدارة التربوية تحقيقا في الموضوع كشأنها في كثير من القضايا المؤجلة , ولكن أحد جيران المدرسة سمع ذلك الحديث فنشره على موقعه لعل أذناً صاغية من مكتب التربية تعزل ذلك المد ير أو المديرة إذا لم يكن أهلا للأبوة !